الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيادو جمعية الحمرية يجمعهم البحر وحكاياته

19 يونيو 2011 21:22
بجانب خور الحمرية يجتمع الصيادون كل يوم عدة مرات بعد صلاة العصر لتباحث همومهم المتعلقة بالصيد، منهم من قضى في المهنة ما يزيد على أربعين عاماً، لهم همومهم وأفكارهم ومتطلباتهم، تعصف بأنفسهم الأسئلة وتحار في صدورهم الإجابات. قمنا بزيارة للصيادين في جمعية الحمرية التعاونية لنسمع حكاياتهم ونتلمس قصصهم، هم رجال الزمن الجميل عانقوا البحر صبية وخبروه شبابا ولم يهجروه عند المشيب، وكان اللقاء على ضفة خور الحمرية بجانب الجمعية، حيث دار الحديث حول الكثير من الهموم، في جلسة يسودها الود. عبيد علي سعيد المهيري، صياد يعرف البحر منذ قرابة نصف قرن، يتذكر أيام كان الصيد في أجمل أوقاته كما يقول: حين كنا صغارا كان للصيد رجال ورثوا المهنة من أجدادهم، بمعدات بسيطة وقارب وحيد قد يكون من سعف النخل، بل إن البعض كانوا يخرجون جماعات في قارب واحد للصيد معا كنوع من التعاون بين الصيادين. تطور الصيد يتابع عبيد: كانت المعدات بدائية لكنها تفي بالغرض، لكن اليوم صارت معدات الصيد مرتفعة التكاليف ومخيفة للأسماك التي ابتعدت إلى عمق البحار، ومع ذلك لا يستطيع البحارة الابتعاد عن البحر لأنه مصدر رزق عائلاتهم، ولكن تنامي الضغوط عليهم جعلتهم يواجهون مشكلة حقيقية، تتجلى بين ترك المهنة أو الاستمرار في تحمل الخسائر. ويقول سيف خليفة بن سمحة الشامسي رئيس جمعية الحمرية: ليست المعدات الحديثة وحدها سببا في هروب الأسماك، ولا يمثل الصيد الجائر لها السبب الوحيد، بل إن التطور التجاري أيضا وحركة السفن المتواصلة في بحار الدولة مثلا جزء من الأسباب التي عززت هروب الأسماك إلى المناطق البعيدة عن الصيادين. ويكمل بن سمحة: لم تعد الأسماك تتكاثر في المناطق التي اعتاد الصيادون على الصيد منها، ولا ننكر أن وجود صيادين دخلاء من الآسيويين الذين لا يدركون مدى الضرر الذي يسببه الصيد غير المحسوب سبب خطير للثروة السمكية، لكن هذه المشكلة صارت على طريق الحل بعد اعتماد وجود نوخذة مواطن في قوارب الصيد. عمران سيف ناصر يعمل بالصيد منذ خمسين عاما توقف عن الخروج للبحر، بسبب كثرة الآلام التي يعاني منها لأن المهنة أصبحت صعبة، إلى جانب أن المبلغ الذي يحصل عليه من بيع الأسماك لا يكفي لتغطية مصاريف الصيد، فآثر أن يكتفي بما يحصل عليه من الشؤون الاجتماعية من أجل الإنفاق على متطلبات المعيشة. أما الشاب علي مطر السويدي فيقول: ورثت حب الصيد من الأجداد، ولقربي من البحر أشعر بمعاناة كل صياد، فالصياد يجد الكثير من المشقة نظرا لأن السمك أصبح على بعد عشرات الأميال البحرية، عن تلك الأماكن التي كانت تمثل مصائد السمك قبل عشر سنوات، لأن حركة الملاحة والعمران والمصانع أثرت على أماكن تجمع الأسماك. إعادة الدعم ويناشد سعيد بن حميد المهيري الجهات المختصة إعادة الدعم للصيادين، حيث يقول: صار الغلاء يلتهم كل شيء، وأصبحت خسائر الصيد أكثر سطوة من ربحه على الصياد، خاصة في ظل وجود تجار سمك أجانب يتحكمون بالسوق. ويشرح سعيد حكاية احتكار سوق السمك فيقول: يتفق التجار على شراء الأسماك من الصياد بأسعار زهيدة، وبعد شرائها يتم اقتسام الكمية بينهم لتباع بثلاثة أضعاف ثمنها إن لم يكن أكثر، وحتى اليوم لا توجد لجان تشرف على عملية البيع والشراء ولا جهات تقف إلى جانب الصياد، وتعمل من أجل مصلحته ومن أجل مصلحة السوق.
المصدر: الحمرية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©