الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نتنياهو يقلل من اعتدال روحاني

17 يونيو 2013 21:45
جوشوا ميتنيك محلل سياسي أميركي لسنوات أثار الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، محمود أحمدي نجاد، ذعر إسرائيل بحديثه عن مسح الدولة العبرية من الخريطة، ولكن بقدوم حسن روحاني إلى السلطة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وهو المعروف باعتداله، قد تواجه إسرائيل تحديات أكبر حسب العديد من المحللين، فالانتقال من رئيس يستخدم خطاباً متشدداً ولغة ملتهبة إلى رئيس آخر يدافع عن «الانخراط البناء» مع الغرب لتسوية الملف النووي الإيراني، سيجبر إسرائيل على تعديل موقفها العلني من إيران. فمع أن نتنياهو، صرح يوم الأحد الماضي بأن انتخابات إيران لا تبشر بأي تغيير في سياستها تجاه برنامجها النووي، وأن هذا الأخير ما زال يمثل تهديداً للسلام العالمي، يبقى أن وصول سياسي مثل حسن روحاني إلى الرئاسة في إيران من شأنه قلب الحسابات في ذهن المجتمع الدولي، وتغيير العديد من المواقف والسياسات. وهذا التغيير عبر عنه «مير جوايدأنفار»، المحاضر في الشؤون الإيرانية بمركز هرتزيليا المتعدد الاختصاصات بضواحي تل أبيب قائلاً: «لقد فقدت إسرائيل إحدى أوراقها المهمة في إيران، تلك الورقة كانت نجاد نفسه الذي ظلت إسرائيل توظف خطابه المتشدد لحشد الرأي العالم الدولي ضد البرنامج النووي الإيراني. واليوم بتنا أمام نقيض لنجاد لأن الرئيس الجديد معتدل ويدافع عن التقارب مع الغرب، وهذا يعني أن هناك تغيراً في إيران يحتم تغيراً مماثلاً في إسرائيل، ولاسيما فيما يتعلق بروايتها بشأن المسألة الإيرانية». ومن شأن الصورة المعتدلة للرئيس الإيراني المنتخب أن تعيد تقديم نتنياهو، الذي لا يكف عن تذكير المجتمع الدولي بأن بلاده مستعدة لاستخدام القوة ضد البرنامج النووي الإيراني إن لزم الأمر، في قالب المحرّض على العنف في المنطقة، والمؤيد للصراع المسلح ضد إيران. وفي حديثه أمام المجلس الحكومي يوم الأحد الماضي أعاد نتنياهو تأكيد سياساته القديمة القائمة على ضرورة الاستمرار في الضغط على إيران والتهديد باستخدام القوة باعتبارهما الطريق الأمثل لردع طهران ومنعها من تطوير السلاح النووي، قائلاً: «علينا ألا نخدع أنفسنا، وعلى المجتمع الدولي ألا ينجر وراء التفكير الرغائبي»، مضيفاً أن النظام الإيراني سيواصل نهجه القديم الذي يرى في إسرائيل «الشيطان الصهيوني»، قائلاً «قبل خمس عشرة سنة عندما انتُخب رئيس إيراني اعتقد العالم أنه سيغير الأمور، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث واستمرت السياسات العدائية». وحذر نتنياهو، الذي يفاخر في إسرائيل بأنه استطاع حشد التأييد الدولي لسياساته ضد إيران، بأن المواضيع المرتبطة بالسياسة الخارجية في إيران لا يفصل فيها الرئيس، بل تقع في أيدي المرشد الأعلى صاحب القول الفصل في علاقة البلاد مع العالم. ولكن مع ذلك يرى بعض المحللين أن تولي شخص مثل حسن روحاني الرئاسة بما يمتلكه من خبرة طويلة ودربة مديدة في المفاوضات مع المجتمع الدولي، باعتباره كبير المفاوضين السابق المكلف بالملف النووي، لابد أنه سيتيح له فرصة أكبر للمساهمة في صنع القرار. ومن المرجح أن تقود السياسات المعتدلة لروحاني إلى اتفاق مع الغرب حول الملف النووي، وهو ما لن يروق لإسرائيل كما أكد ذلك «إفرايم كام»، الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي. وقد كتب العديد من منتقدي الحكومة الإسرائيلية عن ضرورة الأخذ بالاعتبار الخلافات الداخلية في منظومة الحكم الإيرانية التي تفجرت إلى السطح عقب انتخابات عام 2009 عندما نزلت أعداد غفيرة من الإيرانيين للشوارع فيما أطلق عليه وقتها «الحركة الخضراء»، وهي خلافات استمرت حتى هذه اللحظة وعبّرت عنها نتائج الانتخابات الأخيرة، حيث اعتبر رئيس سابق للموساد في حديث أدلى به للإذاعة الإسرائيلية أن صعود روحاني إلى السلطة يعد أقوى ضربة قاصمة لخامنئي منذ أن أصبح مرشداً عاماً، مشيراً إلى أنه على إسرائيل إجراء تقييم دقيق لتداعيات الانتخابات الإيرانية بدل تهميشها والقول إن شيئاً لن يتغير. ويلفت المراقبون في نوع من السخرية أنه مهما كانت توابع الانتخابات الأخيرة وفوز حسن روحاني فإنه من المرجح أن يفتقد المسؤولون الإسرائيليون أيام الرئيس المنتهية ولايته، نجاد، لأنه كان يوفر لإسرائيل الذرائع المناسبة لحشد المجتمع الدولي ضد إيران والتلويح باستخدام القوة للتصدي لبرنامجها النووي. وفي هذا السياق كتب المعلق «يجال سارنا»، في يومية «يديعوت أحرونوت»، متسائلاً «ماذا سنفعل اليوم بدون هتلر بلاد فارس؟ ومن سيهاجم نتنياهو في الأمم المتحدة بعد مغادرة نجاد السلطة؟»، مضيفاً أنه يتعين على إسرائيل إعادة صياغة روايتها بشأن إيران، ولاسيما المقولة التي رددها المسؤولون الإسرائيليون كثيراً بشأن هيمنة الحرس الثوي على مقاليد الأمور في طهران، وسيطرته على مستقبلها بما فيه المضي قدماً نحو القنبلة النووية. ويخشى المسؤولون في إسرائيل بعد قدوم رئيس معتدل إلى سدة الحكم في إيران ألا يستطيعوا الاستمرار في الخطاب السابق المعادي لإيران والمحرض عليها في عواصم صنع القرار الدولية، ولاسيما إذا ما اتخذ الرئيس الإيراني المنتخب خطوات عملية للتخفيف من حدة التوتر مع الغرب وأبدى مرونـة فـي مفاوضاتـه مـع الدول الخمـس زائـد واحد. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©