كمبالا - 'الاتحاد': عواصم - وكالات الانباء: أكد د·لام أكول وزير الخارجية السوداني أن المفاوضات السياسية من اجل التوصل لاتفاق سلام مع متمردي شرق السودان ستبدأ الشهر القادم في العاصمة الإريترية، اسمرا، وكشف عن أن بعض حركات دارفور المسلحة التي أعلنت عن رفضها للاتفاق في السابق ستوقع عليه خلال الساعات أو الأيام القادمة·
وأوضح أكول في تصريحات خاصة لـ 'الاتحاد' أن فصيل حركة تحرير السودان الذي يقوده عبد الواحد محمد احمد النور لا زال يواصل مشاوراته مع الوسطاء الأفارقة وانه قد يوقّع على الاتفاق في أي لحظة بعد أن ضاقت شقة الخلافات، وأشار المسؤول السوداني إلى أن الجهود ستتواصل مع قادة حركة العدل والمساواة من اجل دفعهم للقبول باتفاقية ابوجا ولكن أكول شدد على أن المفاوضات بين المتمردين والحكومة السودانية لن يتم فتحها من جديد وإنما يسعى وسطاء مفوضية الاتحاد الأفريقي لإقناع الرافضين باللحاق بقطار الاتفاقية· ولم ينف أكول أن يكون انتشار بعض قوات حركة العدل والمساواة في شرق السودان وارتباطها بالحكومة الإريترية ساهم في تعقيد موقفها التفاوضي·
وأكد د·أكول أن المفاوضات السياسية مع متمردي شرق السودان ستبدأ خلال الشهر القادم في العاصمة الإريترية اسمرا مشيرا' إلى أن التوصل لاتفاق سلام مع متمردي البجة سيفتح الباب أمام سلام شامل في كل أرجاء السودان مما يساهم في تدفق الدعم الدولي لإعمار البلاد التي دمرت النزاعات معظم بنيتها التحتية خاصة في جنوب السودان·
وقال الوزير السوداني خلال زيارته للعاصمة الأوغندية كمبالا إن قضية جيش الرب للمقاومة الأوغندية الذي يقوده القس جوزف كوني اقتربت من مرحلة الحسم النهائي، مشيرا' إلى أن أمام متمردي أوغندا ثلاثة خيارات الأول أن يتوجهوا نحو التفاوض مع الحكومة الأوغندية وإيجاد حل سلمي للازمة والثاني أن يغادر جيش الرب طواعية أراضي جنوب السودان، مشيرا' إلى أن رفض المتمردين لهذين الخيارين سيضع حكومة جنوب السودان أمام الخيار الثالث وهو شن الحرب عليهم بكل الإمكانات العسكرية وذلك من اجل توفير الأمن لمواطن جنوب السودان، وأكد أكول أن جيش الرب يساهم حاليا' وبشكل كبير في زعزعة الوضع الأمني والاستقرار في شرق وغرب الإقليم الاستوائي وانه اصبح يؤثر بصورة واضحة على برامج الاعمار والتنمية التي انتظمت مناطق واسعة من جنوب السودان، وأكد أكول أن حسم قضية جيش الرب سيتم خلال أسابيع قليلة وان اجتماعات هامة يعقدها حاليا' الفريق سلفا كير النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب مع الرئيس الأوغندي يوري موسفيني وأركان نظامه لوضع اللمسات الأخيرة لفرض السلام في المنطقة·
وأكد وزير الخارجية السوداني في تصريحاته لـ 'الاتحاد' أن فشل اتفاقية السلام السودانية يعني العودة إلى مربع الحرب وانه لا يوجد أحد يرغب في ذلك، وأشار إلى أن هناك بطئا في تنفيذ الاتفاقية ولكنه بطء مفهوم وان العديد من العقبات قد تم تجاوزها حتى الآن· وأكد أكول على ضرورة إعادة توطين النازحين واللاجئين الجنوبيين من دول الجوار في قراهم ومناطقهم قبل العام 2007 حتى يشاركوا في أول تعداد سكاني لجنوب السودان منذ العام 1955 مشيرا' إلى أن ذلك سيكون له اثر واضح في اتفاقات اقتسام السلطة والثروة بين الشمال والجنوب لان هذه القسمة ستقوم على نسبة سكان جنوب السودان الذي سيتم إحصاؤهم·
ومن ناحيتها وزعت الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية نسخة معدلة من مشروع قرار حول دارفور يحدد 30 مايو موعدا نهائيا لارسال بعثة تقويم الحاجات الى الاقليم تمهيدا لنقل قوة الاتحاد الافريقي المنتشرة هناك في الوقت الراهن الى الامم المتحدة· وجاء التحرك الاميركي فيما يقوم رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري بزيارة لاوسلو لبحث الاسهام النرويجي لدعم السلام في دار فور· بعد اعلان النرويج استعدادها ارسال قوات إلى الأقليم·
من جهته اعرب مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية يان ايجلاند في نجامينا الليلة قبل الماضية لتدهور الوضع الامني في مخيمات اللاجئين السودانيين بشرق تشاد، اثر لقائه الرئيس التشادي ادريس ديبي·
وقال ايجلاند في تصريح مقتضب ادلى به في مطار العاصمة التشادية 'ناقشت مع الرئيس ديبي الوضع الانساني للاجئين، وخصوصا المشكلة الامنية التي يعانيها المدنيون والموظفون الانسانيون'·
واضاف 'ركزت على اعمال العنف التي يتعرض لها الموظفون الانسانيون منذ بضعة ايام'، متوقفا عند سرقة 24 سيارة والاعتداء على موظفة اسبانية تابعة لليونيسيف في الخامس من مايو في ابيشيه (700 كلم شرق نجامينا) ونقلها الى احد المستشفيات الفرنسية في وضع خطير· وتابع ايجلاند 'هذا الوضع لا يمكن ان يستمر، انه خطر حقيقي (·) واضطرار المنظمات الانسانية الى مغادرة بعض المواقع في شرق تشاد يشكل خطرا على اللاجئين'·
عدد اليوم
