«الأبيض الأولمبي» يطيح كوريا الشمالية بـ «رأسية» في بيونج يانج

برأسية محمد أحمد حسم منتخبنا الأولمبي لكرة القدم لقاء الذهاب من تصفيات آسيا لكرة القدم، لأولمبياد “لندن 2012”، بالفوز على كوريا الشمالية بهدف نظيف في اللقاء الذي أقيم أمس على ملعب كيم سونج بالعاصمة بيونج يانج. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، قبل أن ينتفض لاعبو “الأبيض الأولمبي” في الفترة الثانية ويقدموا عرضاً ممتعاً، توجه المدافع محمد أحمد بهدف ثمين في الدقيقة 56، عندما ارتقى فوق الجميع وأسكن الكرة الشباك، ولم ترهب الجماهير الكورية البالغ عددها 50 ألفاً والأرضية الصناعية، لاعبي منتخبنا الذين أكدوا الإمكانات الكبيرة التي تميزهم، وأثبتوا قدرتهم على تحقيق الصعاب في انتظار إكمال الخطوة الثانية يوم الخميس المقبل على ملعب طحنون بن محمد بالقطارة، وانتزاع بطاقة العبور إلى دور المجموعات. جاءت المباراة قوية ومثيرة وحفلت بالفرص السانحة للتسجيل من الجانبين، وتعامل منتخبنا بذكاء مع اللقاء، وحقق مبتغاه في الشوط الثاني، وأكد جدارته بالنقاط الثلاث، على الرغم من أنها جاءت من خارج الديار. ولعب منتخبنا بتشكيلة مثالية سيطرت عليها النزعة الهجومية، حيث اعتمد المدرب مهدي على عادل الحوسني في حراسة المرمى، وفي الدفاع حمدان الكمالي كابتن المنتخب ومحمد أحمد وعبد العزيز هيكل وعبد العزيز صنقور، وفي الوسط محمد فوزي وعامر عبد الرحمن وذياب عوانة وعمر عبد الرحمن، وفي الهجوم أحمد علي وأحمد خليل. ولعب “الأبيض الأولمبي” بطريقة 4-2-3-1 التي منحت اللاعبين حرية التحرك داخل الملعب، وامتلاك الكرة خلال أغلب فترات اللعب، وتهديد مرمى المنافس، أما المنتخب الكوري، فلعب بطريقة مفاجئة على اعتبار أنه لم يجازف منذ البداية باللعب الهجومي، وبقي في مناطقه بانتظار لاعبي “الأبيض الأولمبي” مقابل التركيز على الهجمات المرتدة السريعة والخطيرة. وجاءت انطلاقة الشوط الأول لصالح أصحاب الأرض الذين بادروا في الدقائق العشر الأولى بالهجوم، في محاولة للاستفادة من الدعم الجماهيري الكبير، وإرباك لاعبينا ودفعهم للتراجع إلى الدفاع، حيث أتيحت فرصتان للمنتخب الكوري الشمالي لافتتاح النتيجة في الدقيقتين 7 و9، إلا أن التسديدتين ذهبتا بجانب المرمى. ومنذ الدقيقة 12 تسلم منتخبنا الأولمبي زمام المبادرة داخل الملعب، وبدأ في السيطرة بشكل كامل على مجريات اللعب، وقيادة الهجمات الخطيرة، والتي جاء أغلبها من تسديدات من خارج منطقة الجزاء. وجاءت أول محاولة، بعد تبادل جميل للكرة بين ذياب عوانة وأحمد خليل، حيث سدد الأخير كرة قوية مرت بجانب القائم بقليل، ثم سدد اللاعب نفسه كرة ثابتة قوية حولها الحارس الكوري الشمالي بصعوبة إلى ركنية. وفي الدقيقة 19 أيضاً أطلق ذياب عوانة تسديدة بعيدة المدى، حيث اصطدمت كرته بالدفاع، وكادت تغالط الحارس لتتحول إلى ركنية، ولم يفعل منتخبنا الأطراف، وافتقد الحلول في الوصول إلى دفاع المنافس، الأمر الذي جعل أغلب فرصه تتركز على التسديد من بعيد، وذلك أمام غياب التحركات الجانبية لأحمد علي وعمر عبد الرحمن، وفي المقابل تحرك أحمل خليل بخطورة داخل دفاع المنافس واجبره على ارتكاب العديد من الأخطاء، أبرزها في الدقيقة 21 عندما انتزع كرة من الدفاع وسدد بقوة من خارج منطقة الجزاء مرت بجانب القائم بقليل. وتألق وسط منتخبنا بفضل الدور الكبير الذي قام به عامر عبد الرحمن “المايسترو” الذي أجاد عملية الربط بين الدفاع والهجوم وزيادة الضغط على المنافس. وأمام الضغط الإماراتي الواضح على المنتخب الكوري الشمالي، وسيطرة لاعبينا على مجريات اللعب اضطر مدرب المنتخب الكوري إلى إجراء تغييرين في الشوط الأول، بعد أن لاحظ تقدم لاعبينا إلى الهجوم، ووجود بعض المساحات في الدفاع، حيث نجح في تغيير الموقف لصالح كوريا الشمالية وانتقال الخطورة إلى أصحاب الأرض، على اعتبار أن فرصهم الهجومية كانت خطيرة، وأكثر وضوحاً للتسجيل من فرصنا. وواجه دفاع “الأبيض الأولمبي” فترات صعبة في نهاية الشوط الأول، حيث ارتكب دفاعنا خطأ على خط منطقة الجزاء، كاد أن يسفر عن ركلة جزاء للمنافس، إلا أن الحكم منح مخالفة، ثم جاءت الدقيقة 42 والتي كانت مواتية لافتتاح التسجيل لأصحاب الأرض، عندما قاد المنتخب الكوري هجمة سريعة داخل المنطقة في وجود أربعة لاعبين مقابل 3 مدافعين فقط، إلا أن محمد أحمد والحارس عادل الحوسني تألقا في الذود عن شباكنا لتنتهي الفترة الأولى بالتعادل السلبي. في الشوط الثاني طلب مهدي من لاعبي المنتخب الأولمبي زيادة درجة التركيز، والقيام بالأدوار بدقة خاصة على المستوى الدفاعي لمنع المنافس من مواصلة ضغطه، وعلى الرغم من أن الهجوم الكوري بادر بهجمة خطيرة في الدقيقة 50، إلا أن لاعبينا حافظوا على هدوئهم داخل الملعب، وواصلوا اللعب بثقة في النفس، الأمر الذي جاء بالخبر السعيد للجماهير الإماراتية في الدقيقة 56 عندما تقدم المدافع محمد أحمد من قلب الدفاع إلى منطقة المنافس، وقفز فوق الجميع مسدداً كرة عرضية برأسية دقيقة ومحكمة، سكنت الشباك، ومنحت التقدم للأبيض الأولمبي لتدخل بذلك المباراة منعرجاً إيجابياً للاعبينا. وبالفعل، ارتفعت معنويات لاعبينا، وزادت ثقتهم في النفس، وقدموا شوطاً متميزاً تكتيكياً وفنياً، حيث تفجرت طاقات اللاعبين، وأمتعوا الجماهير بعروض فنية راقية، أكدت الموهبة الكبيرة لهذا المنتخب. وعلى الرغم من الاندفاع القوي للاعبي كوريا الشمالية بهدف التعديل، والعودة للمباراة، إلا أن فرص منتخبنا الأولمبي كانت أكثر خطورة، وكان بالإمكان إضافة هدف آخر، خاصة في الدقائق 59 و62 و65 عن طريق عمر عبد الرحمن وذياب عوانة. وأجرى مهدي علي ثلاثة تغييرات تكتيكية، تمثلت في دخول حبيب الفردان بدلاً من ذياب عوانة، وعلي مبخوت مكان أحمد علي ومحمد جمال بدلاً من أحمد خليل، وذلك بهدف الحفاظ على نفس إيقاع اللعب وإكمال المباراة بقوة، والحفاظ على هدف التقدم. وبالفعل امتلك منتخبنا الأولمبي الكرة وأحسن الانتشار داخل الملعب، وحرم المنافس من الضغط على مرمى عادل الحوسني. وأتيحت للاعبي كوريا الشمالية بعض الفرص الخطيرة في الدقائق 80 و81 و93 إلا أن الدفاع الأولمبي كان صامداً، ولم يرتكب الكثير من الأخطاء، باستثناء خطأ حمدان الكمالي في التغطية على الكرة، والذي كاد يمنح التعادل للمنافس، ليحسم بذلك منتخبنا الأولمبي لقاء الذهاب بهدف ثمين محققاً أسبقية مهمة على حساب كوريا الشمالية، لانتزاع بطاقة التأهل إلى دور المجموعات من تصفيات أولمبياد لندن 2012. الرميثي مهنئاً: الجيل الحالي قادر على تحقيق طموحاتنا بيونج يانج (الاتحاد) - هنأ محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد كرة القدم بعثة منتخبنا الأولمبي بمناسبة الفوز الغالي على كوريا الشمالية، في مباراة ذهاب التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد “لندن 2012”. وقال الرميثي إن هذا الجيل قادر على تحقيق طموحاتنا والذهاب بعيداً، فقد خبروا الإنجازات وصاروا أصدقاء منصات التتويج، وأصبحت لهم خبرات كبيرة، كما أن كادرهم التدريبي الوطني بقيادة مهدي علي، هو الآخر يعمل بجد، وبروح احترافية عالية، فضلاً عن إخلاصهم الوطني، من أجل تحقيق الإنجازات. وأكد الرميثي علينا أن نطوي صفحة مباراة الذهاب، ونركز على المباراة المقبلة، من أجل تحقيق الهدف كاملاً والعبور إلى المرحلة التالية من التصفيات. وأشاد الرميثي بالروح القتالية للاعبين وصمودهم الأسطوري من أجل إبقاء شباكهم نظيفة، كما دعا إلى استثمار الجانب المعنوي في مباراة الإياب ومواصلة العطاء. ودعا رئيس الاتحاد الجماهير الإماراتية إلى مؤازرة المنتخب في مباراته المقبلة التي يستضيفها ستاد طحنون بن محمد في القطارة بمدينة العين يوم الخميس المقبل.