الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيونج يانج تدعو واشنطن للتفاوض

17 يونيو 2013 21:45
جين إتش. لي بيونج يانج - كوريا الشمالية اقترحت أعلى هيئة كورية شمالية حاكمة يوم الأحد الماضي إجراء مباحثات نووية، وأمنية رفيعة المستوى، مع الولايات المتحدة من خلال دعوة تم توجيهها بعد أيام فقط من تأجيل المباحثات مع منافستها كوريا الجنوبية. فقد أصدرت اللجنة الوطنية للدفاع التي يرأسها الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونج أون» بياناً عبر وسائل الإعلام الرسمية، تقترح فيه إجراء مباحثات «رفيعة المستوى» لتخفيف التوتر بين البلدين، ومناقشة اتفاقية للهدنة، تنهي الحرب في شبه الجزيرة الكورية بشكل رسمي. ويأتي هذا الاقتراح النادر من جانب نظام كوريا الشمالية بعد شهور من التوتر والغضب، بسبب تحدي نظامها، وإقدامه على إجراء تجربة على صاروخ بعيد المدى في ديسمبر من العام الماضي، وتجربة نووية في فبراير الماضي، وهو ما مثل استفزازاً أدى إلى تشديد العقوبات المفروضة على ذلك النظام من جانب الولايات المتحدة والمنظمة الأممية. وقد واجهت الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، تلك الإجراءات من جانب بيونج يانج، بتصعيد التمرينات العسكرية السنوية التي يجريها البلدان عادة في ربيع كل عام، ما دفع النظام الكوري الشمالي للتحذير من شن «حرب نووية» في شبه الجزيرة الكورية. ومع ذلك، وبعد تراجع مستويات التوتر في شهري مايو ويونيو، أبدت «بيونج يانج» مبادرات تجريبية لإعادة إحياء الحوار مع كوريا الجنوبية وواشنطن، وهو ما أعطى مصداقية لما يراه الخبراء الأجانب بشأن كوريا الشمالية وهو أن تلك الدولة الفقيرة عادة ما تعرب عن اهتمامها بالمباحثات، عقب قيامها بتصعيد مستويات التوتر بتصرفاتها الاستفزازية، وذلك من أجل الحصول على تنازلات من الدول الأجنبية. ولم يصدر رد مباشر من واشنطن على مبادرة بيونج يانج؛ ولكن «جلين ديفيز» مبعوث الرئيس أوباما لكوريا الشمالية، قال يوم الجمعة الماضي إنه في الوقت الذي لا تعارض فيه الولايات المتحدة الدخول في مباحثات مع نظام ذلك البلد، إلا أن السقف الذي تحدده -واشنطن لذلك- سيكون أعلى هذه المرة بسبب التهديدات والاستفزازات المتكررة في الشهور الأخيرة. وفي غضون ذلك، أدى اقتراح حديث من بيونج يانج، لعقد مباحثات على مستوى وزاري مع كوريا الجنوبية -الأول منذ ستة أعوام- لإعداد خطط لإجراء محادثات بين الجانبين لمدة يومين في سيئول، غير أن تلك الخطط سرعان ما انهارت يوم الثلاثاء الماضي، بسب الاختلاف حول من يقود الوفدين. وفيما يتعلق بالاقتراح الأخير بعقد مباحثات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة، دعا المتحدث باسم «لجنة الدفاع الوطني» الكورية الشمالية الولايات المتحدة لتحديد موعد ومكان للمباحثات، ولكنه حذر من وضع شروط مسبقة. ومن جانبه قال «ديفيز» يوم الجمعة في واشنطن «إن الولايات المتحدة لا تعارض الدخول في مباحثات مع كوريا الشمالية، ولكنها لن تقبل بها كدولة نووية، أو تكافئها لتوقفها عن ممارسة السلوك السيئ»! وقال «ديفيز» إن المفتاح للحل الدبلوماسي يكمن في مبادرة الولايات المتحدة والدول الأربع المجاورة لكوريا الشمالية، والمشاركة في الاجتماعات النووية المتوقفة منذ فترة طويلة، بإرسال رسالة موحدة لبيونج يانج مفادها: أن كوريا الشمالية يجب أن تفي بالتزاماتها السابقة بنزع سلاحها النووي. وقال «ديفيز» المقرر أن يجتمع مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي الأسبوع المقبل، لمناقشة الشؤون الخاصة بكوريا الشمالية، إن هناك توافقاً دولياً متزايداً ضد الطموحات النووية لتلك الدولة. وقال «ديفيز» في تعليقات له في «مركز ويلسون» وهو أحد المراكز الفكرية المعروفة بواشنطن: «إن لدينا كافة الأسباب التي تدفعنا لتوقع أن بكين ستستخدم علاقاتها الخاصة مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لحث نظامها على اختيار مسار مختلف». وكانت الولايات المتحدة قد بذلت جهوداً لم يقدر لها النجاح في الماضي، للتواصل مع بيونج يانج. ففي العام الماضي على سبيل المثال، وفرت مفاوضات جرت من وراء ستار، أساساً مهماً للتوصل إلى اتفاقية لنزع السلاح في فبراير 2012، ولكن كوريا الشمالية استبقت ذلك حين أجرت تجربة فاشلة لإطلاق صاروخ بعيد المدى، عقب ذلك التاريخ بأسابيع مما أدى إلى إحباط تلك الجهود. ومحاولة كوريا الشمالية للتواصل مع الولايات المتحدة تأتي في وقت من المقرر أن تجلس فيه الرئيسة الكورية الجنوبية الجديدة «بارك كون هيه» للتباحث مع الرئيس الصيني الجديد أيضاً «تشي جينبينج» في موعد لاحق من الشهر الحالي. و«بارك» التي تبني سياستها تجاه كوريا الشمالية على القيام بإجراءات لبناء الثقة مع تبني موقف حازم بشأن استفزازاتها النووية، سعت بنشاط من أجل التواصل مع بكين، في الوقت ذاته الذي اجتمع فيه الرئيس الصيني مع أوباما في كاليفورنيا في الآونة الأخيرة. وتعليقاً على اقتراح كوريا الشمالية بعقد مباحثات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة يقول «كيم يونج- هايون» أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة «دونجاك» في سيئول بكوريا الجنوبية: «إن حقيقة أن كوريا الشمالية اقترحت مباحثات مع الولايات المتحدة قبل موعد القمة الكورية الجنوبية- الصينية، تؤشر إلى محاولتها للحد من قدرة الصين على ممارسة الضغط عليها للعودة إلى مباحثات نزع السلاح النووي». وفي الوقت ذاته تهدف بيونج يانج، لإرسال رسالة أخرى لسيئول تحذرها فيها من أنها إذا ما لم تحاول بشكل جدي ونشط العمل على تحسين علاقاتها معها، فإن نظامها سيذهب مباشرة إلى واشنطن ويهمش دورها هي. ينشر برتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©