السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل سعيد: الحركة تكشف القيادة داخل الإنسان

أمل سعيد: الحركة تكشف القيادة داخل الإنسان
30 يناير 2010 21:02
القيادة لغة سامية يطمح إليها كل إنسان، لغة كل من يطمح إلى الأحسن، وهي تولد مع كل فرد، منها ما ينمو مع الزمن، ومنها ما يخبو مع توالي الأيام، وتظل موجودة في دواخل الإنسان إلى أن تجد من يوقظها يوماً. هذا ما تتحدث عنه أمل حسن سعيد، مدربة لياقة بدنية تطور ودفاع عن النفس بشرطة أبوظبي، حيث تقول: قبل كل شيء يجب التساؤل: كيف يتم تطوير الذات عن طريق الرياضة؟ كل مهنة تختلف لغتها عن الثانية، وكل شخص يختلف عن الآخر في تركيبته العقلية وبنيته الجسمانية، وكل رجل يختلف عن الثاني، وكل امرأة تختلف عن أخرى، فسيكولوجية المرأة تختلف عنها عند الرجل، إذ يأتي عليها تغير كلي في الحالة النفسية في بعض الفترات، والرياضة في هذه الحالة تعطي التوازن النفسي وتحقق الاسترخاء، وتساعد على صقل المهارات كذلك، فمثلاً كل نوع من الرياضة يخلق نوعاً من التوازن والاتزان النفسي، فـ«اليوغا» تساعد على الاسترخاء وتعطي دافعية للفرح والسعادة، والمتعارف عليه أن المرأة الحامل تمر بحالات اكتئاب شديدة خلال حملها، لهذا فـ «اليوغا» تساعد على التنفس الجيد. عن طريق الرياضة تضيف أمل: نرجع لتطوير الذات عن طريق الرياضة، ما الهدف من تطوير الذات عن طريق الرياضة؟ الهدف هو الرضا الذاتي الذي يجب أن يحصل عليه كل فرد، فتحسين صورة الجسم عند المرأة، وصقل المهارات هو تطوير وتحسين للأداء النفسي، ومن ثم تطوير للأحسن، فالرياضة هي لغة العصر، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالشعور بالرضا والارتياح، والشعور بالرضا عن النفس يحسن الأداء. وبالإضافة إلى الرياضة فإن التغذية هي لغة ثانية من لغات تطوير الذات، حيث سيطرت الأمراض نتيجة عدم ممارسة الرياضة، وتناول الأكل غير الصحي، فكل الأنظار تتجه إلى تطوير الذات عن طريق الرياضة والتغذية الصحية هذه الأيام. طفولة ورياضة تتحدث أمل عن الرياضة وأثرها في تنشئة الأطفال فتقول: لنتحدث عن المراهقة والطفولة وتغييب الرياضة في هذه المرحلة، حيث ثمة أمراض شائعة في هذا العصر تنخر في عظام هذا الجيل، نظراً لعدم ممارسة الرياضة وتناول الطعام غير الصحي، وكل هذا يؤثر طبعاً على الصحة النفسية للشخص، حيث يشعر الطفل بالخمول والكسل، وعدم إقباله على الحياة. والهدف من تطوير الذات عن طريق الرياضة هو البحث في دواخل نفس الفرد عن الهدف المنشود من حياته في وقت معين، وكذلك بث الثقة في النفس، وتعلم التفكير الإيجابي، وإزاحة الستار عن الطاقات العقلية والبدنية الكامنة في صدر كل إنسان، ولابد للرياضة أن تكشف روح القيادة وقوة العزيمة داخل الممارس لها، وتكشف ملكاته الشخصية، فـ«اليوغا» مثلاً تؤكد الاتزان والصبر، وتقوي قوة التحمل والجلد عند الشخص، وتضيف أمل: مثلاً أنا عندما بدأت الرياضة اكتشفت داخلي قوة الإرادة والصبر والمثابرة والاستمرارية والإصرار، وهذه العناصر وجوه أخرى للنجاح، فاكتشفت ملكة الصبر داخلي التي كنت لا أدركها سابقاً، ذلك أنَّ لكل إنسان ملكات في دواخله لا يعرفها، والمجال مفتوح في الرياضة ليكتشف المرء طاقاته المكبوتة، وهناك أيضاً بعض الرياضات التي يمارسها الإنسان، وهي تعبر عن تحدي النفس والجسد، وهذه الرياضة تعطي كثيراً من الراحة النفسية، وخصوصاً عند فئة معينة، مثل كبار السن، فاليابانيون مثلاً لا يتخلون عن هذه الرياضة، وهم يشعرون بتحسن كبير في مجال التفكير والذكاء، والإشباع الداخلي والرضا، وجميعها عوامل تعزز أهمية الفرد لنفسه وتقديرها، وذلك يتحقق بصورة خاصة من خلال الرياضة بمختلف أقسامها، فهي تمنح الثقة بالنفس، وتكشف الملكات الداخلية، السكواتش مثلاً هي الرياضة المفضلة عند الرؤساء لضبط النفس، وتعود على اتخاذ القرار السريع والحاسم، فتحديد اتجاه الكرة ليس بالأمر الهين، وهذا من شأنه أن ينقل قوة البديهة لاتخاذ القرارات الحاسمة. ملكات الرياضة كذلك تفيد أمل سعيد: إن تمارين الاسترخاء تعزز الثقة بالنفس، وتضبط سلوك المنفعل، لهذا تساعدك هذه التمارين على مواجهة الشخصيات المعقدة، حيث تواجهها بكل برود لتجبرها على تقديرك واحترامك. فالناس بكل فئاتهم يجب أن يمارسوا بعض التمارين التي تناسب ميولهم المهنية، وليتعلموا بعض المهارات عن طريق الرياضة، وفي ذلك خدمة للمجتمع، فالسؤال هنا يقول: لماذا نجد في نفس المجموعة البشرية الواحدة من يبدع ويتألق، في حين يفشل الآخرون؟ فأي فرد في دواخله نوع من القيادة، إلا أنها تخمد لدى بعض الناس، ومنهم من يكتشفها ويرعاها فيعشق ما يقوم به، ومن جهة ثانية هناك من يجد من يثني عليه ويشجعه، فيتحسس خيط النجاح ليتبعه، وينسج منه ثوب التميز والقيادة، حينها يكتشف الشخص ملكاته الداخلية، وبهذا فالثناء في المجال الرياضي يجعل الإنسان متألقاً في أي مجال آخر يعمل به، فتحسين المستوى واكتساب مهارات يضفي الكثير من التألق، ذلك أنَّ لكلِّ إنسان نقطة قوة إن اكتشفها وطورها عرف طريق التألق، ومن عرف نقاط الضعف في دواخله، وتواكل ولم يحاول رفع هذه المعوقات، فإنه يساهم في تراجع مستواه المعرفي والحياتي. القيادة تضيف أمل: عند التحاق أي شخص بإحدى الدورات التدريبية في مجال الرياضة فإنها تكتشف القائد داخله، وملكات عدة فيظهر حماسه وسرعة حركته وردود فعله وقابليته لتقبل رأي الآخر وتفوقه وحماسه وقوة استمراره في الاندفاع نحو الأفضل كل ذلك يعطي انطباعاً عن المتدرب، كقدرته على الإبداع والخلق وبالتالي يحسن الشخص نظرته لنفسه التي تتغير تدريجياً فيقدر ذاته ويعطيها أهمية، ومن هنا يصبح الشخص قادراً على تحمل القرارات الناجحة وإنتاج أفكار خلاقة. طور نفسك ثم طور كل من هم حولك من هذا المنطلق تتحدث أمل عن تطوير النفس من خلال الرياضة وتقول: لابد للأب والأم أن يكونا قدوة للطفل حيث يجب أن يمارسا الرياضة ويجعلا أولادهما يحبون ما يكشف عما بدواخلهم من طاقات، فالطفل يحمل طاقات جبارة يريد فقط من يساعده على تصريفها في الاتجاه الصحيح، الاتجاه الذي يفيد الطفل ولا يدمره، وكل فرد بطبعه قائد، فالأم قائدة في بيتها والأب كذلك لهذا يجب إعطاء الطفل مساحة واسعة ليكشف مهاراته الدفينة، كما أنصح بالرياضة في المدارس ليس كترفيه ولكن كمنافسة، ليدخل في إطارها بطولات مدرسية قد تخلق أبطالاً كباراً، ويجب كذلك أن تدخل في المجموع لتحفز وتعمل على خلق جو تنافسي، أما أن يترك الطفل للألعاب الإلكترونية والتلفزيون فهذا يدمر كل قواه العقلية والبدنية ويجعله منفصلاً عن ذاته لا يطورها ولا يكتشفها، وهذا من أصعب ما يتلقاه شبابنا اليوم لهذا يعاني هذا الجيل من الأمراض والكسل والتواكل، والعنف لا يجعله يفرغ شحناته الداخلية مما يفقده القدرة على التركيز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©