الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدارفورية تؤمن الدخل للأسرة وتنهض بمسؤولياتها

الدارفورية تؤمن الدخل للأسرة وتنهض بمسؤولياتها
30 يناير 2010 21:00
تعتبر المرأة الدارفورية (نسبة لإقليم دارفور) من أكثر نساء السودان إنتاجاً وعملًا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة وأرجع الكثير ذلك لفترات الحروب المتلاحقة التي مرت على المنطقة طوال الحقب التاريخية الماضية ما قبل المهدية والعهد التركي مرورا بالاستعمار البريطاني حيث كان ينشغل الرجال بالحروب وتذهب المرأة للعمل لإعالة الأسرة التي هجرها الرجال من أجل العمل العسكري بعيدا عن مناطق السكن في الصحارى والوديان. تعاظم دور المرأة الدارفورية في العمل الزراعي حيث تقوم بالفلاحة منذ بدايتها من نظافة الأرض وانتهاء بالحصاد، ولم يتوقف دورها عند هذا الحد بل يمتد عملها لمجالات أخرى فرضتها الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمناخية خلال فترات الجفاف التي ضربت الإقليم خلال العقود الماضية حملت الجميع على العمل وغيرت من أنماط الحياة العامة ودميجرافية السكان بعدما بدأت الهجرات الجماعية والنزوح من مناطق الجفاف إلى أخرى تتمتع بالماء والكلاء للإنسان والحيوان. مهن شاقة ويبدو منظر النساء الدارفوريات وهن يعملن في مهن شاقة مألوفا وعلى سبيل المثال بعضهن لجأن للعمل في نقل الطوب ومواد البناء وعجن الطين إلى جانب امتهان تجارة البيع بالتجزئة في أسواق الخضر والفاكهة وغيرها من ضروب التجارة المختلفة فضلا عن الصناعات اليدوية والتي برعن فيها مثل صناعة البروش والحبال والسلال جمع سلة بالإضافة إلى صناعة الأطعمة الجافة الويكة والبامية والشطة والشمار. إلى ذلك، يقول عضو المنظمة الوطنية للخدمات الإنسانية بالفاشر آدم داران تعتمد الأسرة في إقليم دارفور وفي ظل النمط الاقتصادي الهش الذي يقوم على الرعي والإنتاج الزراعي التقليدي البسيط على المرأة التي يتعاظم دورها في المجتمعات الزراعية منذ مرحلة الإعداد للموسم ويظل ناشطاً ومتواصلاً عبر كل المراحل وصولا لموسم الحصاد. وقدرت الدراسات والبحوث التي أجريت أن ما بين 60 – 70% من الإنتاج الزراعي بدارفور تقوم به المرأة، وهذا أمر ربما لا يمكن تصوره في مناطق السودان الأخرى ومع ذلك فإن هذه المرأة وبحكم طبيعة الإنتاج المطري التقليدي الضئيل تجد نفسها لم توفر فائضاً من الغلال أو المحاصيل النقدية التي يمكن أن تعين الأسرة على مواجهة الحياة لبقية العام، فتضطر للولوج إلى مجالات أخرى في غير موسم العمل الزراعي خاصة بعد دورات الجفاف المتواصلة في العقود القليلة الماضية. تجارة «القطاعي» تعمل المرأة بنشاط في مجال التجارة، فتجدها تحتل حيزاً كبيراً في أسواق المدن والقرى بالإقليم، وقد ظلت تجارة “القطاعي” (التجزئة) في الخضر والفاكهة والمنتجات الغذائية والصناعات اليدوية حكراً على المرأة في أسواق مدن وقرى إقليم دارفور حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي حيث بدأ بعض الرجال النازحين من أقاليم أخرى يدخلون هذا المجال وبدأت المرأة بدورها في منافسة الرجل في تجارة الملابس الجاهزة والمفروشات والأواني المنزلية.?أما في المجتمعات الرعوية فهي تساهم بالإشراف على مورد الأسرة الأساسي “المراح” وهو مكان بيت الماشية بل وتشرف بشكل مباشر على الإنتاج الحيواني والزراعي الذي يمارس في بعض المناطق فالمرأة الدارفورية ومنذ طفولتها ومروراً بكل مراحل حياتها تمارس الرعي وتصنيع الألبان. وتقوم كذلك بكل هذه الأعباء وهي حامل أو بصحبة رضيعها الذي تحمله على ظهرها بعد أن تربطه بثوبها. ومعاناة المرأة في دارفور لا تقف عند حد المسؤولية الأولى عن الإنتاج الاقتصادي إنما هي معاناة يمكن أن نصفها لا حدود لها، فالتخلف الاقتصادي الاجتماعي الذي فرضته الظروف ونتجت عنه استمرارية تقاليد اجتماعية بائسة مازالت سائدة ومسيطرة هناك وهي تفرض على المرأة أعباء إضافية ومضاعفة ثقيلة وقاسية، وتقضي المرأة ما بين عشر إلى عشرين ساعة في الأسبوع سعياً وراء الحصول على الماء للأسرة من الخزانات والبرك المفتوحة الموبوءة أو من الآبار
المصدر: دارفور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©