الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لمى إبراهيم: أنا امرأة حديدية!

لمى إبراهيم: أنا امرأة حديدية!
14 سبتمبر 2010 09:06
تتسلح الفنانة الشابة لمى إبراهيم بأكثر من اثنين وعشرين مسلسلاً شاركت فيها، لتعلن أنها (امرأة حديدية)، ولن تقبل بأية أدوار إثارة تخالف تربيتها الشرقية وتقاليد عائلتها مهما كانت المغريات، وتصرّ على رفض أي دور لا تجد نفسها فيه، ولا يضيف إلى مسيرتها الفنية رصيداً. ورغم مشاركتها في أعمال الدراما الشامية، فإنها تعتبر أن هذه الدراما ليست لهجة فقط، بل هي روح يعبر عنها الممثل ويجسدها بداخله وحواسه، وإذا لم يكن مشبعاً بالبيئة الشامية الأصيلة فإنه لن ينجح. بدأت لمى مسيرتها الفنية قبل ما يزيد على خمس سنوات، وهي لا تزال طالبة في قسم علم النفس بجامعة دمشق، ومنذ ذلك الوقت عززت حضورها الفني، وعملت مع أبرز المخرجين السوريين، وفي مقدمتهم نجدت أنزور وباسل الخطيب وحاتم علي وسيف الدين سبيعي ورشا شربتجي ويوسف رزق. وقد أتيح لها أن تلعب أدواراً متنوعة ومختلفة، وعملت بذكاء على ألا تحصر نفسها في نمط معين من الأدوار، لأنها تكره التكرار وتحب التجدد باستمرار، فشاهدها الجمهور في الأعمال الاجتماعية المعاصرة وفي المسلسلات التاريخية والبدوية وأعمال البيئة الشامية، وفي كل شخصية لعبتها كانت تؤسس لحضور قوي بأداء متقن ومتميز. ومن أشهر المسلسلات التي شاركت فيها: (المارقون) و(نزار قباني) و(سقف العالم) و(الاجتياح) و(ممرات ضيقة) و(بيت جدي) و(الحصرم الشامي) و(صراع على الرمال) و(قلوب صغيرة) و(نساء من البادية) و(زمن العار) وغيرها. كما أن في جعبتها فيلماً صورته عام 2008 وهو (سبع دقائق إلى منتصف الليل). تخت شرقي في مسلسل (تخت شرقي) للمخرجة رشا شربتجي لفتت لمى الأنظار في شخصية (نوّار) التي لعبتها، والتي جسدت فيها دور مصورة حفلات النساء في الأعراس، حتى ظن بعض المشاهدين أنها مصورة حقيقية، فقد كانت تتحرك بين جميع النساء، وتتفاعل معهن، وتستمع إلى مشكلاتهن، وهي تصورهن، رغم أنها ـ هي نفسها ـ تعاني من المشكلات والهموم. لقد لعبت لمى دور المصورة بمهارة وحرفية، حتى قيل إنها أصبحت أكبر من أدوارها، وهو ما تجسد في دورها بمسلسل (الخبز الحرام) للمخرج تامر إسحاق. أما في مسلسل (بقعة ضوء) فقد كان حضورها لافتاً، وكذلك في المسلسل السوري العراقي (الشيخة) الذي لعبت فيه شخصية (مها) الفتاة السورية التي تعيش في العراق والمقربة من الشيخة. وقد سبق للفنانة الشابة أن شاركت في المسلسل السعودي (سيد العشاق)، وهي تجربة تعتز بها وتعتبرها محطة حيوية مفعمة بالإبداع. شاميات وكان للمى حضور ملفت في عدد من مسلسلات البيئة الشامية، فهي شاركت في مسلسل (بيت جدي) بجزءيه، وفي (باب الحارة) في جزئه الثالث، وفي (الحصرم الشامي) بجزءيه الثاني والثالث، وهي مع حبها وتقديرها للأعمال الشامية، إلا أن لها وجهة نظر تقول: إن التركيز على المثاليات والقصص المكررة لن يفيد هذه الأعمال، بل سينتهي بالمشاهد إلى الملل، لاسيما أن غالبية الممثلين والممثلات يتكرر حضورهم في أعمال البيئة الشامية المختلفة، وتشدد (لمى) على أن إتقان اللهجة الشامية ليس كافياً لنجاح الممثل في عمل شعبي شامي، فالمسألة ليست مسألة لهجة وحسب، بل معرفة دقيقة بحياة الحارة الشامية القديمة ومعايشة لسلوك وتقاليد أبنائها، بحيث يكون الممثل قادراً على تجسيد الشخصية الشامية بشكل عفوي وصادق، ودون تكلف أو تصنع. وتعتقد لمى أن الدراما الشامية الشعبية أضافت نكهة مميزة للدراما السورية، وحققت نجاحاً كبيراً في الشارع العربي، إلا أنها أصبحت (موضة) وتعددت أعمالها في الموسم الواحد، مما سيؤدي لاحقاً إلى انحسارها. لذا فهي تقترح أن نحمي هذه النكهة المميزة، وأن نقدم عملاً شامياً واحداً في كل موسم يقدم حكايات جديدة عن مجتمع الشام القديم، شرط ألا تكون الحكاية مملة أو مكررة. خيارات متعددة إن قراءة في الأعمال الكثيرة التي شاركت فيها (لمى إبراهيم) تنبئ أن الفنانة الشابة كانت حريصة دائماً على تنويع الشخصيات التي تلعبها، فهي شاركت مع المخرج حاتم علي في مسلسله (صراع على الرمال)، ولعبت دور (العنود) التي تقع في حب (تيم حسن) الذي لا يبادلها الحب، وهذا ما يدفعها لمحاولة الانتقام. كما عملت مع المخرج باسل الخطيب في مسلسل (نزار قباني)، ولعبت فيه شخصية الجاسوسة التي جسدتها بإيحائية تعبيرية، كما اختارها المخرج المتميز نجدت أنزور لتؤدي دوراً أولاً في مسلسله (المارقون). ورغم ما يقال عن صعوبته وشدته، فإن لمى عملت مع مخرج الإثارة و(الأكشن) يوسف رزق في مسلسله (حاجز الصمت)، حيث أدت دوراً جريئاً جسدت فيه شخصية فتاة مصرية مريضة بالإيدز بسبب خطأ طبي، وكانت الشخصية صعبة ومركبة وغنية، لكنها لعبتها بنجاح. وحول الجرأة والإثارة تقرر لمى بحسم أنها لن تقدم أدوار إثارة أبداً، ولن تظهر بأي فيلم أو مسلسل بلباس البحر، لأن ذلك يتنافى مع تربيتها وتقاليد أسرتها، وتوضح أن الإثارة يمكن أن تكون بالإيحاء وهذا أمر مقبول، وأنها عملت بهذا الأسلوب في مسلسل (نزار قباني) ومسلسل (أعيدوا صباحي)، لكنها ضد المبالغة في المشهد. مغامرة المرأة الحديدية ربما كانت لمى إبراهيم واحدة من فنانات قليلات يغامرن بلعب دور فتاة دميمة أو بشعة، رغم جمالهن، وقد فعلت ذلك مع أسامة شقير في (مواسم الخطر)، حيث جسدت دور فتاة شرسة جداً ومريضة نفسياً. لأن هم لمى الدائم أن تجدد في الشخصيات التي تلعبها، وألا تتوقف عند نمط معين من الأدوار، وربما لهذا يقول كثير من النقاد إنها أصبحت أكبر من أدوارها، وربما لهذا السبب أيضاً تقول إنها امرأة حديدية ومستعدة لمواجهة أي موقف.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©