الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

على مائدة الحب

7 أكتوبر 2017 23:35
قبل أيام دعاني صديق لعشاء ولقاء ودي مع بعض زملاء وأصدقاء الدفعة الجامعية في جلسة شبابية ساخنة لا تخلو من الانفعالات التي بلغت حد التجريح، فحساسية الموضوع الذي طرحهُ أحدهم شكلت عائقاً أمام استمرار النقاش بشكل منظم، وتباينت الآراء. بدأت القصة عندما سأل الأول الثاني عن سبب شروده الذهني وعدم رغبته في تبادل الحديث وتكفل الثالث بالإجابة قائلاً إنه يعاني وعكة الحُب، ما جعل السائل يضحك بصوت عالٍ ناعتاً إياه بأنه لا يفهم في الحياة شيئاً ويعيش وهم الحُب، مضيفاً إلى هذا الوصف أنه في مُدن الحداثة والمال والأعمال يتلاشى الحُب حتى الاختفاء ويذهب هدف تكوين الأسرة أدراج الرياح! وهذا ما فجر النقاش وفتح الباب على مصراعيه، أعقبهُ تعليق الشخص المعني بالإجابة بالرد والقول «أنا لست أحمق مثلك» موجهاً كلامهُ للسائل، الذي هو أيضاً لم يتوقف عن الدفاع عن نفسه بالقول أنت تعيش الحُب الزائف في مكان لم يعد الحُب فيه لهُ «مكان» فانظر إلى حجم الشتات الذي حل بك بسبب حماقاتك واحسب كم مرة أتيت لتفتح صفحة جديدة، وراقب تصرفاتك التي هي بعيدة كل البعد عن كينونتك، افتح بصرك وعقلك جيداً لترى الذين من حولك لتدرك من هم وكيف صنعوا. لكل وجهة نظره التي هي محل تقدير واهتمام، ولن أخوض في التفاصيل الكثيرة والقصص التي تم سردها والتجارب والأمثلة التي تطرق لها بعض الحضور، فليست هنا الإشكالية على الرغم من أهمية ودرجة خصوصية ما قيل، ولكن ما دعاني للتطرق لمثل هذا الشأن هو حجم الشتات الذي يعيشه الشاب، وفقدان ثقة الرجال بالنساء والعكس أيضاً ومدى تأثير ذلك على بناء الأسرة التي هي نواة تكوين المجتمع. نحن في مجتمعنا العربي ما زلنا في جدال مستمر وأزلي حول الزواج التقليدي والزواج بالحب، ومدى نجاحه، ولكن ما طرأ اليوم أو بالأحرى ما طرحه البعض في النقاش يعود إلى نقطة الصراع بين التمسك بالتقاليد في ظل الحداثة الجارفة لمن يقف في طريقها والتقدم ومسايرة العصر، ما يعني أننا أمام شخصية غير واضحة المعالم تعيش صراعها الداخلي وتنقله لمجتمعها، وينعكس هذا الشتات على سلوكيات ونمط الحياة الذي بدوره يخلق صورة جديدة للأجيال القادمة يتخذونها لأنهم وجدوها جاهزة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن وصف هذه التناقضات الفكرية إذا صح التعبير بأنها مشكلة شبابية قائمة أم أنها حالة اعتيادية أم ظاهرة تهدد فكرة بناء الأسرة؟ عبدالناصر أبوعلي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©