السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأشخاص الأكثر شجاعة في تقبل ضعفهم أقدر على اتقاء «الخرف» ومواجهته

الأشخاص الأكثر شجاعة في تقبل ضعفهم أقدر على اتقاء «الخرف» ومواجهته
17 يونيو 2013 20:30
النشاط المفيد والتفكير المنتج والاستقلالية هو عنوان برنامج مدته أسبوعان، يصطلح عليه «هابيت» يستهدف الأشخاص الذين يعانون اختلالات خفيفة وطفيفة في المهارات الإدراكية، أو أولئك الذين يمرون هم أنفسهم، أو أزواجهم، بمرحلة مبكرة من الخرف. تقول استشارية أمراض الشيخوخة من عيادات «مايوكلينيك» الأميركية أنجيلا لودي، إنها أكملت قبل بضعة أيام إحدى دورات برنامج «هابيت» حضرها 26 مشاركاً منهم من يعاني شخصياً اختلالات إدراكية، ومنهم من يعيش مع زوج أو قريب أو ابن يعاني اضطراباً في إحدى مهاراته الإدراكية. وتصف لوندي هذا البرنامج بأنه شامل ومتكامل، ويمكن التعويل عليه كوسيلة للتدخل الناجع لدى الأشخاص المعرضين لأحد أمراض الشيخوخة، إذ أنه عبارة عن تدريب يومي لتعويض أي نقص أو تراجع في أداء الذاكرة، وتمكين الدماغ من الحفاظ على لياقته، وتقديم الدعم العلاجي المطلوب إلى مجموعات صغيرة باستخدام أساليب متنوعة كاليوجا والتأمل والتركيز، وإدارة نقاشات مريحة وتخطيط أفعال وأعمال وأنشطة مفيدة. مشاعر التوتر والارتياب تنقل لوندي أن أي مدرب يلاحظ في اليومين الأولين من برنامج «هابيت» غلبة مشاعر التوتر والارتياب وعدم الارتياح على المشاركين. وهذا أمر متفهم ومقبول. فهؤلاء يحتاجون لبعض الوقت ولشجاعة كبيرة من أجل اتخاذ قرار حضور جلسات هذا البرنامج، إذ يعني ذلك أنهم يقرون بمعاناتهم مشكلة معينة، ويكون الحضور أول خطوة تقودهم إلى العلاج. كما أن لقاءهم مجموعة من الغرباء ومطالبتهم بالكشف عن أكثر ما يقلقهم حول مشكلاتهم ومعاناتهم يزيد من توترهم ومخاوفهم المبررة. وفي الوقت نفسه، فإن مواجهة الشخص نفسه وتقبله لحقيقته كما هي، بعلاتها وعيوبها ومواطن ضعفها ومكامن قصورها أمام الآخرين، لا يأتيان إلا نتيجة شجاعة تامة وفريدة لا يملكها إلا القليل من الناس. وتقول لوندي إن الشيء المميز الذي سرعان ما يكتشفه المشاركون في البرنامج هو أنهم موجودون في مكان لا يُسمح فيه فقط بإظهار النقص والخوف والحزن، بل يُرحب به بمشاعر كهذه، ويُشجَع فيه على التعبير عنها بكل انطلاق واندفاع وارتياح. خلل بالوظائف الإدراكية من المعلوم بديهياً أن معظم البشر يشعرون بارتياح أكبر عندما يكونون محاطين بناس يشاطرونهم نفس الروابط والتجارب والهواجس والانتماء. ولا تحيد أحاسيس النقص والصراع بسبب إدراك وجود خلل بالوظائف الإدراكية عن هذه التجارب المشتركة. ومن هذا المنطلق، تجد هؤلاء الناس يُنشئون فيما بينهم روابط قوية وعميقة تُخاطب بإيجابية الجانب الإنساني في كل واحد منهم. ومع وجود رابط كهذا، تنبثق لدى كل شخص الشجاعة ليكون ما هو عليه حقاً، دون تزويق أو تزييف أو ادعاء، والإيمان بأن ما نحن عليه على مستوى ضعف بعض الوظائف أو تراجع أداء الذاكرة يعد أمراً كافياً لبداية تجاوزه وجسراً يقود إلى علاجه، أو وقف استفحاله في أسوأ الحالات. ويرجع ذلك أساساً إلى ميل الجسم في هكذا حال إلى بذل جهد أقل في العيش اليومي والتعامل مع من حوله، مقابل تسخيره جهداً أكبر خدمة لوظائفه الإدراكية، والتي تصبح أكبر المستفيدين. وبالمقابل، حينما نحاول إخفاء مكامن ضعفنا البدنية والعقلية، فإننا نفك في الواقع ارتباطنا مع أية صلة نحتاجها أو نتوق في عقلنا الباطن إليها وإلى تجسدها وتمثلها. هشاشة شعورية تقول الكاتبة والباحثة بريني براون في كتابها «هدايا عدم الكمال» إن عيش كل منا قصته الحقيقية قد يكون صعباً، لكن هروبه منها يكون أصعب. وتقبل مكامن هشاشتنا الشعورية والعقلية ينطوي على قدر من المخاطرة، لكن قمع الشعور بالحب والانتماء يجلب قدراً أكبر من الخطورة. وتختم بريني بالقول «عندما نتحلى بالشجاعة الكافية لاستكشاف أغوار عتمة نفوسنا ومجاهلها، حينها فقط نكتشف أن بها طاقات هائلة لامتناهية من الضوء والنور». وإذا كانت الاستشارية أنجيلا لوندي تعبر بفخرها بالفرصة التي تُتاح لها كلما التقت من يشاركونها دورات برنامج «هابيت» من أشخاص ودودين ومحبوبين وشجعاناً، فإن بريني براون تشاطرها السعادة نفسها في أكثر من فقرة بكتابها، ومن بينها قولها «يجب أن نكون شجعاناً مع حياتنا حتى يكون الآخرون بواسل أيضاً مع حيواتهم». عن موقع «مايوكلينيك»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©