إعداد - أيمن جمعة:
يتمركز 20 % من رافعات العالم المخصصة لبناء ناطحات السحاب على شريط ساحلي يمتد بطول 50 كيلومترا تقريبا بين أبوظبي ودبي، والذي تحول الى ما يشبه خلايا النحل التي لا يتوقف فيها العمل ليلا أو نهارا، وهذا النشاط المحموم جزء من طفرة عمرانية تجتاح منطقة الخليج بأسرها لاقامة مشاريع يقدر الخبراء تكلفتها بنحو تريليون دولار·
وتشير صحيفة 'الديلي تليجراف' في تقرير لها الى ان هذه الاموال تعادل أربعة أمثال الاستثمارات التي كانت تشهدها المنطقة قبل 18 شهرا فقط، وجاء في التقرير 'الامر لا يتطلب أكثر من تسعة أشهر لبناء برج بارتفاع 50 طابقا من الوحدات السكنية الفاخرة، قبل بيعها بشكل فوري للمستثمرين العرب الذين يتمتعون بسيولة نقدية كبيرة أو المستثمرين الاوروبيين الذين تجذبهم الاجواء الاستثمارية المواتية'· وركز التقرير بوجه خاص على جهود ابوظبي ودبي العمرانية، مشيرا الى ان امارة ابوظبي كشفت مؤخرا عن سلسلة مشاريع بمليارات الدراهم وأبرزها مشروع جزيرة السعديات·
وفي دبي، فان أبرز المشاريع الحالية تلك المتعلقة بتشييد 'برج دبي' المتوقع ان يكون أعلى بناية في العالم بارتفاع يزيد على 700 متر غير ان الارتفاع النهائي للبرج سيظل سرا حتى آخر لحظة· ويرتفع البرج بمعدل طابق واحد كل اسبوع، ويجري بناؤه بشكل يتيح تغيير ارتفاعه أثناء التشييد، وسط توقعات بان يصبح 'برج دبي' مركز جذب سياحي مهما يجتذب ملايين السياح·
ويشير التقرير الذي كتبه المراسل امبروسو ايفانز بريتشارد من دبي الى ان من يزور موقع بناء البرج، سيجد نفسه أمام سلسلة ناطحات تذكرنا بضاحية مانهاتن الاميركية، وتمتد حتى مطار جبل علي الدولي الذي يصفه المراقبون بانه 'مركز كل المراكز'، والذي بدأ فيه العمل لتشييد ستة مدرجات هبوط بما يجعله قادرا على التعامل مع 146 مليون راكب سنويا، وهو بهذا يماثل الطاقة الاستيعابية الاجمالية لمطارات هيثرو وفرانكفورت وباريس معا·
ومضت الصحيفة تقول 'اكتسبت دبي مكانة بارزة وأصبحت ظاهرة فريدة من نوعها بحيث ان الكل يتمنى زيارتها ولو مرة واحدة في العمر·'
ونقلت الصحيفة عن ادموند اوسوليفان مدير تحرير مجلة ميد قوله 'أستطيع ان أشاهد مشاريع بقيمة 200 مليار دولار من نافذة الفندق'·· وأضاف 'لو ذهبت الى السعودية او الكويت او قطر او الاردن·
ستجد ان جميع هذه الدول تحاول تقليد الإمارات·· ومع ارتفاع النفط ليتجاوز 70 دولارا للبرميل فان هذه المنطقة تنمو بقوة، وهناك اجماع على استمرار هذه الاجواء المنتعشة لخمسة أعوام اخرى· ولكن ما الذي سيحدث بعد ذلك·· هذا هو السؤال الرئيسي؟'·· لكن معتز ابراهيم الاقتصادي من بنك 'شعاع' يؤكد ان دول الخليج تعلمت من دروس الوفرة النفطية في السبعينيات قائلا 'سيتم ضخ الاموال هذه المرة في مشاريع البنى الاساسية بالداخل'·
وتتوقع تقديرات صندوق النقد الدولي ان تسجل الدول المنتجة للنفط فوائض مالية تتجاوز 480 مليار دولار في 2006 أي ثلاثة أمثال ما تسجله الصين·
ومن المتـوقع توجيه جانب من هذه الاموال الى اسواق السندات الاميركية أو لشراء أصول عالمية مثل 'بي اند او'، كما سيتم ضخ اموال في بناء ناطحات السحاب على طول شواطئ شبه الجزيرة العربية على الخليج والبحر الاحمر·
عدد اليوم
