الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحقيبة المدرسية قنبلة موقوتة تفجّر آلام الظهر والعمود الفقري

الحقيبة المدرسية قنبلة موقوتة تفجّر آلام الظهر والعمود الفقري
14 سبتمبر 2010 21:21
فتحت المدارس أبوابها، وعدنا للحديث الذي لا ينتهي، عنها.. نفس الكلام يتكرر كل عام، وذات الهموم تتفتح من جديد، حول شراء الكتب والزي المدرسي وأدوات القرطاسية وغيرها وغيرها، أما همّ الحقائب المدرسية فحدّث ولا حرج.. وإذا ما تجاوزنا موضوع الشكل والأسعار، فيبقى موضوع الأثقال التي يحملها الطفل على كتفيه في كلّ يوم دراسي والذي لم يوجد له حلّ لغاية الآن، فكم من الدراسات والأبحاث الطبية أوصت بضرورة الانتباه إلى الحقيبة المدرسية التي يحملها الطفل على ظهره يومياً وعدم المبالغة في وزنها، ومع ذلك نجد أن قلة من مدارس الدولة هي التي تولي اهتماماً لهذا الأمر، بل إنها تتنافس في زيادة أعداد الكتب وتحمّل الطالب وزناً يفوق قدرته على التحمل، حتى بات أمر الحقيبة يحتاج إلى تدخل من الدولة كما حدث في بعض الدول الأوروبية. تقول أسماء سري الدين: «بالحديث عن العودة للمدارس يتبادر إلى ذهني فوراً منظر طفلي الصغير وهو يحمل حقيبته المدرسية على ظهره، فهذا المنظر يؤلم قلبي، ولهذا أحرص على مرافقته من وإلى الباص يومياً حتى أخفف من حمله، فالحقيبة ممتلئة بالكتب وكأنه طالب جامعي وليس تلميذاً في الصف الثاني الابتدائي». من جانبه يتحدث علاء ميسرة مشيراً إلى أن الحقيبة المدرسية أصبحت ممتلئة بالكتب الثقيلة، وما عادت مثل حقائبنا أو كتبنا في السابق، ولذلك فإنه يخشى على أطفاله من حملها، موضحاً أن كلّ ما يمكنه فعله هو مرافقتهم لشراء الحقائب المدرسية كي يساعدهم في انتقاء نوعيات جيدة وصحية لا تحمل على الظهر وإنما تجر بالعجلات. أما أم راشد فقد ارتأت حلاً آخر لمشكلة الحقيبة تمثل في نقل ابنتيها إلى مدرسة أخرى من أهم مميزاتها أنها تحتفظ بكتب الطلاب المدرسية في الصف لتعيدها معهم في نهاية الأسبوع، وبهذا أراحت طفلتيها من هم حمل الحقيبة المليئة بالأثقال. لقد دفع ثقل وزن الحقيبة المدرسية ومضارها الكبيرة على العمود الفقري للطفل، بالناس للإقبال على شراء الحقائب التي تجرّ بالعجلات لاعتقادهم أنها أخفّ وطأة، غير أن عامل الشكل واللون ظلّ هو العامل الرئيسي والمحدّد لاختيار الحقيبة لدى الغالبية من الناس، كما يؤكد عمر ناصر بقوله إن شكل الحقيبة وألوانها وماركتها تدفع الطفل لطلب حقيبة معينة بصرف النظر عن مواصفاتها الصحية والطبية، ويبقى دور الأهل يتمحور في نصح الأبناء لانتقاء الأجود. انحناء العمود الفقري يلفت الدكتور عبد الكريم مسدي، أخصائي مفاصل وعظام إلى أنّ ثقل وزن الحقيبة المدرسية يعرض الأطفال لآلام مختلفة في الرّقبة والذّراعين والكتفين والظّهر، إذ إن عمودهم الفقري يتشكل في هذه السن. مضيفاً أن حمل الحقيبة على الظهر ربما يتسبب بحدوث انحناء العمود الفقري إلى الأمام، أما إذا ما حملت على الكتف باستمرار فإن ذلك قد يؤدي إلى انحراف في العمود الفقري أو إلى سير الطفل بطريقة غير طبيعية، ولذلك فلا ينبغي أن يزيد وزن حقيبة الطفل على 5 كيلوجرامات بالنسبة للأطفال فوق سن العاشرة، أما بالنسبة للأطفال دون هذه السن فبالتأكيد يجب أن لا تتجاوز كيلوجرامين. من جهة أخرى توضح أخصائية العلاج الطبيعي، نجوى فضل طه، أن الأسلوب المجدي للوقاية من انحناءات الظهر، يتمثّل أوّلاً في عدم حمل الطّفل حقيبةً ثقيلة خاصّةً في سنواته الدّراسيّة الأولى، ويكفي ثلاثة أو أربعة كتب، وثانياً ضرورة أن يعتاد الطّفل على حمل الحقيبة بطريقة صحيحة بحيث لا يستسلم لثقلها ويميل بجسمه معها، بل يحاول دائماً المحافظة على توازن واستقامة عموده الفقري. إلى ذلك، تؤكد نجوى أهمية أن يحمل الطفل حقيبة تتناسب مع حجمه ووزنه بحيث لا يزيد وزنها على 10 – 15 % من وزنه، وأن ينقّلها أثناء سيره من يده اليمنى إلى اليسرى، ثمّ يحملها على ظهره لفترةٍ ثالثة وذلك للحفاظ على تناسق الجسم وتوازنه، وفي حالة حمل الحقيبة على الظهر لمدة أسبوع مثلاً فعليه أن يحملها على بطنه في الأسبوع الذي يليه، وذلك لحماية عموده الفقري. أما بالنسبة للحقائب الطبية فتوضح نجوى، أنها جيدة وتحمي الظهر ولكن في حال كان الوزن معتدلاً، أما إذا كان حمل الحقيبة ثقيلاً فإنه لا أهمية لها. نصائح وتنصح أخصائية العلاج الطبيعي الأمهات بملاحظة مستوى أكتاف أبنائهم لاكتشاف أي تشوّهات في العمود الفقري، فإذا وجدت الأم اختلافاً بين الكتفين أو ميلاً في الرقبة أو عدم اتزان أثناء المشي أو ظهور تقوس في الظهر، فعليها استشارة الطبيب، إذ تشير الحقيقة الطبية إلى أن أكثر أنواع اعوجاج الظّهر والعمود الفقري شيوعاً ينجم عن حمل الأشياء الثقيلة على أحد الأكتاف وإذا تم تلافي أسبابه في بداية الطفولة، يصبح علاجه سهلاً عن طريق تمرينات للظهر واستعمال الأحزمة الخاصّة بالفقرات. أمّا المدرسة فيمكنها تقديم العون الأكبر لهؤلاء التّلاميذ، إمّا عن طريق التنسيق بين الطلاب بحيث يحمل كل تلميذ كتاب مادّة معيّنة والآخر كتاباً لمادّة أخرى، أو أن تخص كل تلميذ بنسختين من كل كتاب يستعمل إحداهما في المنزل والأخرى في المدرسة التي يمكن أن تؤمّن خزانةً صغيرة لكل طفل يضع فيها نسخة كتبه المدرسيّة، إضافةً إلى حاجيّاته التي يأتي بها من المنزل ويحملها مع حقيبته. أمراض وتشوهات ذكرت دراسة حديثة نشرت في فيينّا أن أمراضاً وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل قد ظهرت بين طلبة المدارس نتيجةً لعدد الكتب والكرّاسات التي يحملونها من وإلى المدرسة، وأحصت الدّراسة مجموع ما يحمله الطّفل النّمساوي سنويّاً من الكتب والدّفاتر بما يعادل ما بين 2 - 3 أطنان الأمر الذي دفع وزير التّربية والتعليم النمساوي لمطالبة المدارس بالتخفيف على الطلاب وتقليل عدد الكتب التي يحملونها، بحيث لا يزيد وزنها على 10 إلى 12% من وزن الطّفل. وقد أفاد خبراء سعوديون في العلاج الطبيعي بأن 80% من طلاب المدارس بالسعودية يعانون آلاماً في الظهر بسبب حمل الحقيبة المدرسية، مؤكدين احتمال ازدياد أعداد هؤلاء في حال استمرار العادات السلوكية الخاطئة.. وتقول دراسة طبية أميركية بعنوان «صلة الحقائب المدرسية بآلام الظهر عند المراهقين» إن آلام الظهر تتضاعف بصورة مثيرة خلال فترة المراهقة، بسبب حمل المراهقين لحقائب مدرسية مليئة بالكتب المدرسية الثقيلة وهو ما يتسبب في آلام شديدة في ظهر الطالب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©