المجوهرات الهندية تشي بغنى التفاصيل وفنون الإبداع

الشارقة (الاتحاد) - لطالما عرفت الهند كأرض للسحر والفن والخيال، وحظيت منذ عصور بعيدة بتراث غني وكنوز بديعة من الجواهر والذهب والأحجار الكريمة، والتي تناقلتها أجيال بعد أجيال من الأباطرة الهنود من أمراء القصور ونساء البلاط، وحيث تميزت مجوهرات المهراجا والمهرانا بأشكال وأنماط مدهشة من القطع والموديلات، من تلك التي تشي بسمات الفخامة والترف، وتعبر عن مورثات هذا البلد العريق الثقافية والحضارية وشغفهم الكبير بصياغة الذهب واقتنائه. نماذج بديعة وبالرغم من تقدم الزمن ومرور الأعوام، إلا أن عشق الهنود للجواهر ما زال متواصلاً بذات الوتيرة والحماس، حيث ينظم من هناك وفي معظم المدن الرئيسية كمومباي ودلهي مهرجانات خاصة تحتفي بسوق الذهب وتستعرض أحدث مستجدات المجوهرات، كما تصاحب آخر تطوراتها وخطوطها العريضة أسابيع الموضة الموسمية على الدوام، وتستحوذ على اهتمام عالم «بوليوود» ونجوم السينما والغناء مع الطبقة المخملية من المجتمع، مقدمة موسما بعد آخر نماذج بديعة من المبتكرات في هذا المجال، يصممها جيل موهوب وواعد من الشباب والشابات، من الذين دخلوا حقل الصياغة والتصميم في السنوات الأخيرة، ليضيفوا بدورهم مزيداً من المعاصرة، الخيال، والإبداع على اتجاهات موضة صناعة المجوهرات الهندية. أفكار حديثة والمتابع لأسابيع الموضة الموسمية في مدينتي دلهي ومومباي، سيلاحظ بلا شك مدى الاستقطاب الذي تحظى به صياغة مجوهرات الذهب والألماس هناك، حيث يستعرض النخبة من المصممين الهنود مع أصحاب الشركات الكبرى في هذا المجال، نتاجهم الإبداعي وفنونهم الجديدة في صناعة الحلي والأحجار الكريمة، لتظهر مع مطلع كل موسم أنماط مختلفة من النماذج والموديلات التي تحمل أفكارا حديثة وطموحة لهذه الصناعة، وسترتقي حتما بمستقبلها في الأعوام القادمة. ومع أن الاتجاه المتنامي في الموضة الهندية بشكل عام، أصبح يجنح أكثر فأكثر نحو التغريب والطراز الأوروبي لناحية، البساطة والنعومة والشكل الغربي الأنيق، إلا أن ما زال هناك حضور قوي وبارز للتراث الهندي في عالم صياغة المجوهرات، ومازالت تصاميم الحلي والأحجار الكريمة تتمتع بذات الغنى والثراء والألوان النابضة بالحياة. ولعل المراقب لمجموعات المصممين الهنود الشباب الآونة الأخيرة، سيكتشف مؤكداً سطوة هذا الطراز الهندي السائد، وتفوقه المطلق على كل هبات التغريب والتغير في صياغة الجواهر والحلي، كتشكيلات المصممة المبدعة «فرح خان» مع الموهوب «فارون جاني» وكل من «بينا جونكا» و»ريا ناستا» و»لاكاش باهوجا»، والذين كونوا من خلال مجموعات مبتكراتهم الذهبية والفضية المطعمة بالماس والمرصعة بأحجار الزمرد والزفير والروبي، أيقونات وتحف غاية في الفن والجمال، استمدت من الزخارف والنقوش الهندية القديمة مفاهيمها، ورسمت بأطياف ملونة من الحجر الكريم وشبه الكريم نماذج من القلائد والأساور والأقراط، من تلك التي تتمتع بسحر مثير وتفاصيل صغيرة ومترفة تسلب الألباب.