الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبير فني يحذر من التسول الإلكتروني والمواقع الوهمية

خبير فني يحذر من التسول الإلكتروني والمواقع الوهمية
14 سبتمبر 2010 21:18
اختلق بعض الناس لأنفسهم عاهات مستديمة لاستدرار عواطف الآخرين وجلب تعاطفهم سعياً وراء المال، بل هناك من أجر طفلاً صغيراً أو طفلين توأمين لتحقيق تعاطف أكبر، واختلفت طرق التسول من بلد لآخر، لكن يبقى الهدف واحداً هو تحقيق ربح مادي، وقد لا يكونون كلهم محتالين، ولكن حتما الكثير منهم كذلك، وفي الجانب الآخر هناك الكثير مما يغلب تعففه على فاقته وقلة ذات يده ولا تصل الناس احتياجاته. هكذا تختلط الأمور على المتصدق أو المتبرع، حيث تكشف نشرات الأخبار يومياً أعداداً ممن يتسولون عن طريق الاحتيال، ومن جهة أخرى تعتبر هذه الطرق قديمة نسبياً، أما اليوم فظهرت أخرى باسم أناس آخرين ولصالحهم، وتطورت بسرعة تحاكي التطور الإلكتروني، حيث خلق بعض الأشخاص عناوين ومواقع إلكترونية طلباً للتبرع، حيث تدعي أنها تجمع تبرعات لبعض المنكوبين، وبعض المحتاجين ولضحايا الحروب والفيضانات. هناك من يصدق هذه الدعوات للتبرع ويتعاطف مع المنكوبين والمشردين المزعومين، وهناك من يشكك ويرفض التبرع عن طريق المواقع الإلكترونية وفي بعض الحسابات المختلقة. احتيال إلكتروني في هذا الإطار يقول سعيد محمد: جاءني اتصال أيام العيد من رقم مجهول، وظننتها مكالمة خارجية، وحين أجبت كلمني أحدهم وقال: أحمل لك رسالة وهي أمانة لك: قلت له تحدث: فقال: إنها رؤيا وأخاف عليك من عدم تنفيذها، لقد رأيتك تتبرع لأحد الأشخاص بالمبلغ الآتي (...)، حينها بدأت أشك في الأمر، فكل حديث عن الأموال قد يكون مشكوكاً بأمره، هكذا حاولت إقفال الهاتف وإنهاء المكالمة، لكنه في كل حين يقول إنها أمانة وأخاف عليك من عدم تنفيذها. تقول سناء محمد إنه لا يمكنها التبرع بهذه الطريقة، أي الإلكترونية، وتضيف في السياق نفسه: لا يمكنني الوثوق في أي جهة وأتبرع لها لصالح منكوبي الفيضانات أو المحتاجين حول العالم، وذلك لسبب بسيط؛ لأنها وسيلة غير آمنة، وغالباً ما تكون هذه الواقع وهمية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه عندما تتبرع فإنك حتماً ستدلي برقم بطاقتك، وهذا يعرضك لكثير من المخاطر، إذ يمكن قرصنة كل المعلومات والعبث بها، وتؤكد سناء أنها لن تتبرع إلا لجهة معلومة، وتقول في هذا الإطار: إذا أردت التبرع فإنني سأقصد «الهلال الأحمر» التي أثق فيها وفي كل ما تقوم به حول العالم، كما أنني إذا أردت التبرع لجهات أخرى فأفضل الذهاب بشكل مباشر ولا أوكل الأمر لأحد ما. عن هذه الظاهرة التي تنامت في الآونة الأخيرة، يقول الدكتور معتز كوكش، خبير تقنية المعلومات ومدير عام مجموعة ازتك بدبي، عن سلبياتها وإيجابياتها وما تحمله من جديد: تتنامى هذه الظاهرة وتكثر مع بعض المناسبات، حيث تكبر الرغبة في العطاء وحب الخير، وتقترن الأعمال الخيرية غالباً بموسم الصدقات مثل صدقة الفطر أو وقت إخراج الزكاة أو حتى ضمن الكوارث الطبيعية، كما حصل مؤخراً في باكستان، ولهذا الغرض برزت قنوات جديدة للصدقات والتبرعات، مع التطور السريع في التقنية، يمكن تسميتها بالصدقات الإلكترونية أو التبرعات الإلكترونية إن صح التعبير. جهات وهمية يضيف معتز كوكش: مع التقدم التقني في مجال الاتصالات و المعلومات، وتأثيرها على حياتنا وأساليب التواصل الإنساني والاقتصادي والاجتماعي، اتجهت بعض الجمعيات الخيرية والجهات غير الربحية والاجتماعية لإنشاء مواقع إنترنت لها، إذ تقوم بالتعريف بأنشطتها وأعمالها وإعلاناتها، وتدعو للتبرع لها، وتضع طرق المساعدة الممكنة لكل جهة، وكان ذلك نتاجاً طبيعياً لتطور طرق التبرع، فعوضاً عن الطريقة التقليدية في التبرع القائمة على جمع التبرعات المالية أو العينية، برزت عدة طرق تقنية، مثل الخدمات المصرفية على الإنترنت، ورسائل الهاتف المتنقل، والدعوات عبر البريد الإلكتروني، حيث تهدف جميعها إلى إتاحة المجال لأكبر شريحة من المجتمع للتبرع وإيصال هذه التبرعات بسرعة وسهولة. ويتساءل كوكش عن الأمور التي يجب مراعاتها قبل التبرع لتلك المواقع، ويضيف في هذا الإطار: هل من مخاطر للتعامل مع هذه المواقع خاصة مع سهولة إنشاء مثل تلك المواقع على الانترنت؟ ويجيب كوكش: إنه أصبح في مقدور الأشخاص العاديين إنشاء مثل تلك الصفحات والقيام بجذب الأشخاص عن طريق استفزاز مشاعرهم بصور قد تكون قديمة وتعود إلى التسعينات، وهل يقتصر عمل الخير بالتبرع النقدي؟ وهل فعلا ساهمت الانترنت والتقنيات الحديثة في دعم بالأعمال الخيرية خاصة بشهر رمضان؟ تفصيل مهم يجيب معتز كوكش عن كل تلك الأسئلة ويقول: كثرت بالآونة الأخيرة انتشار مواقع انترنت تعمل على الشبكة وتدعي أنها تابعة لجمعيات خيرية، وكما يعلم الجميع فإن عملية إنشاء موقع إلكتروني لا تحتاج إلى مجهود أو مصروف، وتهدف تلك المواقع على الانترنت فقط لجمع الأموال واستغلالها بأوجه غير صحيح، كما أنه يمكن أن يكون لها هدف غير مشروع، وهو سرقة معلومات البطائق الائتمانية ويضيف كوكش: إن تلك المواقع الآخذة بالانتشار تروج لنفسها عن طريق استفزاز مشاعر الناس، وتكثر هذه الظاهرة خلال مواسم الصدقات، حيث يتجه الناس لفعل الخيرات ويسهل استدرار عواطفهم، ومن قبيل هذه المناسبات مثلاً رمضان والأعياد الدينية، وحصول بعض الكوارث ينجم عنها مشردون وأرامل وأطفال يتامى، وذلك بإرسال رسائل بريد إلكتروني لصور محزنة، كتلك التي ما زالت تستخدمها تلك المواقع لاستفزاز المشاعر، بهدف دفعنا للتبرع لهم، علماً بأن هذه الصورة قديمة جداً وترجع إلى التسعينيات، ومن بين أصحاب تلك المواقع من يدعي أنهم التقطوا الصورة في الصومال، وآخرون يدعون أنهم التقطوا الصورة في تشاد ومنهم من يقول السودان، لكن الله أعلم بمن التقط الصورة وأين التقطها. ويؤكد كوكش: أنا لا أجمع أن كل المواقع الخيرية على الانترنت هي وهمية، لكن الدراسات الأخيرة أثبتت أن عملية الاحتيال الإلكتروني عن طريق تلك المواقع آخذة بالارتفاع، ونجد أن الموضوع امتد لأن نتلقى اتصالات من أشخاص وهميين ومجهولين، يطلبون منا دفع أموال لإعانتهم كما حصل في الفترة الأخيرة، خاصة بعد حرب غزة، حيث كثرت الاتصالات التي تأتينا من الخارج، ويدعي أصحابها أنهم من غزة ويطلبون مساعدة مالية، علماً بأن كثيراً من الناس حصل معهم هذا الموقف نفسه، مما يدل على أن الموضوع تقف وراءه جهات منظمة مشكوك في أمرها. بعيداً عن العواطف يوضح كوكش: نحن مع التبرع عن طريق الانترنت وذلك لسهولته، ولكن ينبغي أن نتأكد من تلك الجمعيات، إن كانت مسجلة في الدوائر الحكومية مثل الأوقاف مثلاً أم لا، ويجب أن لا نندفع وراء عواطفنا بمجرد مشاهدة صور قديمة أو شعارات قديمة، وإذا تأكدنا أن الجمعية حقيقة أو مسجلة فينبغي أن تحافظ هذه الجمعيات على خصوصياتنا، وأن لا تبيع أو تنشر بيانات المتبرعين كما حصل منذ فترة قصيرة، إذ قام صديق لي بالتبرع لجمعية خيرية ووضع اسماً مستعاراً، إضافة إلى بريده الإلكتروني، وفوجئ بعد 48 ساعة بقيام جمعيتيين خيريتين بالاتصال به على البريد الإلكتروني نفسه، وبالاسم المستعار نفسه، وهذا ما يسمى اختراقا وعدم احترام الخصوصية. وأيضاً إذا تأكدنا أن الجمعية حقيقية ينبغي التأكد من الأشخاص القائمين عليها، وإلى أين تذهب أموالنا، خاصة أن التبرع على الانترنت كسر جمود الحدود والحواجز، فأصبح بإمكان الأشخاص في الإمارات التبرع بضغطة زر واحد لأشخاص خارج نطاق الدولة. ويختم كوكش: كما أنه تردنا إيميلات من جمعيات خيرية خارج الدولة وتطلب منا التبرع لمنكوبي فيضانات باكستان ولا أحد يعلم من يقف خلفها وهل هي حقيقية أم لا، فلا يجب الانسياق وراء الصور والعبارات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©