النيجر يتسلح بالطموح والحماس لتحقيق المفاجأة

القاهرة (د ب أ) - عندما أوقعت قرعة التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2012 لكرة القدم منتخب النيجر ضمن المجموعة السابعة مع منتخبات مصر وجنوب أفريقيا وسيراليون، اتجهت جميع الأنظار إلى منتخبي مصر وجنوب أفريقيا العريقين بصفتهما المرشحين للمنافسة على بطاقة التأهل من هذه المجموعة إلى النهائيات. واتجهت معظم التكهنات إلى أن المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) هو المرشح الأقوى لحسم قمة المجموعة والتأهل المباشر للنهائيات خاصة وأنه الفائز باللقب في آخر ثلاث بطولات وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب (سبع مرات) وأن أمل منتخب جنوب افريقيا قد ينحصر في المنافسة على أن يكون من أفضل الفرق التي تحتل المركز الثاني ليتأهل إلى النهائيات من الباب الضيق. وبينما كانت هذه هي التكهنات لدى إجراء القرعة، انقلبت الأوضاع رأسا على عقب في الجولتين الأخيرتين من التصفيات علما بأن المنتخب المصري خرج مبكرا من الصراع وانحصرت المنافسة بين المنتخبات الثلاث الأخرى على بطاقة التأهل قبل أن يصبح منتخب النيجر هو صاحب اليد العليا في الجولة الأخيرة ليحجز البطاقة مع نهاية مسيرته بالتصفيات. وفجر منتخب النيجر مفاجأة من العيار الثقيل في التصفيات عندما حجز مقعده في النهائيات للمرة الأولى في التاريخ وخاصة أنه تأهل إلى النهائيات على حساب منتخبين عريقين سبق لهما تدوين اسميهما في السجل الذهبي للبطولة حيث فاز المنتخب المصري باللقب في أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010 وفاز المنتخب الجنوب أفريقي باللقب عام 1996 علما بأن المنتخب السيراليوني أيضا يمتلك خبرة بالبطولة تفوق نظيرتها عند منتخب النيجر الذي تقتصر خبرته على التصفيات فقط. وقاد المدرب الوطني هارونا دوالا منتخب النيجر منذ مايو 2010 حيث استهل الفريق مسيرته في التصفيات بالهزيمة صفر-2 أمام جنوب أفريقيا قبل أن ينتفض بالفوز على مصر 1-صفر وعلى سيراليون 3-1 ذهابا والهزيمة صفر-1 إيابا والفوز على جنوب أفريقيا 2-1. ورغم الهزيمة أمام المنتخب المصري صفر-3 في الجولة الأخيرة من التصفيات، خدمت لائحة التصفيات منتخب النيجر بعد استبعاد نتائج المنتخبات الثلاثة مع المنتخب المصري صاحب المركز الأخير نظرا لتساوي هذه المنتخبات في رصيد النقاط (تسع نقاط لكل فريق). ومع المقارنة بين المنتخبات الثلاثة (النيجر وسيراليون وجنوب أفريقيا) طبقا للنتائج المباشرة فيما بينهم جميعا ، تفوق منتخب النيجر الذي حصد ست نقاط في هذه المواجهات مقابل خمس فقط لكل من جنوب أفريقيا وسيراليون ليحجز مقعده في النهائيات. ورغم المفاجأة الكبيرة التي فجرها الفريق في التصفيات، فإن مواصلة المفاجآت في النهائيات يحتاج إلى جهد أكبر من الفريق خاصة وأن النجاح في التصفيات اعتمد نسبيا على إخفاق المنافسين والقصور في أدائهم. بينما يواجه منتخب النيجر بقيادة مدربه الوطني دوالا اختبارا أكثر صعوبة في النهائيات في ظل وقوعه في المجموعة الثالثة التي تضم منتخبي المغرب وتونس صاحبي التاريخ الرائع في البطولة الأفريقية ومنتخب الجابون صاحب الأرض. ويستهل منتخب النيجر مسيرته في البطولة بلقاء أصحاب الأرض في 23 يناير المقبل بينما يلتقي مع منتخبي تونس والمغرب في 27 و31 من الشهر نفسه على الترتيب. ويعتمد دوالا على مزيج من اللاعبين المحترفين بالدوري المحلي واللاعبين المحترفين في بطولات دوري أخرى بالقارة الأفريقية وعدد قليل للغاية من المحترفين بأندية أوروبية وأسيوية متواضعة. ولذلك، يبدو فارق الخبرة لصالح الفرق المنافسة لمنتخب النيجر في مجموعته بالنهائيات ويظل أمل الفريق معلقا على طموح اللاعبين وحماسهم.