السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مسؤول التخطيط الاستراتيجي للقيادة المركزية الأميركية: بقاؤنا في الخليج سيطول

مسؤول التخطيط الاستراتيجي للقيادة المركزية الأميركية: بقاؤنا في الخليج سيطول
13 مايو 2006

علي العمودي:
في لقاء مع أسرة تحرير 'الاتحاد' تحدث الجنرال مارك كميت نائب قائد القيادة العسكرية المركزية الاميركية لشؤون السياسة والتخطيط الاستراتيجي عن عدد من القضايا التي تخص المنطقة، خاصة في ظل ما يتردد على نطاق واسع عن ضربة اميركية وشيكة ضد ايران على خلفية اصرارها على امتلاك سلاح نووي، وحول الوضع في العراق الذي رفض اعتباره 'مأزقا' اميركيا، والحرب العالمية التي تقودها الولايات المتحدة على الارهاب· وقد تحدث المسؤول العسكري الاميركي بكل صراحة وهو يتناول هذه القضايا التي أوجز اصعب مهامها في تلك اللحظة التي تبلغ اسرة اميركية بمقتل ابنها او ابنتها في معركة يتساءل الجميع عن مبرراتها·
في البدء قال الجنرال كميت ان تركيز قيادته على العراق لا يعني اغفال الاهتمام بمتابعة نشاطات تنظيم 'القاعدة' الارهابي وزعيمه الفار اسامة بن لادن، ونظل على قناعة بأن هذا التنظيم الارهابي يمثل خطرا غير تقليدي على أوطاننا، واذا كان التنظيم قادراً على التحرك فانه بلا شك سيشن هجوما فتاكا على بلداننا، ولا زالت امامنا اطول المعارك لخوضها وستطول بعد استتباب الامور في كل من العراق وافغانستان وهي الحرب على 'القاعدة' والتنظيمات الارهابية المرتبطة بها· لذلك فاننا وفي خضم التعامل اليومي مع القضايا المستجدة، لا ينبغي ان نغفل عن حقيقة وجدية ملاحقة الارهاب والارهابيين، وصحيح ان قائد القوات المركزية الاميركية الجنرال جون ابي زيد ينتقل من بلد لآخر، وصحيح انه يناقش مع المسؤولين في هذه البلدان الامور المتصلة بالعراق وافغانستان، ولكنه يبحث ايضا المسائل المتصلة بالحرب على الارهاب ومطاردة بن لادن وافكاره المتطرفة والمجموعات المرتبطة به التي تريد اعادة عقارب الساعة ، واعادتنا للقرون الغابرة، بعد هذا التطور الذي تحقق لبلدان المنطقة، وتحقق معه التقدم والرخاء والازدهار لشعوبها· وقال الجنرال كميت هذه مقدمة اردت ان استهل بها اللقاء ، قبل تلقي اسئلتكم·
استراتيجية أميركية
وبسؤاله عن طبيعة الاستراتيجية الاميركية في المنطقة قال الجنرال مارك كميت اننا نقوم كل اربع سنوات بمراجعة سياساتنا العسكرية، وقد انهينا للتو مراجعتنا لهذه السياسة، وقد تتغير في هذا الجانب او ذاك الا انها تظل محافظة على المبادئ التي تقوم عليها، والتي بلا شك قد تغيرت منذ 11 سبتمبر ،2001 وتتمثل حاليا بصورة اساسية في الدفاع عن وطننا، والعمل مع حلفائنا، وهزيمة الارهاب العالمي· وهذه هي المرتكزات الاساسية لاستراتيجيتنا منذ 11سبتمبر· فالعالم تغير منذ هذا التاريخ ، وقد عانى هذا الاقليم من الارهاب لأعوام عدة، وقد كان ذلك الهجوم الارهابي الاكبر الذي تعرضت له الولايات المتحدة، مما ساعد على تغيير الاستراتيجية·
وفيما اذا كانت هذه الاستراتيجية تتضمن توسعا في بناء القواعد العسكرية الاميركية في منطقة الشرق الاوسط وحول العالم، والاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية للنظام في طهران وكذلك دمشق ، والبقاء في العراق لأطول فترة ممكنة رغم المزاعم الاميركية بالانسحاب بمجرد تحقيق الاستقرار، قال الجنرال كميت في البداية اريد ان أؤكد على حقيقة ان بقاءنا في المنطقة سيطول لسنوات قادمة، اما اذا كان ذلك سيتضمن وجود قواعد في العراق فان ذلك مرده لقرار واتفاق مع حكومة العراق، وقد يبدو للبعض اننا نبني قواعد في العراق، ولكن ما نقوم به في الواقع هو بناء مجمع لتجميع هذه القوات المنتشرة، وبحسب ما يقتضي الوضع والحاجة اليها مع تطور الاوضاع· ولا توجد أي اتفاقات مع العراق لبناء قواعد دائمة· وتواجدنا في العراق حاليا بناء على قرار من مجلس الامن ولا توجد اتفاقيات ثنائية بين البلدين في هذا الشق تحديدا· وانا اتحدث هنا كمسؤول عن التخطيط العسكري الاميركي ومسؤول عن توقيع اتفاقيات التعاون العسكري والامني مع العديد من دول المنطقة، وحاليا استطيع ان أؤكد أن مثل هذه الاتفاقات لم تبرم بعد مع العراق· وعما اذا كان بقاء القوات الاميركية لفترة طويلة في العراق مرتبطا بالنفط، قال الجنرال كميت نحن هنا كذلك لتأمين حماية الوصول والحصول على الطاقة، وهذا لا يعني ان النفط مملوك للاميركيين، وانما هو ملك لشعوب المنطقة، ودورنا نحن المحافظة على بقاء مضيق هرمز مفتوحا، وكذلك قناة السويس، وضمان انسيابية تدفق امدادات النفط، لأن العالم يعتمد عليه، وهذا لا يعني اننا سنجلس فوق آبار النفط والاحتفاظ بها لأنفسنا· واؤكد مجددا أنه لا توجد لدينا خطة عسكرية للبقاء في العراق بعد انتهاء هذه العملية الجارية، عملية 'حرية العراق'، وبمجرد انتهائها سنرحل· الناس قالوا الشيء ذاته عندما كنا في البوسنة، وقالوا ان الاميركيين جـــاؤوا ليبقوا، عندما شاهدونا نبني تجهيزات ضخمة لقواتنا، واليوم لم يعد لنا وجود هناك·
تردي الأوضاع الأمنية
وحول عدد المليشيات التي تقاتل القوات الاميركية في العراق قال الجنرال كميت، لا يوجد رسميا عدد لها، ولكن في ابريل 2004 قاتلنا جيش المهدي، وكتنظيم فان هذا الجيش لا يقاتل حاليا، ويقول انه لحماية شخصياته فقط، والبشمركة بالطبع لا تقاتلنا، ورسميا لا أحد يقاتل ضدنا، ولكن هناك البعض يقاتل الشعب العراقي، ومليشيا الزرقاوي وضعت 15 مليون دولار ثمنا لرأسي (يقولها ضاحكا)·
وعن الفصائل المسلحة النشطة فيما يعرف بالمثلث السني قال الجنرال كميت ذلك موضوع مختلف ولكن القضية في عدد المليشيات التابعة لبعض الاحزاب السياسية وللاكراد ، واعتقد ان هناك ايضا مجاميع صغيرة تابعة لقيادات سابقة في المخابرات، ومجاميع لا وجود لها الا على مواقع الانترنت تحاول اضفاء هالة على نفسها وتضخيم وجودها ويزعمون انهم جيش الرمادي، ولا اعتقد أن لدينا رقما محددا في هذا الصدد، لأن بعضها يظهر ويختفي ليعود بعد تغيير اسم الجماعة، وقد سمعت عن رقم يتراوح ما بين 5 آلاف و20 الف مسلح يقاتلون قوات التحالف، واعتقد انهم مجموعة صغيرة للغاية من شعب تعداده 25 مليون نسمة· ولكن ما نراه على شاشات التلفزيون يصورهم اكبر من حجمهم الفعلي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©