محمد سيد أحمد (أبوظبي) - كان من أبرز التغييرات التي استبق بها نادي الوحدة نهاية الموسم الحالي إعلانه للتشكيل الإداري الجديد والذي أتى بمجلس إدارة لشركة كرة القدم بالنادي يضم نخبة من الشباب بقيادة عبدالله ناصر الجنيبي الوجه الشاب «القديم - الجديد» والذي وجدت عودته إلى النادي استحساناً كبيراً من محبي «أصحاب السعادة».
ومنذ إعلان التشكيل قبل 3 أسابيع، وانتظم مجلس الشركة في عمل متواصل ودؤوب لوضع خريطة عمله لكل ما يتعلق بكرة القدم بالنادي، وكان قد استبق ذلك عدد من الخطوات المبكرة في التحضير من استقطاب جهاز فني جديد والتعاقد مع لاعبين أجنبيين، فضلاً عن عدد من اللاعبين المواطنين لسد بعض الفراغات في الفريق الأول.
وقد أكد الجنيبي أنه وزملاءه في مجلس إدارة شركة كرة القدم سعداء بالثقة التي وضعها فيهم سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس النادي رئيس مجلس الإدارة، مبيناً أن كل العمل الذي تم وسيتم جاء وفقاً لتوجيهات ورؤية سموه لما ستكون عليه الحال في المستقبل القريب أو البعيد بالنسبة لكرة القدم في النادي ليس على صعيد الفريق الأول فقط، بل كل فرق النادي ومدارسه وأكاديميته وكل ما يتصل باللعبة من أمور أخرى سواء على صعيد التسويق أو التطوير، حيث يتابع سموه كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالنادي بشكل عام أو شركة كرة القدم.
قاعدة قوية
وأشار الجنيبي إلى أن الوحدة من الأندية المحظوظة بوجود بنية قوية، سواء من المنشآت أو اللاعبين بفضل السياسة الحكيمة لسمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي، عبر سنوات وضع فيها سموه كل مقومات النجاح للنادي، وفقاً لمنهاج علمي جعل النادي يقدم في كل موسم من المواسم موهبة جديدة، كما أن خيره فاض على كرة القدم بالدولة منتخبات وأندية بشكل واضح يؤكد أن الوحدة رافد مهم لكرة القدم في الدولة.
وأوضح الجنيبي، أنه وفقاً لتوجيهات سمو رئيس النادي، فإن من أهم الأشياء التي تسعى شركة كرة القدم إليها، هي خلق منظومة احترافية من حيث الفكر والآلية والبيئة المناسبة التي تجعل النادي في هذا الجانب يكون متكاملاً مستفيداً من تجاربه السابقة التي سيتم تطويرها، بحيث يتم الوصول إلى تحقيق الأهداف التي تكفل له التحول الكامل نحو الاحتراف في كل الجوانب.
أضاف أن من الأولويات وضع هوية واضحة للنادي تعبر عنه وعن تواصله مع الآخرين سيتم الكشف عنها بعد أن تتكامل بشكل نهائي، وهي تمثل سياسة النادي وكيفية تواصله مع الآخرين سواء جمهوره أو الإعلام أو المجتمع الرياضي بشكل عام، وأشار إلى أن هناك أهدافاً آنية يسعى مجلس الإدارة إلى تحقيقها وأخرى بعيدة المدى ستكون ضمن استراتيجية النادي التي بدأت ملامحها تتشكل.
وكشف الجنيبي أن المدافع الدولي حمدان الكمالي سيكون بشعار الوحدة الذي يرتبط معه بعقد حتى عام 2014 خاصة أن نادي ليون الفرنسي لم يتقدم بأي عرض لشراء اللاعب حسب الاتفاقية التي تمت وفقها إعارته لليون.
وقال الجنيبي: العمل الذي يتم الآن يؤكد أن الوحدة سيظهر بشكل جيد في الموسم الجديد، خاصة أن التحضيرات بدأت مبكراً له ومن قبل نهاية الموسم الماضي سواء على صعيد التعاقدات أو التجهيز للإعداد نفسه الذي سيكون موزعاً على مرحلتين غير منفصلتين، الأولى في أبوظبي تتخللها دورة دولية ودية ستكون بعد 20 يوماً من انطلاقة التدريبات في 15 يوليو المقبل، ثم بعد ذلك يكون المعسكر الخارجي الذي سينطلق بألمانيا بعد عيد الفطر المبارك وفقاً للبرنامج الذي تم وضعه من قبل إدارة الفريق والمدرب برانكو الذي وفق النادي في التعاقد معه في وقت جيد حتى يكون التنسيق معه تاماً في كل ما يتعلق بالفريق الأول.
وبسؤال الجنيبي عن المعايير التي تم بها اختيار المدرب، قال: الكرواتي برانكو مدرب له نجاحات واضحة لا تخطئها العين فكل الفرق التي دربها أحدث بها تطورا سريعا واضحاً بغض النظر عن إمكانياتها، ويمتلك دراية بالمنطقة، كما أن شخصيته تتناسب من حيث القيادة والرؤية الفنية مع ما يحتاجه الوحدة، لذلك كان الخيار المناسب، وأعتقد أن التعاقد معه موفق، ونتمنى أن يوفق في تحقيق الأهداف التي يسعى إليها الوحدة كناد كبير على الساحة المحلية في الموسم المقبل وعلى الصعيد الخارجي في الموسم الذي يليه، وهي فترة تعاقدنا معه.
وتابع: أيضاً حرصنا على أن يرافقه طاقمه الفني الذي كان مستمراً في العمل معه منذ وجوده في الصين، لذلك تم التعاقد أيضاً مع كل مساعديه لأن تكامل المنظومة الفنية وانسجامها أمر مهم وعامل مساعد في تحقيق الأهداف المرجوة. وذكر الجنيبي أن برانكو سيدشن مشواره رسمياً مع النادي في 10 يوليو، لكنه من الناحية العملية تسلم مهمته بالفعل، حيث يتم التنسيق معه بشكل كامل في كل الجوانب التي تتعلق بالفريق فنيا.
تجديد الروح
وعن النمساوي جوزيف هيكسبيرجر وتقييمه لما قدمه مع الوحدة، قال الجنيبي: الفريق يحتاج لتجديد الروح بعد 3 سنوات أمضاها هيكسبيرجر كمدرب له وحقق خلالها نجاحات متمثلة في حصوله على بطولتي الدوري والسوبر، ونحن نشكره على العمل الذي قام به وعلى تقديمه عدداً من الوجوه الجديدة من اللاعبين، كما أنه حقق أرقاماً متميزة من بينها عدم خسارته على ملعبه في موسمي 2009 - 2010 والموسم المنتهي، وهذا يحسب له.
وأضاف: وما يقال عن هيكسبيرجر يشمل الثلاثي البرازيلي بيانو وهوجو وماجراو، فقد أدوا دورهم وكانوا يمثلون حلقة من حلقات الاستقرار التي عاشها الفريق في آخر موسمين، والخيار الآن في التجديد، خاصة أن بعضهم مر بظروف إصابات وغيره.
حصاد منطقي
وعن خروج الفريق ببطولة يتيمة (السوبر) من الموسم المنتهي، قال الجنيبي: الحصاد منطقي لأن الفريق اعتمد تقريباً على وجوه شابة قدمها للمرة الأولى، والوحدة أصغر فريق من حيث معدل الأعمار، فمتوسط أعمار لاعبي الوحدة 23 سنة وبالطبع وجود عدد من اللاعبين من بينهم دون سن 20 سنة يحتاجون للخبرة يتطلب صبراً لتحقيق البطولات، هذا فضلاً عن الظروف المعلومة للجميع والمتمثلة في الإعداد والإصابات بالنسبة للاعبي الخبرة، ومع ذلك فإن الفريق كان منافسا على المركز الرابع حتى الأمتار الأخيرة من بطولة الدوري ووصل إلى نصف نهائي كأس رئيس الدولة، وأعتقد أن المكاسب كانت كبيرة بغض النظر عن تحقيق البطولات فالمجموعة الشابة في الفريق اكتسبت خبرات ستفيدها وتفيد الفريق في المستقبل وهذا مكسب ليس بالقليل.
تعاقدات المواطنين
وقال عبدالله ناصر الجنيبي: تعاقدات الوحدة مع اللاعبين المواطنين حتى الآن تعتبر منطقية فعادل عبدالله مرشح للانضمام إلى الفريق من الموسم قبل الماضي وهو يدعم الجهة اليسرى بجانب الموجودين، أما توفيق والنوبي فهما من أبناء الوحدة، وبالنسبة للأول فإن خروج يعقوب الحوسني أدى إلى التفكير في لاعب يمتلك خبرة يكون بجانب خالد جلال وزايد الكثيري في مركز المحور فكان الخيار توفيق، والنوبي لا يختلف على موهبته اثنان ويلعب في أكثر من مركز وعودتهم إلى الوحدة لا غبار عليها، حيث لم تتحكم فيها العاطفة بقدر ما كانت المصلحة الفنية هي الغالبة.
اختيار مونولجي
وأوضح الجنيبي أن اختيار المهاجم الجابوني اريك مونولجي جاء بعناية فائقة عبر متابعة اللاعب في الدوري الفرنسي وتقييمه جيداً قبل الإقدام على التعاقد معه، وقال: في كثير من الأحيان يكون هناك لاعب مميز لكنه لا يوفق ويحدث العكس مع لاعب مغمور وليس شرطا انطباق هذه الحالة عند الإقدام على التعاقد بقدر ما يهم أن تتناسب إمكانات اللاعب مع الفريق وأسلوب لعبه وهذا هو المعيار الذي تم في التعاقد مع مونولجي، وكذلك مع المدافع الأردني أنس بني ياسين وسيطبق نفس المعيار على المهاجم ولاعب المحور القادمين. وتابع: اختيار مراكز الأجانب في الدفاع والمحور والهجوم الغرض منه إيجاد هيكل للفريق يضم أيضاً لاعبين مواطنين من أصحاب الخبرة والقدرات حتى يكون هناك تكامل في كل المراكز.
طموحات كبيرة
وأكد الجنيبي أن طموحات ناديه كبيرة في الموسم القادم، وأن الفريق سيظهر بشكل جيد يساهم في تحقيق هذه الطموحات بناء على الخطط والبرامج التي تم وضعها مع المدرب سواء على صعيد التحضير أو التعاقدات مبيناً أن الموسم الجديد مبشر للعنابي خاصة أن تركيزه الكامل سيكون على السباق المحلي.
بيئة مناسبة
وقال الجنيبي: ما يميز الوحدة أنه يملك قاعدة جماهيرية وإن جمهوره محب ووفي ومتابع للفريق بشكل خاص، ونسعى عبر خطة واضحة لخلق بيئة مناسبة للجمهور تمكنه من القيام بدوره تجاه النادي، كما سيكون هناك اهتمام كبير بالجانب التسويقي الخاص بالجمهور عبر توفير كل منتجات النادي لهم.
عدد اليوم
