الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زينب الياسي ترصد تحولات المشهد الأدبي الإماراتي بمنتدى الأحد

17 يونيو 2013 23:51
عصام أبو القاسم (الشارقة)- استضاف منتدى الأحد الثقافي أمس الأول الناقدة الإماراتية زينب الياسي في محاضرة تحت عنوان «الأدب الإماراتي.. آفاق ورؤى» غطت عبرها مراحل مختلفة من السيرة الإبداعية للإمارات انطلاقاً من بداية اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الوقت الراهن. قدم للمحاضرة، التي نظمتها الإدارة الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، القاص محسن سليمان واستهل تقديمه متكلماً عن الأهمية التي يمثلها الحراك النقدي في توثيق وفرز تحولات المشهد الأدبي، مشيراً إلى ان المجال الإبداعي الإماراتي طرح العديد من التجارب المهمة في السنوات الأخيرة وأن ثمة حاجة متجددة لقراءة هذه التجارب واضاءة ما انطوت عليه جماليا وفكرياً. وفي مدخل محاضرتها قالت الياسي إن حالة الاستقرار التي عرفها المجتمع الإماراتي بعد عام 1971 أسهمت كثيراً في تشكيل الصورة التي عليها الأدب الإماراتي الآن، فلقد عرفت فترة البدايات اهتماماً بالتعليم، وسعت مؤسسات الدولة الحديثة إلى تثبيت أسباب التنمية والتطور وانعكس ذلك في سائر أشكال الحياة ومن بينها الأدب. الشعر توزع كلام المحاضر على الأجناس الإبداعية الثلاثة: الشعر والرواية والقصة، وبدأت بالشعر مشيرة إلى أن تجربة الشعر الإماراتي واكبت في بداياتها تجارب شعرية عربية في المشرق والمغرب، وذكرت في باب التمثيل: أحمد أمين المدني، فهو يعتبر «رائداً لشعر التفعيلة بنصوصه التي سعت دائماً إلى أن تعبر عن الجدة والعصرية»، وتوقفت الياسي عند ديوان «أشرعة وأمواج» بوصفه نموذجاً تحديثياً في التجربة الشعرية الإماراتية، لافتة إلى الطبيعة النقدية للمقدمة التي كتبها المدني لديوانه والتي يذكر خلالها أن: بعض المضامين يسهل تناولها في أوزان شطرية، وبعضها لا يحتمل إلا الأوزان الحرة كان شيئاً منها لا يتسع لهذا أو ذاك انما مجاله النثر المركز»، وقالت الياسي تعليقاً «وكان هذا اعترافاً مهماً واستباقياً من شاعر بوزن المدني بمشروعية قصيدة النثر في تلك الفترة البعيدة والمبكرة حيث كتبت المقدمة في عام 1972» واستعرضت المحاضرة خريطة الشعر الإماراتي في المراحل اللاحقة بخاصة المرحلة التي ظهرت فيها اسماء من لدن أحمد راشد ثاني وظبية خميس وعارف الخاجة ونجوم الغانم وثمة موجة تلت ومن أبرز وجوهها ظاعن شاهين وثاني السويدي ومحمد المزروعي وخلود المعلا والهنوف محمد وعبد الله السبب... إلخ. وأخذت الياسي قصيدة «قصة موسى» لكريم معتوق، من مجموعته الموسومة «أعصاب السكر» كأنموذج على التجديدات التي عرفها النص الشعري الإماراتي الحديث، وبينت الياسي كيف أفلح معتوق في تطعيم نصه ببعد سردي مؤثر من دون أن يفقده خصوصيته الشعرية. الرواية وفي المحور الخاص بالرواية في ورقتها، بدأت الياسي حديثها بإشارة إلى أن الرواية الإماراتية واكبت في انطلاقتها سواها من روايات الخليج، وذكرت هنا: أن النتاج الروائي يسير في خط متنام ومتصاعد». وتابعت حديثها على مسارين؛ في المسار الأول تناولت تجارب أولئك الكتّاب الذين لم يتقدموا بمشروعهم وانقطعوا عن المشهد بعد انجازهم رواية واحدة وفي المسار الثاني تكلمت عن كتّاب احترفوا الانشغال بالرواية وتابعوا إنتاجهم بشكل متتابع. القصة القصيرة وتوقفت المحاضرة عند نص قصصي لمريم الساعدي للتدليل على المستوى المتقدم الذي بلغته القصة الإماراتية وهو بعنوان «العجوز»، وتبرز الياسي اقتدار الساعدي في تقديم صور وصفية شديدة الدقة للأمكنة، مبينة أن الوصف القصصي يجيء في نص « العجوز» متداخلاً ويعمق استجابة المتلقي لحكاية العجوز التي تعيش حنيناً لأمكنة فقدتها، وقهرا من أمكنة أُجبرت على الاقامة بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©