الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

روشتة نجاح الطالب يتصدرها الهدوء

13 مايو 2006
تحقيق - السيد سلامة:
بعد أيام قليلة تبدأ امتحانات شهادة الثانوية العامة وينتظم في الامتحانات أكثر من 28 ألف طالب وطالبة يعيش بعضهم من الآن حالة القلق خوفاً من الامتحان الذي يرتبط في ذهن الطالب دائماً بعدد من الصور النمطية المخيفة التي تبعث على التوتر الدائم إلى أن تزول 'غمته'·
كما ترتبط صورة الأيام السابقة للامتحان في ذهنية أسر هؤلاء الطلبة وغيرهم بكثير من الضبابية والتشويش وعدم الوضوح وتنقسم الأسر في هذا الصدد الى أسر شديدة الاهتمام بالطالب خلال الفترة السابقة للامتحان وأثناء الامتحان، وأسر غير مكترثة بما يدور من حول الطالب بل أن بعضها لا تلقي بالاً لهذا 'المجهول' الذي يؤرق الطالب وهو 'الامتحان' ونوع ثالث يقف على مفترق طرق من النموذجين السابقين ويشمل هذا النوع الأسر الواعية جيداً بضرورة تهيئة البيئة المناسبة للطالب منذ اليوم الأول لبدء الدراسة وحتى نهاية الامتحان بحيث يجد الطالب ويجتهد في دراسته وبالتالي يكون بعيدا عن 'ضغط' الأيام السابقة للامتحان·
منذ أيام انقطع معظم طلبة الثانوية العامة عن مدارسهم الحكومية وفي مدارس أخرى انخفضت نسبة الحضور الى أقل من 50 % وجلس طلبة الثانوية في بيوتهم استعدادا للامتحان الذي يحدد مصيرهم ومع وجود هؤلاء الطلبة في بيوتهم تثور أسئلة كثيرة من جانب الأسر حول كيفية تنظيم وقت الطالب ومساعدته على الاستذكار، والطرق الأنسب لاستثمار فترة ما قبل الامتحان في المراجعة للدروس في حين يطرح الطالب أسئلة كثيرة حول كيفية التعامل مع الورقة الامتحانية في مختلف المواد الدراسية وكيف ينظم وقته أثناء الامتحان وهل يبدأ بالأسئلة الاختيارية أم الإجبارية، وهل يبدأ بالأسئلة الصعبة أم السهلة· وأسئلة كثيرة أخرى
'الاتحاد' طرحت هذه الأسئلة من خلال الندوة العلمية التي عقدتها 'الاتحاد' في منطقة أبوظبي التعليمية بحضور خالد العبري رئيس قسم الشؤون التعليمية وشارك فيها 14 موجهاً وموجهة يمثلون جميع التخصصات الدراسية حيث قدم كل منهم خلاصة خبراته للطالب في آلية التعامل مع ورقة الأسئلة بما يكفل له النجاح والتفوق·
في البداية أكد خالد العبري رئيس قسم الشؤون التعليمية بمنطقة أبوظبي التعليمية أن هذه الفترة التي تسبق أداء الطالب للامتحان تعتبر فارقة إذ يعمد بعض الطلبة إلى تركيز جهودهم فيها مما يشكل عبئاً نفسياً عليهم مشيرا إلى أن فترة ما قبل الامتحانات والتي تتركز في شهر مايو الجاري وكذلك فترة الامتحانات التي تبدأ في يونيو المقبل تتطلب عناية خاصة من الطالب والأسرة وكذلك المدرسة·
الثقة بالنفس
وحول آلية تعامل الأسرة والطالب مع هذه الفترة أشار صلاح عبد العظيم موجه علم النفس الى ضرورة انتباه الأسرة والطالب الى ما يطلق عليه التهيئة الحافزة للطالب وهنا تلعب الأسرة خاصة تلك المهتمة بابنها منذ بداية العام الدراسي دوراً كبيراً إذ أن الوالدين في هذه الأسرة يعيشان أيضا على أعصابهما كل الظروف التي يمر بها الطالب في مرحلة ما قبل الامتحان وليس الطالب هو الذي يعيش هذه المرحلة فقط وهنا نوجه أولياء الأمور الى ضرورة إشعار الطالب بالهدوء وعدم التوتر ونؤكد على أن الامتحان مهارة وبالتالي نقول لهم: يجب تعلم كيف ندرب الطالب على هذه المهارة ونعزز ثقته بنفسه·
وأوضح ان التدريب المستمر على حل أسئلة يعزز من تركيز الطالب في استيعاب المادة العلمية وهنا ننصح الطالب بأن يذاكر موضوعات مكتملة وليست مجزأة بحيث تكون آلية الاستيعاب لديه شاملة وتكون المذاكرة وفقاً لجدول زمني يحصل خلاله الطالب على 8 ساعات متصلة للنوم والباقي موزع على الاستذكار بصورة أو بأخرى وأيضاً الترفيه الهادف·
أما بالنسبة للأسرة فإن فترة ما قبل الامتحان تفرض عليها عددا من الالتزامات منها تهيئة المناخ المناسب للطالب وإزالة جميع عناصر الجذب الأخرى التي تتنافس على استقطاع الوقت المخصص للطالب وهنا ننصح الأسرة بضبط كل هذه المثيرات التي تعود الطالب عليها في البيت من تلفاز وانترنت وألعاب الكترونية·
ورقة الامتحان
وحول تعامل الطالب مع ورقة الامتحان أكد صلاح عبد العظيم على ضرورة أن يتدرب الطالب خلال هذه الفترة على حل أسئلة امتحانية من السنوات السابقة وهذا في حد ذاته يكسبه دراية بكيفية تنظيم الوقت المخصص للإجابة ويرفع من معدل الرضا النفسي لديه محذراً من خطورة المذكرات التي تباع في الأسواق خلال هذه الفترة إذ ان هذه المذكرات تقدم مختصرات مخلة للمادة العلمية والقاعدة العلمية المعروفة ان الذهن اذا تعرض لمادة علمية من ألف كلمة فإنه لا يتذكر سوى كلمات قليلة من هذا العدد وهكذا كلما زاد معدل اختصار المادة كلما انخفض معدل تذكر الطالب لها·
وينصح صلاح عبد العظيم طلبة الثانوية العامة بنبذ حالة القلق واستشارة الأخصائي النفسي في المدرسة مشيرا الى ان منطقة أبوظبي التعليمية تدشن خدمة سنوية لهؤلاء الطلبة من خلال مشروع مركز إرشاد حيث يتولى أساتذة متخصصون الإجابة عن التساؤلات التي يطرحها الطالب في جميع المواد الدراسية ويستقبل الاساتذة المكالمات الهاتفية للطلبة من مختلف أنحاء الدولة·
الهدوء والتغذية الصحية
أكد أحمد المرزوقي موجه الخدمة الاجتماعية أهمية الهدوء النفسي والطمأنينة والبعد عن القلق والتوتر العصبي والتخفيف من مشاعر الخوف والقلق لدى الأبناء في مثل هذا الوقت من العام، وتهيئة الظروف الأسرية والمنزلية المناسبة لمساعدة الطلاب على الاستذكار في جو هادئ بعيداً عن الضوضاء والمؤثرات الخارجية ، وأن تتوفر في أماكن الاستذكار أو المراجعة كافة الظروف الصحية المناسبة من تهوية جيدة أو إضاءة مناسبة إلى غير ذلك، وإتاحة الفرص للأبناء للترويح عن النفس من حين إلى آخر من خلال الخروج إلى المتنزهات وزيارات الأهل والأقارب ·
وقال إنه على الأسر اعتبار هذه الفترة فترة عادية كأي فترة من فترات العام الدراسي وعدم مطالبة الأبناء ببذل أكثر من طاقاتهم والإلحاح عليهم بمزيد من الاستذكار والاهتمام بالغذاء الصحي والإكثار من المواد السكرية والعصائر الطازجة والتي تحتوي على الفيتامينات المهمة للجسم والبعد عن المشاجرات والمشاحنات الأسرية سواء بين الأب والأم أو بين الأبناء ومساعدة الأبناء على تنظيم أوقاتهم وإعداد جداول الاستذكار، وبوجه عام الاهتمام بهم بشكل متوازن وحث الأبناء على عدم السهر وأخذ قسط وافر من النوم وحث الطلاب على عدم الإكثار من تناول المنبهات كالشاي والقهوة والإكثار من المشروبات المهدئة·
الأحياء·· الكتاب المدرسي مرجعها الوحيد
وحول كيفية تعامل الطالب مع ورقة الأحياء يؤكد سعيد حمودة موجه الأحياء انه يفضل استخدام كلمة 'اختبار' بدلا من امتحان فقد ارتبطت كلمة 'الامتحان' في ذهن الطالب بالصرامة كما أنها تحمل دلالات مقلقة وهي في التراث العربي محفورة في ذلك المثل الشائع: يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان ولذلك فإن كلمة الاختبار أقل حدة من حيث المدلول النفسي وأقرب الى مصطلح القياس العلمي·
وأوضح أن التعامل مع مادة الأحياء تحكمه مجموعة عناصر منها عدم تركيز الطالب على الحفظ إذ ان بعض الطلبة - للأسف - يريح نفسه ويفتح صندوق الذاكرة على مصراعيه لحفظ الأحياء دون فهمها وهنا نجد سبباً للمشاكل التي يواجهها الطالب من خلال الحفظ والتكرار والنسيان ايضا بل ان كثيرا من الطلبة يعيشون هذه المشكلة ويتألم الطالب وهو يقول لأسرته·· أشعر بأن الأحياء تتبخر من ذهني·· وهنا نقول له: إن الطريقة التي تذاكر بها خطأ فالأحياء مادة فهم واستيعاب ونحن نطمئن الطالب بأن الاسئلة ستكون خالية من المفاجآت ونؤكد على ضرورة ان يكون الكتاب المدرسي هو مرجعه الوحيد وكما هو موضح من أسئلة الامتحانات السابقة ونماذج الاجابة فإن طبيعة الأسئلة وتصميمها تأتي من صميم الكتاب·
كما ان تركيز الطالب على حل امتحانات كثيرة هذه الفترة يكسبه مهارة أساسية في ضبط الوقت وتعزيز سيطرته عليه وكذلك الأخذ بزمام المبادرة عندما يبدأ بالسؤال الذي يعرفه ثم الذي يليه وهكذا ·
اسأل معلمك في موقع الأحياء الإلكتروني
ينصح سعيد حمودة موجه الأحياء، الطلاب بزيارة الموقع الالكتروني لمادة الأحياء وعنوانه:
www.mae.gov.ae/bio/bio.asp وهذا الموقع يضم حصيلة متنوعة من جميع الاختبارات السابقة بالاضافة الى باب بعنوان 'اسأل معلمك' حيث يجيب فريق عمل عن تساؤلات الطلبة في مادة الأحياء على مدار العام الدراسي وخاصة في الفترة التي تسبق الاختبار·
وأشار الى ان ورقة أسئلة الأحياء ستكون خالية من الرسوم التي يكلف الطالب برسمها ولكن الرسوم التي ستكون في الورقة سيطلب من الطالب توضيح بعض عناصرها وربط العلاقات فيما بينها وتفسير هذه العلاقات ونؤكد على ان اختبار الأحياء 'المقبل' يتسم بالبساطة ويناسب جميع مستويات الطلبة·
وقال إن توجيه مادة الأحياء يطمح خلال الفترة المقبلة الى وضع اختبارات الكترونية يتعامل معها الطالب على الشبكة فٌَُىَمف ويتولى المعلم تصحيحها الكترونيا ايضا وسيتم رفع دراسة حول هذا المشروع الى الوزارة لبحث إمكانية تطبيقه مستقبلاً· كما حذّر حمودة طلبة الثانوية العامة من التعامل مع تلك المذكرات التسويقية التي تباع في بعض مكاتب الطباعة مؤكداً على أنها تفتقر الى المنهجية العلمية وتعتمد على حشو ذهن الطالب بمادة علمية مشتتة للتفكير وباعثة على القلق ودعا الطلبة الى ان تكون المذاكرة في ليلة الامتحان مركزة مشدداً على ان يقرأ الطالب التعليمات الواردة في ورقة الاسئلة بدقة شديدة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©