الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المصالح الغربية في ليبيا... هدف جديد للإرهابيين

17 يونيو 2012
تارا باهرامبور طرابلس - ليبيا أثارت سلسلة من الهجمات التي استهدفت مؤخراً دبلوماسيين غربيين ومنظمات دولية مخاوف من أن متطرفين يحاولون زعزعة استقرار أول انتخابات وطنية في ليبيا ما بعد الثورة. الهجمات شملت انفجاراً الأسبوع الماضي خارج مبنى القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد وهجوماً بواسطة قذيفة صاروخية هناك على موكب ينقل السفير البريطاني أسفر عن إصابة حارسين شخصيين. كما استهدفت الانفجارات أيضاً مكاتب للجنة الدولية للصليب الأحمر، وسيارة تابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى سيارات تابعة للسفارة البريطانية كانت تزور مدينة سبها الواقعة جنوب البلاد الأسبوع الماضي. مجموعة ليبية تدعى "كتائب الشيخ المسجون عمر عبد الرحمن"، أكدت مسؤوليتها عن بعض الهجمات، لكن من غير الواضح ما إن كانت كل الهجمات مترابطة، وما إن كانت عناصر من خارج ليبيا متورطة فيها، وإن كان خبراء يقولون إن الأشخاص المسؤولين عنها ليبيون على الأرجح. والجدير بالذكر أن عبد الرحمن، المعروف بالشيخ الضرير، هو رجل دين مسلم مصري الجنسية يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة بتهمة التآمر في قضية تفجير مركز التجارة العالمية عام 1993. أعمال العنف تأتي قبيل أسابيع من تصويت الليبيين لانتخاب جمعية وطنية ستختار بدورها حكومة مؤقتة ومجموعة من الأشخاص ستناط بها مهمة كتابة دستور للبلاد. وقد تم مؤخراً تأجيل تاريخ الانتخابات إلى السابع من يوليو المقبل. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال دبلوماسي غربي: "إن الانتخابات وشيكة، ولذلك، فإن بعض الأشخاص قد ينظرون إلى هذا الأمر باعتباره آخر فرصة لإثارة اضطرابات قبل أن تتولى حكومة حاصلة على تفويض شعبي قوي زمام الأمور"، ولكن عدا ذلك "فإننا نتابع سير حياتنا على نحو طبيعي". ومن جانبه، يقول عثمان بنساسي، مدير إدارة المجلس الوطني الانتقالي، إن السلطات الليبية تجري تحقيقاً حالياً في الهجمات، مضيفاً أنه لا يوجد دليل يفيد بتورط أجانب. ويقول بنساسي: "نعتقد أنها مجموعات إسلامية أصولية. لأنهم لا يريدون الاستقرار، ولا يريدون الديمقراطية"، مضيفاً أن الغياب الحالي لهيئة حاكمة متماسكة يسمح لمثل هذه المجموعات بالتحرك والعمل إذ يقول: "ليست لدينا سلطة تتخذ قرارات واضحة"، معبراً عن أمله في تحسن الأمور بعد الانتخابات. والجدير بالذكر أن عدداً من تنظيمات الإسلاميين في ليبيا تتبنى الانتخابات، حيث قامت بإنشاء أحزاب وتقديم مرشحين، غير أن مجموعات هامشية صغيرة تندد بالانتخابات باعتبارها غير إسلامية. وفي هذه الأثناء، رفض مسؤول من السفارة الأميركية التكهن بشأن الجهة التي تقف وراء التفجيرات، واكتفى بالقول إن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة الليبية زيادة في الإجراءات الأمنية بعد انفجار بنغازي، الذي ضرب جداراً خارجياً لمقر القنصلية، فحصلت عليها. الليبيون في الحكومة إضافة إلى المواطنين العاديين، عبروا عن الفزع من الهجمات. وفي هذا الإطار، قال الدبلوماسي الغربي: "إنهم لا يرغبون أن يصبح بلدهم مثل العراق، وأعتقد أنهم شعروا بالصدمة والقلق خلال الأسبوعين الماضيين"، مضيفاً أن معظم الليبيين يدعمون على ما يبدو خريطة الطريق إلى الحكومة الجديدة. وقال أيضاً: "إنهم يشعرون بخيبة أمل تجاه الحكومة الحالية، ولكن الأغلبية الساحقة تقبل الانتخابات باعتبارها أفضل طريقة لتحسين الأمور". يذكر أن أكثر من 80 في المئة من الناخبين المسجلين -نحو 2?7 مليون ليبي- يقال إنهم مسجلون في اللوائح الانتخابية. التكهنات بشأن من يقفون وراء أعمال العنف الأخيرة ركزت أيضاً على أتباع القذافي مصممين على إثبات صحة توقعاته من أنه من دونه، فإن ليبيا ستسقط في أيدي "القاعدة". ولكن محللين يقولون إنه رغم أن أهداف الهجمات -التي استهدفت البعثات الدولية- تشبه عمل "القاعدة"، فإن الطرق مختلفة. وفي هذا السياق، يقول "نومان بينوتمان"، المحلل في مؤسسة "كويليام فاوندايشن" الموجود مقرها في لندن: "إنه عمل هواة، وهو عادة ليس أسلوب القاعدة"، مضيفاً أن الهدف من الهجمات على ما يبدو هو "البعث برسالة إلى المجتمع الدولي مؤداها "إننا لا نحبكم، ارحلوا. إن ليبيا ليست مستقرة، ولا أحد يستطيع حمايتكم". ويعتقد "بينوتمان" أن مرتكبي الهجمات ليبيون شبان يشعرون بالارتباك بسبب ما ترمز إليه الانتخابات إذ يقول: "إنهم ليسوا سعداء بالتطورات الجديدة، وبالمرحلة المقبلة، التي هي عملية سياسية خالصة"، مضيفاً "بعض الأشخاص، لا يستطيعون العمل في تلك البيئة -لأنهم لا يمتلكون المهارات- ولذلك، فإنهم يفضلون الإبقاء على الأمور كما هي، في حالة فوضى". غير أن العاصمة طرابلس تبدو هادئة ومستقرة، حيث يقوم رجال الشرطة بتنظيم حركة المرور، بينما يقوم عمال البلدية بتشذيب الأشجار، والرجال يتجمعون ليلاً لارتشاف الشاي على أسطح المقاهي والاستمتاع بنسيم الليل بمحاذاة ساحل البحر الأبيض المتوسط. وجلس رضوان، 32 عاماً، وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات، إلى طاولة ينظر بقلق إلى شاشة حاسوبه المحمول التي تُظهر صور متظاهرين في بنغازي يطالبون بتطبيق الشريعة. إنهم يخيفونه أكثر من أي من مشاكل البلاد الأخرى، كما يقول. يقول رضوان: "إنهم يريدون جعل ليبيا مثل أفغانستان والعراق"، مضيفاً "ولكننا لم نقاتل لعشرة أشهر حتى يأتوا ويرفعوا علمهم الأسود". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©