الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنصات الاجتماعية.. الحقيقة هي الضحية!

7 أكتوبر 2017 23:10
مع اندلاع أخبار المجزرة التي وقعت في لاس فيجاس، تم تعميم تحذيرات تحث الصحفيين المحترفين على توخي الدقة في افتراضاتهم. وحذر معهد «بوينتر» الصحفيين من التكهن بشأن المرض العقلي للجاني، وطلب من المحررين عدم استخدام صور يفهم منها موقف قد يكون لصالح الشخص الذي أطلق النار. بيد أن المروجين للأكاذيب لم ينصتوا لهذه النصيحة الجيدة، ولن ينصتوا طبعاً. وقيل، إن فيسبوك وجوجل قدما معلومات مضللة على منصاتهما القوية، وروجا شائعات لم تذكر فقط اسما غير دقيق للقاتل، بل ألقت باللوم على مواقفه الليبرالية المفترضة!! وفي مؤتمر يوم الثلاثاء، قالت «كارا سويشر»، المؤسس المشارك في موقع «ريكود» التكنولوجي للأخبار «لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مسلحة تماماً». وقد كانت هذه الصحفية السابقة في «واشنطن بوست» و«ول ستريت جورنال» محقة تماماً. وكذلك حذر مدير تحرير موقع التحقق من الوقائع «سنوبس» (Snopes.com) من أن «الأمر يزداد استقطاباً» حتى على مستوى الإعلام. وقال لصحيفة الجارديان «هناك هذا التدافع المجنون لتصوير الرجل كشخص ديمقراطي أو جمهوري، حتى يتسنى لهم توظيف ذلك في الاستقطاب الحزبي». وربما كان أسوأ ما حدث هذا الأسبوع هو الأكذوبة التي انتشرت على موقع الرسائل المجهولة «فور تشان» (4chan) ومفادها أن القاتل شخص يدعى «جيري دانلي»، الذي يستخدم «إشارات الإعجاب» على فيسبوك لإظهار أنه ليبرالي كاره لترامب. وسرعان ما تصدّرت هذه الأكذوبة المشهد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الكبيرة. وفي يوم الأربعاء، ذكرت شبكة «سي إن إن» أن الإعلان المدعوم من قبل روسيا على الفيسبوك -الذي ألحق الضرر بهيلاري كلينتون- كان يستهدف المواقع الضعيفة لحملتها في ميشيجان وويسكونسن. وقد خسرت في كلتا الولايتين بهوامش ضعيفة، بينما كان مثل هذه الولايات مهماً لدونالد ترامب لتحقيق الانتصار في المجمع الانتخابي. «لقد وظفت الإعلانات سلسلة من الرسائل المثيرة للانقسام التي تهدف إلى اختراق فوضى إعلانات الحملة على الإنترنت، بما في ذلك تعزيز الرسائل المناهضة للمسلمين»، وفقا لقصة «سي إن إن» الخبرية. لا يمكن أن تكون المنصات الاجتماعية أكثر قوة وتأثيراً مما هي عليه الآن. فلدى فيسبوك الآن مليون مستخدم جديد شهرياً. وتبلغ قيمة الشركة الأم لجوجل أكثر من 600 مليار دولار. وتحصل أعداد هائلة من الناس على الأخبار -أو ما يشبه الأخبار- من هذه المنصات الضخمة. وفي هذا الأسبوع، قدمت المنصات حججها الواهية المعتادة، مصحوبة بتعهدات غامضة للإصلاح -والمقدمة من خلال نثر روبوتي مألوف: «لسوء الحظ، في وقت مبكر من هذا الصباح كنا نقوم بمسح وجيز لموقع فور تشان غير الدقيق في نتائج البحث الخاصة بنا لعدد صغير من الاستفسارات. وفي غضون ساعات، تم استبدال قصة فور تشان بطريقة لوغاريتمية بنتائج ذات صلة. ما كان يجب أن يظهر هذا لأي استفسارات، وسنواصل إجراء تحسينات لوغاريتمية لمنع حدوث هذا في المستقبل». وكان لرد فعل فيسبوك نفس النغمة المملة أيضاً. ولكي نكون منصفين، فقد بدأوا العلاج، حيث أعلن فيسبوك، الذي يتعرض للهجوم، أنه بصدد تعيين ألف شخص لمراجعة الإعلانات. (هذا بعد فصل مجموعة من المحررين منذ فترة ليست بعيدة). وفي إعلان مطبوع على صفحة بالكامل في صحيفة «واشنطن بوست» يوم الأربعاء، قال فيسبوك إنه سيتصدى لأي مسعى للتدخل في الانتخابات. ولكن «لن يعالج أي قدر من ’إصلاح‘ فيسبوك أو جوجل العوامل الكامنة التي تشكل الثقافة وحروب المعلومات التي تجتاح أميركا حاليا»، كما كتبت «دانا بويد» في مجلة «ويريد». وهذا أمر صحيح ولا يمكن إنكاره. وكما تقول، فإنه من الصعب تحديد «الأخبار الوهمية» في مجتمع منقسم على نفسه بشدة. ومع ذلك، لا تزال هناك حقيقة يمكن التحقق منها. وثمة صحافة تستند إلى الحقائق. وهناك أيضاً حقيقة، وإن كان من الصعب تحديدها. وهناك أيضاً المقابل لهذه الأشياء: الخدع ونظريات المؤامرة، والأكاذيب الصريحة في شكل قصص إخبارية، والإعلان من خصم أجنبي كان يهدف إلى التأثير على الانتخابات الرئاسية. ونظراً للدور الهائل الذي تلعبه المنصات الاجتماعية في هذه المشاكل -وثروتها الهائلة- فهي بحاجة إلى إيجاد بعض الحلول الجادة، والتوقف عن إلقاء اللوم على التكنولوجيا وحدها. * كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©