الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قلق شعبي على مصير السودان

14 سبتمبر 2010 07:52
تصاعدت وتيرة القلق في أوساط السودانيين إزاء مصير بلادهم مع اقتراب موعد استفتاء الجنوب في التاسع من يناير المقبل، وسط توقعات قوية بانفصال الإقليم ونشوء دولة جديدة. وأضحى حديث الوحدة والانفصال الشغل الشاغل للناس والموضوع الأكثر حضوراً في زيارات الأسر والأصدقاء بمناسبة حلول عيد الفطر. وفي شوارع العاصمة الخرطوم وأينما أخذتك الخطي ترى الناس منشغلين بالحديث ذاته لا هم لهم سوى الاستفتاء، وأمام “أكشاك” بيع الجرائد يأخذ الحديث شكلاً مغايراً، حيث يحلو لمثقفين تجاذب الرائي في ما يشبه منتدى صغير يستمر لدقائق معدودات ثم ينفض بعد أن يثير الكثير من التساؤلات ويطرح قضايا تعبر عن مخاوف شعب بأكمله ويظهر حالة من الترقب والقلق ما بين تشاؤم من انفصال يراه بعض السودانيين وشيكاً وتفاؤل بعضهم الآخر بميلاد وحدة جديدة قائمة علي أسس العدالة والمواطنة الصحيحة. وأكثر ما يلفت النظر في شوارع الخرطوم ووسط أحيائها الشعبية منها والراقية انتشار ملصقات تحمل كلمات ورسومات تعبير عن أشواق الناس إلى السلام و الأمن وديمومة وحدة السودان. ويشكل النيل قاسماً مشتركاً في معظم هذه التعبير اللفظية منها التشكيلية ومن ضمنها رسم لخريطة السودان علي شاكلة قلب كبير وقد أدمي باللون الأحمر تتجاذبه أيادي تحاول بشراسة اقتطاع الجزء الجنوبي منه في أقوى تعبير لقسوة الانقسام. وأكد عبدالله الأشرم مسؤول بمكتبة “المازني” في أمدرمان لـ”الاتحاد” أن الشعور العام في السودان يتعاظم بشكل يومي بشأن خطورة المرحلة المقبلة. وقال إن مجرد التفكير في احتمال انقسام السودان يثير القلق في أوساط العامة بالنظر إلى العواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب علي الخطوة. وأضاف: إذا حدث الانفصال وانفراط العقد، فإن محاولات الحكومة في الشمال أو الجنوب للسيطرة علي الوضع لن تكون سهلة وسيحدث ما لا تحمد عقباه. وأضاف قائلاً : الناس قد بدأوا يشعرون بأهمية دورهم في تعزيز مفهوم الوحدة رغم أنها صحوة متأخرة، بحسب وصفه. وأشار إلى الملصقات المنتشرة في الشوارع، وقال إنه جهد شعبي خالص يقف وراءه شباب واع ونساء ورجال، دفعهم الشعور بالمسؤولية تجاه المرحلة إلى إنفاق المال لإنجاز هذه الأعمال. وقال سليمان دينق “جنوبي” إن الحديث عن الانفصال يعني السياسيين، وإنه بصفته مواطناً سودانياً لا يؤمن بغير الوطن الواحد الذي يسع الجميع، وأضاف: “إذا وقع الانفصال، فإنه لن يؤثر علي العلاقات الاجتماعية بين الشماليين والجنوبيين.. وشخصياً، لن أذهب إلى الجنوب.. هناك الكثير من الأشياء التي تربطني بالشمال كما أن أبنائي نشأوا داخل النسيج الاجتماعي في الخرطوم وإجبارهم على العودة يعني انتزاعهم من جذورهم”. ويعيش في الشمال نحو 3 ملايين جنوبي، وفقاً لإحصاءات رسمية، بعضهم جاء نازحاً بعد الحرب الأهلية في الجنوب وبعضهم الآخر قدم من دول اللجوء واستقر في المدن الشمالية. ويرى علي شداد “معلم” أن شريكي الحكم في البلاد بعد نيفاشا أبديا اهتماماً كبيراً ببث بشريات وقف الحرب، لكنهما لم يعرفا الناس بأبعاد الاستفتاء خاصة إذا صوت الجنوبيون للانفصال. واعتبر شداد وضع مصير السودان في يد الجنوبيين وحدهم دون الشماليين جرم لا يغتفر، مبدياً قلقه بالمرحلة ما بعد الاستفتاء.. وتساءل قائلاً: كيف هو الوضع إزاء الخلافات بشأن الجنسية والديون وترسيم الحدود وأبيي؟ هل سنعود إلي مربع الحرب مجدداً إذا أخفق الشريكان في حل هذه القضايا؟ وألقى البروفيسور حسن سيد أحمد الضوء علي تاريخ العلاقة بين الشمال والجنوب، وقال لقد أصبح الجنوب جزءاً من السودان منذ مؤتمر جوبا 1947 و إعلان الاستقلال في عام 1955م دون استفتاء لتقرير المصير ولم يكن الجنوب مستعمراً من قبل الشمال. وقال إن استفتاء حق تقرير المصير يكون في حالة الاستعمار ولا ينطبق على الأقاليم داخل الدولة التي حصلت على استقلالها، وأضاف أن وجود تعددية عرقية ودينية وثقافية في الدولة لا يمنع قيام الوحدة الوطنية من خلال المواطنة المتساوية والتعايش بين مختلف الجماعات. ومن جانبه، قال الشاذلي محمد الحسن طالب بكلية الطب جامعة الرباط إذا قاد الاستفتاء إلى انفصال الجنوب، فإنه سيكون الحلقة الأولى في سلسلة طويلة لحالات انفصال في السودان والقارة الأفريقية وأخشي أن تكون دارفور هي الحلقة الثانية في السلسلة خاصة أنها تعيش حالة من التوتر الأمني منذ سنوات.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©