الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله بن حذافة .. صاحب الدعابة والفكاهة

عبدالله بن حذافة .. صاحب الدعابة والفكاهة
4 يوليو 2014 01:00
أحمد مراد (القاهرة) كان الصحابي الجليل عبدالله بن حذافة السهمي القرشي من السابقين الأوائل إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة، وشهد بدراً، وشهد فتح مصر وتوفي بها في خلافة عثمان بن عفان سنة 33 هجرية. وعُرف ابن حذافة - رضي الله عنه - بالدعابة والفكاهة، ومن مداعباته وفكاهاته، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث علقمة بن مجزز على بعث وأنا فيهم. فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم وأمر عليهم عبدالله بن حذافة بن قيس السهمي، فكنت فيمن غزا معه فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعاً. السمع والطاعة فقال عبدالله «وكانت فيه دعابة» أليس لي عليكم السمع والطاعة ؟ قالوا بلى. قال فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟ قالوا نعم. قال فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجزوا. فلما رآهم واثبين قال أمسكوا على أنفسكم. فإنما كنت أمزح معكم. فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي فقال رسول الله: «من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه». وعن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما- في تفسير قول الله تعالى «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم». قال نزلت في عبدالله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه النبي - عليه الصلاة والسلام - في سرية في السنة السادسة للهجرة، حين عزم النبي - صلّى الله عليه وسلم - أنْ يبعث طائفةً من أصحابه، بكتبٍ إلى ملوك الأعاجم، يدعوهم فيها إلى الإسلام، أرسل عبدالله بن حذافة إلى كسرى ملك الفرس، فجهز ابن حذافة راحلته، وودَّع صاحبته وولده. أمر كسرى وانطلق رضي الله عنه ليقطع الصحارى وحيداً، بلا مؤنسٍ أو معينٍ، ولما بلغ ديار فارس، استأذن بالدخول على ملكها، وأخطرَ الحاشية بالرسالة التي يحملها له، عند ذلك أمر كسرى بإيوانه فزُيِّن، ودعَا عظماء فارس لحضور مجلسه فحضروا، ثم أذِنَ لابن حذافة بالدخول عليه، ودخل عبدالله بن حذافة على سيد فارس، مشتملاً شملته الرقيقة، مرتدياً عباءته الصفيقة، عليه بساطة الأعراب، لكنه كان عاليَ الهمَّة، مشدود القامة، تتأجج بين جوانحه عزَّةُ الإسلام، فما إن رآه كسرى مقبلاً، حتى أومأ إلى أحدِ رجاله أن يأخذ الكتاب من يده، فقال: لا، إنما أمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن أدفعه إليك يداً بيد، وأنا لا أخالف أمر رسول الله، فقال كسرى لرجاله: اتركوه يدنو مني، فدنا من كسرى حتى ناوله الكتاب بيده، ثم دعا كسرى كاتباً عربياً مِن أهل الحيرة، وأمَرَه أن يفضَّ الكتاب بين يديه، وأن يقرأه عليه، وغضب كسرى من رسالة النبي، فجلب الرسالة من يد كاتبه، وجعل يمزِّقها ثم أمر بعبد الله بن حذافة، أن يُخًرَج من مجلسه، فخرج. خرج عبدالله بن حذافة من مجلس كسرى، وهو لا يدري ماذا يفعل؟ أيُقتَل أم يترك حراً طليقاً، لكنه ما لبث أن قال: واللهِ ما أُبالي على أي حالٍ أكون بعد أن أدّيتُ كتاب رسول الله وركب راحلته وانطلق، ولما سكت عن كسرى الغضب، أمر بأن يُدخل عليه عبدالله فلم يجدوه، فالتمسوه، فلم يقفوا له على أثر، فطلبوه في الطريق إلى الجزيرة، فوجدوه قد سبق، فلما قدم عبدالله على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم-، أخبره بما كان من أمر كسرى، وتمزيقه الكتاب، فما زاد عليه الصلاة والسلام، على أن قال: «مزَّق الله ملكه». أسره الروم ومن مناقب عبدالله بن حذافة عن أبي رافع قال: وجَّه عمر بن الخطاب جيشا إلى الروم، وفيهم رجل يقال له عبدالله بن حذافة من أصحاب النبي، فأسره الروم فذهبوا به إلى ملكهم فقالوا: إن هذا من أصحاب محمد. فقال له الطاغية: هل لك أن تتنصر وأشركك في ملكي وسلطاني؟. فقال له عبدالله: لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت. قال: إذا أقتلك قال: أنت وذاك. قال: فأمر به فصلب، وقال: للرماة: ارموه قريباً من يديه قريباً من رجليه وهو يعرض عليه أن يتنصر وهو يأبى، ثم أمر به فأنزل ثم دعا بقدر وصب فيها ماء حتى احترقت ثم دعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقي فيها وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى، ثم أمر به أن يلقى فيها فلما ذهب به بكى فقيل له: إنه بكى فظن أنه رجع فقال: ردوه فعرض عليه النصرانية فأبى. قال: فما أبكاك إذا؟ قال: لا ترى أني بكيت جزعاً مما تريد أن تصنع بي، ولكني بكيت حيث ليس لي إلا نفس واحدة يفعل بها هذا في الله، كنت أحب أن يكون لي من الأنفس عدد كل شعر فيّ ثم تسلط علي فتفعل بي هذا. قال: فأعجب منه: وأحب أن يطلقه فقال: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك؟ قال عبدالله وعن جميع أسارى المسلمين؟ قال: وعن جميع أسارى المسلمين. قال عبدالله: فقلت في نفسي عدو من أعداء الله أقبل رأسه يخلي عني وعن أسارى المسلمين لا أبالي فدنا منه وقبل رأسه، فدفع إليه الأسارى فقدم بهم على عمر فأخبر عمر خبره فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبدالله بن حذافة وأنا أبدأ فقام عمر فقبل رأسه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©