كشفت كوريا الجنوبية أمس عن النتائج الكاملة لتحقيق شارك فيه فريق متعدد الجنسيات بشأن غرق سفينة حربية في مارس الماضي يؤكد مجددا أنها غرقت في هجوم بطوربيد كوري شمالي ويقدم مزيدا من التفاصيل يأمل مسؤولون أن تبدد شكوكا وتساؤلات أثيرت بشأن نتائج تحقيق أولي.
وكانت سفينة الدورية تشونان التي تزن 1200 طن قد غرقت قرب الحدود الكورية المتوترة ليلة 26 مارس الماضي مما أسفر عن غرق 46 بحارا كانوا على متنها.
وجرى إنقاذ الأشخاص الثمانية والخمسين الآخرين. وعقدت وزارة الدفاع أمس مؤتمرا كشفت فيه عن تقرير نهائي بشأن نتائج تحقيق شارك فيه فريق دولي بشأن غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية تشونان. وقتل 46 بحارا في الهجوم بسبب طوربيد كوري شمالي في مارس الماضي. ونشر التقرير باللغتين الكورية والإنجليزية متضمنا رسوما متحركة للحادث. وكان فريق من المحققين متعدد الجنسيات بقيادة سول قد خلص في مايو الماضي إلى أن القارب غرق بسبب انفجار تحت الماء لطوربيد أطلقته غواصة كورية شمالية صغيرة تسللت داخل المياه الكورية الجنوبية.
وقدم المحققون كدليل آلة الدفع لطوربيد جرى انتشالها من موقع غرق السفينة تحمل أحرفا كورية شمالية. وذكر الفريق أيضا أن أجزاء الطوربيد التي جرى انتشالها تشير إلى نموذج ظهر في الكتيب الخاص بالأسلحة الكورية الشمالية. وشمل التقرير الكامل بعض التفاصيل الأخرى من بينها تلك الخاصة بالانفجار لتوضيح كيف خلص المحققون وعددهم 73 من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا والسويد إلى نتائجهم. وتابع الفريق أن موقع الانفجار كان على مسافة ثلاثة أمتار من “مركز غرفة طوربين الغاز وعمق ما بين ستة وتسعة أمتار. ونظام الأسلحة الذي استخدم كان الطوربيد (سي.إتش.تي-02 دي) بمتفجرات تزن نحو 250 كيلوجراما صنعته كوريا الشمالية”.
وشملت الوثيقة أيضا تسجليات الاتصالات بين قبطان السفينة تشيونان الذي بقى على قيد الحياة شوي وون-إيل وقائد السرب الكابتن لي وون-بو وقت غرق السفينة. وأضافت أنه بعد دقائق من الهجوم قال شوي فى اتصال مع لي “أعتقد أن شيئا اصطدم بنا. وتساءل لى “ ما هو في اعتقادك” ورد شوي “أعتقد أنه طوربيد”. وأعطى التقرير الأخير أيضا تفاصيل بشأن شهادات الناجين التي تصف كيف أن الانفجار الخارجي عرقل الدورية الروتينية للسفينة تشونان.
وأثبت التقرير أن السفينة غرقت ودمرت بسبب موجة صدمة قوية جراء انفجار طوربيد غير متصل وهو ما يعرف بـ “التأثير الفقاعي” وفقا لما ذكره شين يونج-شيك البروفيسور بمعهد العلوم والتكنولوجيا المتقدمة الكوري وواحد من المحققين المدنيين. وأضاف شين أنه “بدراسة جميع تلك الملاحظات السابقة فإن ذلك يتماشى مع ظاهرة التأثير الفقاعي”.
لكن العديد من الكوريين الجنوبيين يتعاملون بحذر مع خلاصات لجنة التحقيق الدولية. فقد أظهر استطلاع أجراه معهد السلام في جامعة سيؤول أن ثلاثة كوريين جنوبيين فقط من أصل عشرة يثقون بما توصل اليه التحقيق الدولي. وقالت الوزارة في تقريرها “حتى في كوريا الجنوبية، يثير أفراد شكوكا في نتائج التحقيق لمصلحتهم الخاصة، ويقومون بخطوات غير مسؤولة عبر نشر اتهامات لا أساس لها”. وأوضحت الوزارة أن هذا التقرير الذي يقدم تفسيرات تقنية وأدلة تثبت فرضية العملي التخريبي، صدر “لإبلاغ الكوريين والمجتمع الدولي بالحقيقة وإزالة أي سوء فهم أو تشكيك”.
عدد اليوم
