الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القراءة تنمي مهارات التفكير الإبداعي عند الأطفال خلال إجازة الصيف

القراءة تنمي مهارات التفكير الإبداعي عند الأطفال خلال إجازة الصيف
17 يونيو 2013 20:28
يستقبل الأطفال إجازتهم السنوية بشغف كبير، ويصبح هم كل أسرة كيف يقضي الأطفال أوقاتهم خلال العطلة الصيفية، حيث تعد مشكلة استثمار وقت الفراغ من أهم المشكلات التي يُعانيها الأطفال، وتزداد هذه المشكلة تفاقماً في ظل عدم وجود خطط أو برامج متاحة أمام هذه الشرائح طيلة أيام العطلة الصيفية، ومن ثم نجد تزايد شكاوى الأسر من الأبناء بسبب وقت الفراغ. هناك من يحرص على استثمار وقت الإجازة في تنمية مهارات الأطفال، وإكسابهم خبرات تعليمية، تعزز مستواه في القراءة والرياضيات ومهارات التفكير الابداعي، وتوسعة الأفق والخيال، فضلاً عن إثراء معرفته وثقافته الذاتية، من خلال وسائل تربوية وألعاب ومعينات بصرية عديدة، ولا سيما تلك الوسائل التي يقبل عليها الطفل بشغف وحب. والسؤال الذي نعنيه هنا: كيف نستثمر تلك الوسائل التربوية الهادفة في إثراء ثقافة الطفل واستغلال إجازته الاستغلال الأمثل؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) - تربوياً، هناك ما يعرف بنظرية «الطاقة الفائضة» ومفادها بأن الصغار يحتاجون إلى اللعب للتخلص من الطاقة الفائضة لديهم، ومن ثم تصبح عملية شغل أوقات فراغ الأطفال في فصل الصيف وموسم الإجازات، مسؤولية أسرية بالدرجة الأولى، لأن الطفل يحتاج أن يفرغ هذه الطاقة بشكل إيجابي. الطفل بطبيعته قد يشعر بالملل من الكتاب المدرسي لأنه يشعر أنه واجب عليه، لكن يتعامل بشكل مختلف مع الكتاب الخارجي أو القصة أو الحاسوب أو وسيلة تسلية أخرى. بإمكان الأسرة أن تدفع الطفل نحو الاتجاه الصحيح الذي تريده بإتاحة وتوفير المناخ اللازم للاستمتاع بالإجازة، وفي الوقت نفسه الاستفادة منها، حتى ولو من خلال اللعب أو من خلال طرق بديلة بسيطة وعديدة، أهمها الاستفادة من حث الطفل على القراءة، وتنمية مواهبه وإمكاناته الذاتية باستغلال اللعب والهوايات التي يحبها. توظيف اللعب تشير الاختصاصية التربوية الدكتورة منجالا الشريف، إلى أن اللعب يعمل على إحداث تغييرات مرغوبة في البناء الجسمي، وفي التكوين العقلي والنفسي للطفل، لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن يعرف ولي الأمر كيف يوظف اللعب لتحقيق هذا الهدف، وينصح الآباء والأمهات بتوفير الألعاب التي تلائم المرحلة العمرية للطفل، ولا تتعارض مع الثقافة التي يراد للطفل أن يتربى عليها، والتأكد من أنها لا تلحق به أذى. والتخطيط الواعي وتحديد الألعاب التي تعمل على تنمية جانب من جوانب شخصية الطفل الجسمية والعقلية والوجدانية والمهارية والاجتماعية. ونلفت الانتباه إلى أن بعض أولياء الأمور يخطئون إذ يعتقدون بأن اللعب لا فائدة ترجى منه، وأنه مضيعة للوقت وللجهد ، فيمنعون أبناءهم من ممارسة اللعب خوفاً عليهم، وهؤلاء الأطفال المحرومون يكونون عاجزين عن مواصلة التعلم بصورة جيدة عند التحاقهم بالمدرسة، والأجدر بهم ألا يحرموا أبناءهم من جني ثمرات اللعب، لأنه يساعدهم على بناء شخصياتهم بناء سوياً متوازناً». وتضيف الشريف: «إن من أهمية اللعب التربوية والنفسية متعددة، فهو وسيلة من وسائل اكتساب السلوك القويم، ووسيلة من وسائل تطوير السلوك، ووسيلة من وسائل تحرير الطفل من التوتر النفسي، إلى جانب كونه وسيلة من وسائل تطوير التفكير، وتعليم الطفل القوانين والقواعد الأخلاقية والاجتماعية، ووسيلة من وسائل تفاعل المتعلم مع بيئته لأنه وسيلة من وسائل الإعداد للحياة. فضلاً عن كون اللعب التمثيلي يمكّن الطفل من الاستكشاف، حيث يكتسب قواعد السلوك من أدوار الكبار التي يمثلها». الألعاب التعليمية توضح التربوية نغم الهاشمي أن الألعاب التعليمية التي يمكن أن يمارسها الأطفال بواسطة الحاسوب لا حصر لها، وقد أصبحت من الكثرة بحيث بات كثير من المربين وأولياء الأمور يتوجسون خيفة من السلبيات التي قد تنجم عن إفراط الأطفال بممارستها، حيث يُستخدم الحاسوب الآن في التعليم على نطاق واسع، لأنه عميق الأثر متعدد الفوائد، ومن خلاله يمكن تعليم الأطفال وتدريبهم على المهارات وتزويدهم بالقيم، وهو يلقى إقبالاً منقطع النظير من المتعلمين، لأنه يقدم لهم المعارف من خلال الألعاب الممزوجة بالإثارة. ويستطيع الحاسوب أن يقوم بأعمال التقويم لتصحيح إجابات المتعلم وتزويده بتغذية راجعة فيزداد علماً، وينمو تفكيره. فالنشاط الموجّه أو غير الموجّه يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية، ويستغله الكبار عادة ليسهم في تنمية سلوك وشخصيات أطفالهم بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية، وهو يعد من مصادر التعلم المهمة ووسيلة من وسائله». وتضيف الهاشمي: «لعب الطفل في ما يقع بين يديه من أشياء يعمل على تنشيط ذاكرته، وتوسيع مداركه، وإكسابه قدرة على التخيل تنمو بما يتلاءم مع نوعية المثيرات المتاحة له، فما يكاد الطفل يصل إلى السن التي تمكنه من دخول المدرسة حتى يكون قد تكون لديه قدر كبير من الخبرات والقدرات التي تمكنه من التفوق على أقرانه الذين لم تتوافر لهم فرص ممارسة اللعب». الدكتورة عبلة عثمان - أستاذ سيكولوجية الفن بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، توضح أن الطفل بطبيعته شخص خيالي، وقادر علي تنمية الصور الخيالية من دون تناقض، فالطفل يبني معظم ألعابه الإيهامية في الخيال، وقد تكون القدرة الخيالية أحد القدرات التي تتوافر لدى المبدعين أيضاً، ولكن يجب أن نتوقف قليلاً قبل أن نطلق صفة الإبداع التي يتمتع بها الكبار علي خيالات الأطفال، ولكني أسوق المقارنة هنا للاستدلال على أهمية الخيال لدى كل من الطفل والمبتكر، لأن الخيال في حالة الاحتفاظ به لدى الكبار ينمي من تفكيرهم الإبداعي، وهذا هو المقصود بمواصلة الخيال، فربما يكون المبدع قد احتفظ منذ طفولته بنشاط تخيلي، وربما كان تمسكه بممارسة هذا النشاط الإبداعي هو المسؤول عن احتفاظه به على مستوى يمكنه من تناول المشكلات الإبداعية بقدر تحرره من جمود الواقع وتصلبه، ولكن يجب أن نشير إلي ضرورة الاحتراس من انغماس الطفل في خيالات متطرفة أو مرضية لأنها تعوق المسيرة الإبداعية، على عكس ما يحققه الخيال الإنشائي البناء». تحرير الشخصية وتضيف الدكتورة عبلة عثمان: «تحرير شخصية الطفل، يقصد بها تنشئة الطفل متمتعاً بشخصية متحررة ومستقلة، تؤمن بقيمة الإنسان وبقدرته على الإبداع، فتنمية إبداع الطفل يجب أن تبدأ من الإيمان بأن لكل إنسان قدراته المبدعة إذا ما أتيحت له الفرص المناسبة. ولا يكمن الابتكار في مجال معين من دون غيره من المجالات الحياتية، فالإبداع متخلل في الأنشطة الإنسانية كافة، ومتنوع بتنوع الحياة ذاتها، وبالرغم من ذلك فإن هناك بعض الأنشطة التي تتميز بالإبداع والابتكار أكثر من غيرها، كالمناشط التي يكون فيها الطفل إيجابياً، ومعبرا عن ذاته والعالم الخارجي بطريقته الخاصة، مثلما هي الحال في مجالات الإبداع الفني والأدبي والحركي، وفي اللعب. فالطفل حينما يمارس حقه الطبيعي في التعبير عن نفسه يكتسب الكثير من المكاسب الفرية والإبداعية» أساليب تبني التفكير الناقد بالإمكان تعليم الطفل أساليب بتشجيعه توجيه التساؤلات، وأسأله أحيانا لم يسأل، اسأله كيف يحكم على صحة الأشياء أو خطئها، وكيف توصلت إلى أن هذا الفعل خطأ أو صواب، واجعله ينتقد بعض الأحداث، واسأله لماذا حدثت؟ وإذا قرأ قصة ما ... اسأله عن أحداث القصة، وماذا ممكن أن تعمل لو كنت مكانه ؟، وماذا أحببت في القصة ولماذا؟ وماذا كرهت في القصة .. ولماذا؟. وأن نعلم الأبناء أن من الأخطاء المتداولة في التفـكير الناقد الميل إلى الموافقة أو عدمها من دون تأمل أو تفكير كافٍ، فالواجب أن يتعلم ألا يصدر الأحكام قبل توافر المعلومات والأدلة الكافية لديه، ومن الممكن أن نضرب له مثالاً على هذا كثيراً، فحكم الابن على زميل له أنه جيد أو سيئ أو على صديقه، فغالباً ما يستعجل الحكم، فنستغل هذا الموقف في أن يتعلم التفكير الناقد، ولنسأله: «كيف توصل إلى هذا الحكم ؟». كيف ننمي التفكير عند الأبناء؟ يقول الدكتور إبراهيم الحارثي مؤلف كتاب تعليم التفكير: «إننا إذا استطعنا تنمية المهارات الجزئية لأنواع التفكير، فإننا نكون قد رفعنا معدل الذكاء عند الفرد، فهناك نشاطات تساعد على تنمية التفكير الإبداعي، مثل الصور، وهي مثير جيد يركز الطفل تفكيره عليه، ويطلب من الطفل أن يتأمل الصورة، ثم يصفها من دون أن ينظر إليها، وقد يطلب منه تعليقاً عليها أو يتوقع أسبابا للأحداث التي في الصورة، كذلك القصص المصورة، والسردية، ويطلب منه معرفة وجهات النظر المختلفة التي تورد في القصة. فجلسات العصف الذهني وسيلة فعالة لتوليد الأفكار لحل المشكلات أوالاقتراحات الجديدة. أيضاً هناك الرسم، حيث يعد أحد الطرق للتعبير عن الفكرة خاصة عند الطفل، فالإنسان بشكل عام يدرك الشيء المرئي أكثر من الشفهي، ومن الممكن أن يطلب من الطفل رسومات معينة أو يلونها أو يرسم من خياله أو يستنسخ رسماً من كتاب مصور، ومن الممكن أن يدار نقاش جميل بين الأسرة والطفل حول رسم معين، من دون أن ننسى الإثابة والتشجيع التي ترفع من معنويات الطفل، وتحفزه كثيراً». ويضرب الدكتور الحارثي مثالاً لذلك، ويقول: «هناك أمثلة لعبارات تهيئ الجو الإبداعي عند الطفل، فكأن تقول له: فكرة مثيرة مدهشة جديدة - أخبرني كيف قمت بهذا العمل؟- أو كيف توصلت إلى هذه النتيجة؟ - اعملها بنفسك وإذا احتجت مساعدة، فأنا مستعد - أنا واثق أنك تستطيع أن تعملها لوحدك بإتقان - ألا يوجد حل آخر لهذه المشكلة؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©