الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مازالوا يناشدون

13 مايو 2006

وقفت أمام نافذة حجرتي سارحة الفكر·· شاردة الذهن، وكأنني أمام مرآة تعكس لي صورتي لا المنظر الذي تطل عليه نافذتي، حتى جذبني ولفت انتباهي صوت أخي الصغير الواقف بجانبي وهو يقول: (لن أسمح لأحد بأن يرمي أي ورقة بعد اليوم في الطريق)، عجبت من الجملة التي نطق بها كثيراً!! أكثر من عجبي من تلك الفترة التي قضاها واقفا بجانبي دون أن ألحظ ذلك··!
مهلاً قليلاً·· ما الذي دعاك إلى قول ذلك؟، فرمقني بنظرة عتاب مصحوبة بالإشارة الى ذلك الشخص ذي الزي الأصفر، والذي يقوم بتنظيف الشارع الذي أمامنا ملتقطاً تلك المخلفات الصغيرة المتناثرة بين السيارات ليتركني فريسة للتساؤل والعتاب··! إنه شاب في مقتبل العمر·· هزيل·· ومؤكد بأنه فقير·· إضافة إلى كونه مخلصا ومجتهدا في عمله، تلاحظ كل ذلك في خطواته التي تسعى الى جمع تلك الأوراق الصغيرة المتناثرة في كل شارع تحت أشعة الشمس الحارقة، وحرارة الجو الخانقة، قاصداً ــ صباحاً ومساء ــ نظافة شوارعنا العامة على حسابه الشخصي من صحة وجهد مقابل الحصول على بضعة نقود تساعده على توفير (لقمة العيش)·
نحن اليوم ــ وإلى الآن ــ لم نرهم·· ولم نشعر بمعاناتهم، بل وغالبا ما نتغاضى عنهم، فهذه كما نقول (وظيفتهم) لكنهم يومياً يروننا في كل قطعة أو ورقة صغيرة رميناها في شوارعنا العامة والفرعية منها، ومازالوا يناشدوننا بنظراتهم البائسة المنكسرة، بأن نقف الى جانبهم يداً بيد· ونتعاون معهم عن طريق المحافظة على نظاقة شوارعنا، فالنظافة ــ أولاً وأخيراً ــ خير لنا من شارع دميم، وخير لهم من كد عقيم·
إيناس الحبشي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©