الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خالد الحميري يقرأ نصوصاً قصصية قصيرة جداً تعتمد المفارقة

خالد الحميري يقرأ نصوصاً قصصية قصيرة جداً تعتمد المفارقة
16 يونيو 2012
نظَّم نادي الإبداع باتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي الأربعاء الماضي، أمسية قصصية استضاف فيها القاص الإماراتي خالد الحميري الذي قرأ سبع قصص قصيرة جداً، لاقت استحسان الحضور من الكتاب والأكاديميين والمختصين. وتجيء هذه الأمسية نتاجاً لورشة تنمية مهارات التفكر والكتابة التي أقيمت في مقر الاتحاد بأبوظبي، واشترك فيها مجموعة من الشباب المهتمين بكتابة القصة القصيرة، وتعد هذه القصص التي قرأها خالد الحميري باكورة أعماله الجديدة التي حصدها من خبرته التي اكتسبها خلال الورشة التي أشرف عليها الشاعر والتشكيلي محمد المزروعي رئيس فرع الاتحاد في أبوظبي. يقول خالد الحميري في إحدى قصصه: “خاطبت السمكة الصغيرة زميلتها: - هل تعتقدين بوجود عالم آخر أقل رطوبة وأكثر جفافاً؟ أجابت مستنكرة بثقة: - يستحيل ذلك لأن الكائنات لا تستطيع التنفس خارج الماء”. ويبدو أن الحميري في أبنيته القصصية القصيرة جداً “الأقصوصة” يحاول تقديم أشكال سردية بسيطة تعتمد كرافق توقع القارئ وروح الدهشة وأن المقدمات لا تقود إلى النتائج “الخواتيم نفسها”، كذلك ايجاد محاولات لعقد مشابهات شكلية بين المقدمات والخواتيم. يحاول الحميري أن يقلب عالمين وهما عالم الجفاف الذي نعيش فيه، وعالم ما تحت الماء الذي تعيش فيه الأسماك، وما دمنا نمتلك نظرة استغراب عن كيفية عيش السمكة تحت الماء في عالم مبلل نجد السمكة وقد استغربت كيف يعيش أناس في عالم جاف، عالم لا ماء فيه وهو عالمنا نحن، هنا يلجأ القاص إلى استغلال زاوية النظر المبللة المطابقة لوجود السمكة والتي لو اختارها من العالم الجاف الذي نعيش فيه لاختار زاوية النظر الجافة، هذا القلب والتحويل هو ما استطاع القاص تمثله فخلق حالة من الدهشة التي يجب أن تتمتع بها القصة القصيرة جداً التي تستحيل إلى نص شعري أو قريب منه. وفي قصة أخرى له - لم يسمها ولم يرفع عنواناً لجميع قصصه السبع - يقول خالد الحميري: “للتو ولدت من رحم علبة جديدة مغلقة وضعتها بين شفتيها المصبوغتين بلون أحمر داكن وأشعلت طرفها البعيد وبدأت تحترق رويد رويداً ثم تكوّمت بجوار أخواتها في منفضة السجائر” يقيم الجابري مشابهة بين إحمرار النار في طرف السيكارة ولون أحمر الشفاه للفتاة المفترضة المرمز لها بضمير “الماء” في “شفتيها” و”أشعلت” و”وضعتها”. نجد في هذه المشابهة قوة ترميزية لخلق دلالة كبيرة من أقل الكلمات وهذه هي قوة القصة القصيرة التي ما ان تقل عدد كلماتها حتى تزاد مساحة الدلالة فيها. ناقش الحضور في الأمسية القصص القصيرة جداً التي قرأها الحميري وطالبه بعضهم بالاستمرار في الكتابة كي يخلق طريقاً وأسلوباً خاصاً به، يتدرب عليه دائماً عبر الكتابة المتواصلة والجادة.ان الوعي بتركيب القصة القصيرة جداً هو أُولى خطوات الكتابة الصحيحة والتي تسلك مسلكاً مختلفاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©