أورينت برس ـ خاص:
متحف تجد فيه كل أشياء الكارثة، ولكن ربما من أجل أن تشتري في نهاية المطاف سيارة··· 'مازدا'·
هذا في الأرخبيل الياباني حيث لا تزال الذاكرة، ورغم كل شيء، تتأجج بذلك الحدث الذي وقع في السادس من أغسطس 1945: قاذفة ب ـ ،29 حلقت على علو 600 متر فوق وسط مدينة هيروشيما وألقت تلك القنبلة التي أحدثت ضوءاً باهراً·
قبل ذلك بيوم واحد، كانت السلطات العسكرية في المدينة قد طلبت من شركة 'مازدا' إرسال 200 من عمالها للمشاركة في تدمير المباني القديمة في وسط هيروشيما، ثم إحراقها، لغرض استراتيجي هو إطلاق تلك الكمية من الدخان التي تحول دون الطائرات المعادية ورؤية أهدافها·
معظم هؤلاء العمال قضوا في اليوم التالي· من كان في وسط المدينة من السكان على قيد الحياة اندفعوا هيستيرياً نحو العراء· مصانع مازدا تبعد 5,3 كيلومتر عن مركز الانفجار، لكن 454 من عمالها لقوا حتفهم أو أصيبوا بجراح بالغة، ومع ذلك فإن الآلاف استقروا في غرف المصنع وراحوا يعالجون في قسم الخدمات الطبية فيه والذي كان مخصصاً لمستخدمي الشركة فقط، هذا قبل أن تنتقل إدارة المدينة بكاملها الى المكان بعد يومين من القنبلة·
الشركة التي كان اسمها 'طوكيو كوغيو' كانت قد بدأت نشاطها في عام 1920 بصناعة سدادات الفلين، ثم في عام 1929 بإنتاج آلات لصناعة المعدات قبل أن تنتقل الى صناعة السيارات في عام ،1931 وهي أول شركة تستخدم الخط البحري في نقل منتجاتها داخل اليابان أو باتجاه الصين، ودون أن تتوقف عن صناعة الآلات والقوالب·
الآن، متحف لما حدث في تلك الأيام، جنباً الى جنب مع السيارات التي كانت تنتجها الشركة· والحقيقة أن الشركة تتجاوز ذلك الى إضاءة الوضع الصناعي لتلك المدينة وقت تدميرها ومقتل 130 ألفاً من سكانها من أصل 230 ألفاً·
عدد اليوم
