الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوهر أخلاقي

17 يونيو 2015 22:15
تمثّل الأخلاق والقيم الجانب المعنوي أو الروحي في الحضارة الإسلامية، وأيضاً الجوهر والأساس الذي تقوم عليه أي حضارة، وفي ذات الوقت تضمن سر بقائها وصمودها عبر التاريخ والأجيال، وهو الجانب الذي إذا اختفى يوماً، فإنه يؤذن بزوال الدفء المعنوي للإنسان، الذي هو روح الحياة والوجود، فيصير وقد غادرت الرحمة قلبه، وضعف وجدانه وضميره عن أداء دوره، ولم يعد يعرف حقيقة وجوده فضلا عن حقيقة نفسه، وقد بات مكبّلاً بقيود مادية لا يعرف منها فكاكاً ولا خلاصاً. كتاب: الأخلاق والقيم في الحضارة الإسلامية ثقافة حوار التسامح الذي هو الصفح والعفو والإحسان. والذي يقابله التعنّت والتعصّب والتطرف والغلو.. نظرة إنسانية لا يمتلكها إلا الإسلام، فبينما يقبل المسلمون بينهم وجود أديان مغايرة لدينهم، ويرفضون إكراه أحد على ترك ملته، ويرضون أن يتألف المجتمع من مسلمين وغير مسلمين، ويشرّعون نظماً عادلة لتطبّق عليهم وعلى من في ذمتهم من مسيحيين أو يهود. فمن خصائص حضارتنا الإسلامية، أنها لا تحكم بالإعدام على الثقافات الأخرى، والحوار هو البديل والتعددية في الثقافة ثراء للفكر، وإقرار الإسلام بتعدد العقائد، إقرار بمشيئة الله. التسامح في الإسلام – المبدأ والتطبيق الدكتور شوقي أبو خليل عهد الحريّة الفكريّة عاش الإسلام عصوره الأولى في مناخ حرية التفكير والتعبير، وكان مناخاً فريداً في ذلك الزمن، وقد امتدّت هذه الحرية إلى ميدان التأويل الديني (ولا يمكن تصور مثل هذه الحرية اليوم في العالم الإسلامي). لو تأملنا – ولو بنظرة سريعة – تاريخ الصحابة، وهم الجماعة المؤمنة التي التفت حول النبي في المدينة، لرأينا كيف استن لهم النبي القوانين، ووضع القواعد انطلاقاً من حاجاتهم وأوضاعهم، بحرية لا تقيم وزناً لأي اعتبار يدعو إلى التحجّر والجمود، مثبتاً بذلك قدرة رفيعة على التفكير الحكيم في التوفيق بين المقتضيات الدينية وحاجات الجماعة ومتطلباتها المعيشية والحياتية. أما المؤسسات الجامدة وما يسمّى اليوم بـ«قدرة الإسلام على التحكم بالنظام السياسي الاجتماعي» فلم توجد إلا بعد وفاة النبي. كتاب: الإسلام معطَّلاً عين اليقين يقول أبو اليزيد البسطامي: «ولقد نظرت إلى ربي بعين اليقين بعد أن صرفني عن غيره، وأضاء فيّ بنوره فأراني من عجائب سره، وأراني هويّته، فنظرت بهويته إلى أنائيتي فزالت: نوري بنوره وعزتي بعزته وقدرتي بقدرته، ورأيت أنائيتي بهويته وأعظامي بعظمته ورفعتي برفعته. فنظرت إليه بعين الحق فقلت له من هذا؟ فقال: هذا لا أنا ولا غيري. فلما نظرت إلى الحق بالحق، رأيت الحق بالحق فبقيت في الحق بالحق زماناً لا نفس لي ولا لسان ولا أذن لي، ولا علم حتى إن الله شاء لي عاماً من علمه ولساناً من لطفه وعيناً من نوره». التصوف الإسلامي – هنري كوربان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©