الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ابراهيم زولي يمازج الذهني والروحي في قصائد ضالة وفوضى منظمة

14 سبتمبر 2010 07:36
في مجموعة الشاعر السعودي ابراهيم زولي -وهي كتابه السادس- بعنوان «قصائد ضالة.. كائنات تمارس شعيرة الفوضى» وجاءت في ست وتسعين صفحة متوسطة القطع واشتملت على تسع وعشرين قصيدة بين طويلة وعادية الطول، نواجه تعايشا بل مساكنة بين نوعين من الكتابة: شعر جميل مؤثر وموح هنا وعمليات حذلقة فكرية تدعي غموضا مصطنعا هناك وتتحول الى ما يشبه الزخرفة الذهنية المجانية. قدم زولي قصائده باستشهادين من اثنين: الحلاج في قوله «ركعتان في العشق لا يصح وضوؤهما إلا بالدم» والثاني هو الشاعر يانيس ريتسوس حيث يقول «تحت كل الكلمات» جسدان يتحدان» وينفصلان». نقرأ القصيدة الطويلة الأولى «قصائد ضالة» فنواجه في كثير من أقسامها هذا الاصرار على الذهني شعرا في مجازات ورموز وضروب من «البلاغة الذهنية» التي إذا نجحت فهي غالبا شعر بارد ميت أو باختصار جثث شعرية. يضاف الى ذلك اصرار أحيانا على شيء من «الفرويدية». نقرأ ولا نستطيع إلا أن نتساءل عن سبب اصرار الشاعر على تسكين المنصوب أي كلمة «»مبررا»» في نهاية القسم الأول: فاض ماء الجسد في فيافيك فوق تخوم الأقاليم عاطفة غير مفهومة غالبا لا نريد لذلك معنى مبرر. ونتابع القـراءة في القسـم الثاني حيث يكتب: لم تغادرك منذ الأبد في الرواق المؤدي الى غرفة النوم تحت حريق الكلام أمام البنايات من خشب وصفيح على صحن فاكهة في النشيد الصباحي ترى كيف يمكن أن أتحاشى مفاتنها بعدما حولتني الى حطب قروي. وننتقل الى القسم الذي يليه حيث تترافق الصورة الشعرية الموحية والكلام الذهني التقريري. انه تتابع مثير للتساؤل.. فبعد تعبير في تصويرية تلفت الانتباه هو «مكتو بالصباحات» في أعين الفتيات ينتقل مباشرة الى «البارد» في القول «أرتق سجادة للندى» ومنها مباشرة الى صورة جميلة موحية هي «أيها العابر الآن» ثمة أغنية تتطاير كالنحل لكنه يتبعها بتقريري بارد هو قوله عن الأغنية إنها «من سهر وحريق». وننتقل الى أقوال تقريرية ترد فيها فكرة قد يجد فيها البعض حذلقة ما لكنها غير شعرية وتقع في مجالات الإطراء البارد المألوف لامرأة ما. يقول في شيء مما يذكر بما وصف بالطباق أي الضدين فيقول: في الطريق الى بيتها تهدأ الرياح في الدرب لكن عاصفة داخلي تشتعل. وكذلك الأمر في قوله في غزل بارد غير شعري: عندما تغضبين المصابيح في حينا تنطفئ... حين تحكين للغيم تمطر هذه السماء الثمر. وفي نطاق هذا الفصام الشعري ننطلق من البارد التقريري الى تصوير رائع مميز للحالة الشعورية أو المعاناة التي قد تسبق ولادة العمل الشعري. يقول: من الأرض تصعد أبخرة في الزوايا الخفية تذهب في الروح هل سوف تأتي القصيدة؟ إن ابراهيم زولي حين يتخلص من إغراءات اللعبة البلاغية الذهنية التي تدخله في فصام شعري ويعود الى مشاعره دون حذلقات يكتب شعرا دافئا مؤثرا. عسى أن يتخلص من تنظيم الفوضى ويغوص في فوضى الروح وفي نظامها دون افتعال. فلنقرأ معه شعرا جميلا. في قصيدة «أنت» يذوب الفكرة في حرارة العاطفة ويقدم لنا صورا جميلة ومشاعر ناعمة في حزنها وإن تحدث عن البرد. يقول: بارد أنت كالهذيان المشرد تمتد في فلوات العيون تدمدم في لغة تتخلق كالكائنات صلاتك للبحر يترك خلوته لانت الريح تفتح نافذة للهواجس تسرج ليل المواويل... وننتقل معه الى قصيدة «كلام» التي يقول فيها: آخر الليل لا شيء يبقى سوى قلقي وكلام أخذت أدونه يتقدم كالظلمات تجمد في لغتي فزعا كان يرفع رايته ثم يوقد فانوسه قرب نافذتي...
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©