الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مها المحيربي: «نتحدث بأيدينا» مبادرة تدمج «الصم» في المجتمع

مها المحيربي: «نتحدث بأيدينا» مبادرة تدمج «الصم» في المجتمع
8 أكتوبر 2017 10:43
هناء الحمادي (أبوظبي) لغة الصم والبكم ليست إشارات، وإنما مشاعر نبيلة يجب أن تتوافر في كل من يتعامل مع هذه الفئة التي تحيط بها الأسرار، فهم يجدون أنفسهم بعيدا عن المجتمع برغم توافر الكثير من الفعاليات التي تخصهم، إلا إن عدم وجود لغة التواصل مع الأسوياء هو ما يعيق أحلامهم وأمنياتهم، فهم يتمتعون بقدرة فائقة على التعبير عن مشاعرهم الفياضة، تعكس لغة إحساسهم التي يفهمها مترجمو الإشارات عن حياتهم ومشاكلهم وأسرارهم. خطوة ناجحة عن تحديات وأحلام هذه الفئة، تقول مها المحيربي مؤسس مبادرة «نتحدث بأيدينا»، والتي تعلمت لغة الإشارة من أجل فئة الصم، إنها من خلال مشاهدتها للفيلم الأجنبي «Switched at Birth» الذي يدور عن حياة الصم، راودتها فكرة أن تقوم بخطوة ناجحة لتحقيق هدف تسعى من خلاله إلى تعلم لغة الإشارة في بادئ الأمر، ثم دمج فئة الصم مع أفراد المجتمع. ولم تتوقف المحيربي عند هذه المحطة بل من أجل أن تكون أكثر خبرة ومهارة تعلمت من حساب «زايد التميمي» (esl_zayed) لغة الإشارة الإماراتية من الألف إلى الياء، وبالفعل خلال فترة قصيرة أصبحت تجيد هده اللغة بطلاقة وبدون مساعدة، ومن هنا تبلورت في ذهنها فكرة عمل مبادرة تهم هذه الفئة وتنشر الوعي لأفراد المجتمع. «نتحدث بأيدينا» تقول المحيربي حاملة بكالوريوس إذاعة وتلفزيون في جامعة أبوظبي، وموظفة في شركة بترول: انطلقت مبادرة «أتحدث بيدي وأسمع بعيني» عام 2017، وقد كان عدد المشاركين بها ما يقارب فيها (5)، بينما اليوم وصل إلى أكثر من (30) مشاركا. وأصبح لدينا حساب على «إنستغرام» بعنوان «handspeaKers.ae» ويتابعة الكثير من المهتمين بهذا الأمر حيث نبرز فيه كل الفعاليات والورش التدريبية عن فئة الصم، ومن خلال هذا الحساب نطمح لبناء مجتمع يفهم ويتحدث لغة الإشارة العربية بإتقان. وتضيف المحيربي «من واجبنا دمج كافة أفراد المجتمع بجميع فئاته، وقد تعلمنا لغة الإشارة لتحقيق أحد مطالب المسؤولية المجتمعية، وهي دمج أفراد الصم مع باقي أقرانهم، لتحقيق التواصل مع الصم عن طريقة لغة الإشارة، ما يساهم في تمكين الصم في المجتمع وتفعيل دورهم». لافتة إلى أنه منذ انطلاق المبادرة زاد التفاعل، فالكثير أصبح ينضم إلى هذه المبادرة من فئة الصم أو الأسوياء من الأعمار كافة، لتعلم لغة الإشارة. وتشير المحيربي، قائلة «ترجع أهمية تعلم الأسوياء لغة الإشارة، إلى سهولة وسرعة الاندماج مع هذه الفئة، وأنا شخصيا استطعت منذ انطلاق المبادرة تنظيم عدة ورش مثل ورشة مجتمع الصم ولغة الإشارة التي تفاعل معها الكثير من المهتمين. وتذكر أنها ليست الوحيدة التي سعت لنجاح مبادرتها، بل هناك أياد أسامت في إيصالها للكثير من أفراد المجتمع، ومنهم أحلام الهندوان، حمد الحبسي، عمران صالح، عفراء الزعابي. من خلال الورش من بين المشاركين من فئة الصم في مبادرة «أتحدث بيدي واسمع بعيني»، عائشة عبد الرحمن الزبيدي، التي تطمح لاستكمال المرحلة الجامعية وتعلم اللغة الكورية، وتؤكد الزبيدي أن هذه المبادرة أسهمت في تعلمها المزيد من لغة الإشارة، وبرغم أنها من «الصم» إلا أنها لا تجيد الكثير من تلك الإشارات، لكن من خلال الورش تعلمت لغة الإشارة الإماراتية، متمنية أن يجيد الجميع هذه اللغة السهلة التي تحتاج فقط إلى التركيز السريع، وتسعى لأن يكون لديها صديقات أكثر من الأسوياء لتتواصل معهم. الطريقة الأسرع أما عبد السلام محمد زعرب، طالب بكالوريوس إدارة أعمال في جامعة الشارقة وممثل في عدة مسرحيات ومتطوع وعضو في الكشافة، فيؤكد أن هذه المبادرة جاءت في وقتها فهي رسالة لكل أفراد المجتمع بوجود فئة تحتاج إلى من يفهمها. موضحاً «تسهم لغة الإشارة في توضيح الكثير من المفاهيم، وهي الطريقة الأسرع لتوصيل المعلومات. كما أن لها دورا بارزا في تنمية القدرات الذهنية والتذكر والانتباه، كما أن لغة الإشارة الأقرب مثالا والأيسر إتقانا للصم، الأمر الذي يعزز الثقة بالنفس، واندماج هذه الفئة في المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©