الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تخرجت لوحدي

13 مايو 2006

كلنا يعلم قوانين التخرج في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي بأن يتم تخرج الطالب بحفلة رسمية بعد سنة كاملة من تخرجه فعلياً من الكلية أو الجامعة التي ينتمي إليها، وقد شهد طلبة كلية التقنية العليا وجامعة الإمارات وجامعة زايد الأيام الماضية أياما حافلة مليئة بالأفراح والمسرات في بيوت الخريجين والخريجات لتخريج دفعات ،2006 من كل صرح علمي خرجت الدفعات المتميزة الخادمة لوطنها المعطاء، ومن حسن حظ خريجات كلية تقنية رأس الخيمة أن كان لنا حفلا تخريج الأول في أبوظبي، والآخر في رأس الخيمة·
نعم·· لقد كنت في قافلة الخريجين هذا العام، وكم كان لي الشرف وكل الشرف في ذلك، فسنوات التعب والجد والاجتهاد كانت قاسية جداً، وذلك لوعة مرارتها وتعبها من أجل أن يأتي هذا اليوم الجميل لنحتفل به، ونجني ثمرات التعب التي بذلنا كل جهدنا لها، فلكل مجتهد في هذا الدنيا نصيب وإن طالت بنا الأيام والليالي والسنون، فلا بد أن يلاقي المرء ما قدمت يداه·
يوم تخرجي: استعددت لأنطلق إلى قاعة الاحتفال، والتقيت بصديقاتي العزيزات، جلسنا على أحر من الجمر ننتظر عرض أسمائنا لاستلام شهاداتنا، وما أحلاها من لحظات وما أسعدها من سويعات التي جلسنا فيها نشهد الحفل الكريم، الذي كان وللأمانة أكثر من رائع، كونه منظم بشكل مميز جعلنا نستمتع بأوقاتنا··
هدأت القاعة، وبدأ عرض الأسماء، كنا من أوائلها والحمد لله، تقدمت إلى المنصة واستلمت شهادتي·· ولكن ناقوس الحزن دق على قلبي·· في تلك اللحظة·· في تلك الدقيقة·· في تلك الثانية، لماذا يا ترى أحسست برجفة؟ لماذا تسارعت خطواتي للنزول بسرعة من على المسرح؟؟ لماذا كل ذلك يا ترى؟؟ لم أفهم نفسي بالفعل، ولكنني أدرك الحقيقة المرة التي بسببها نسجت هذه المشاعر، حزنت واختلط الحابل بالنابل في مشاعري بسبب أليم وهو: أنني تخرجت لوحدي، نعم كل من كان في الحفل حضر معه أهله وأقرانه وأحبابه، كل من كان في الحفل له أحد من أهله يتابع بنظراته تخرجه، إلا أنا فقد جئت وحيدة من منزلي، وذهبت وحيدة إلى بيتي، لم يكن أحد من أقربائي موجوداً ليهنئني بتخرجي، ولعل من هي أقرب إلى قلبي لم تكن موجودة لتشهد اليوم الذي حلمت فيه، منذ أن أنجبتني إلى هذه الدنيا·· والدتي: رحمها الله وطيب الله ثراها، كنت أريدها في هذه اللحظة بقربي، كنت أريد أن أنزل من المنصة لألقاها أمامي، وكنت أريدها أول من يهنئني ويحضنني ويبارك لي تعبي وألمي طوال هذه السنين·
أواه يا أمي أواه، عشت بعيدة عنك في جميع اللحظات والمناسبات السعيدة، التي لطالما أردتك بقربي وبجانبي، ففرحة الأم بأبنائها من أعظم الفرحات ومن أحلاها، وسعادة الأبناء الحقيقية تكمن في سعادة الوالدين، فرضا الله تعالى من رضا الآباء والأمهات، واستمرارية الأبناء ومضيهم إلى الأمام·
رحمك الله يا والدتي، لست معترضاً أبداً على قدري ونصيبي في هذه الدنيا، ولكن أسأل الله رب العرش العظيم أن يعوض يتمي طوال تلك السنين العجاف التي عانيتها بعيدة عن أمي، إنه أرحم الراحمين، فقلبي عانى ولا يزال يعاني لوعة الفراق الى هذه اللحظة التي انسج فيها هذه الكلمات، ولكن الحمد الله على كل حال، فهذه حال دار الابتلاء والاختبار، سجن المؤمن وجنة الكافر، وعند الله نلاقي أجرنا الذي وعدنا بها الرحمن وذكرها في قوله (وبشر الصابرين)·
مسك الختام أبارك للجميع بدون استثناء وأقول لهم: ألف مليار مبروك على التخرج، وعقبال الشهادات العليا يارب العالمين، وأتمنى للجميع التوفيق في حياتهم العلمية والعملية، وأن يمتعهم الله بوالديهم، ويجعل أيامهم فلاحا ونجاحا وتقدما وازدهارا·· إنه على كل شيء قدير·
ريا المحمودي
خريجة كلية التقنية العليا ــ رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©