الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قانون الانجذاب

30 يناير 2010 21:03
قانون الانجذاب هو أحد قوانين العقل الباطن الذي يؤثر على مجريات حياتنا -بعد مشيئة الله- بوعي ودون وعي، فهذا القانون يقول: «العقل كالمغناطيس، يجذب إليه الأشياء والأشخاص والأحداث والمواقف والنتائج والعبارات والكلمات والظروف التي تتوافق مع نوع ما تفكر به». فإن فكرت بسوء تجذب لنفسك السوء، وإن فكرت بخير وجدته أمام عينيك. ولعل ما يحدث معنا من يوم إلى آخر يثبت لنا ذلك، فعندما نذكر شخصاً ما نراه فجأة أمامنا أو يتصل بنا أو نسمع من يتحدث عنه. يذهب الموظف لعمله وهو يفكر: «أتمنى ألا يكون المدير غاضباً اليوم»، فيجده غاضباً وقد تحدث بينهما مشكلة. يدخل التاجر في مناقصة وهو يرجو ألا يخسر هذه الصفقة، فيخسرها، ترجو الأم وتفكر بألا يكون أبناؤها عاصين فاشلين فيحدث ما كانت تخشاه، ولو بدرجة معينة. يذاكر الطالب ويقضي وقتاً طويلاً في الدراسة ويذهب إلى الامتحان وهو يخاف ألا يحل جميع الأسئلة، فيجد ما كان يخاف منه. تلك كانت بعض الأمثلة لكثير من أمور حياتنا التي نؤثر عليها بطريقة تفكيرنا ونحن لا نعرف. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: طالما الأمور تحمل السلبية والإيجابية فلماذا نفكر بالسلبية ولا نفكر بالإيجابية؟ لماذا فكر ذلك الموظف بغضب المدير وفكر التاجر بالخسارة وفكرت الأم بما لا تحب لأبنائها، وخاف الطالب من صعوبة الأسئلة ولم يفكر أولئك بالإيجابية التي يحملها الأشخاص والمواقف والأشياء؟! كلنا يعرف هذه المقولة: «تفاءلوا بالخير تجدوه» وقليل منا يطبقها. فإذا كان رب العزة يقول في الحديث القدسي الذي يرويه أبو هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام: «قال الله - عز وجل-:أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني، والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول». فلماذا يسيء البعض منا الظن بالله وبكل شيء من حوله؟ قد يلقي أحدهم اللائمة على الوالدين أو على الأوضاع والظروف، فأقول له: «العقل عقلك والفكر فكرك فلا تلومن أحداً سواك». لقد رأينا في الحياة من أصيبوا بمصائب جسام ووجدناهم يبتسمون للحياة بقلوبهم وعقولهم، ويحمدون الله على ما أبقى لهم من نعم. ولذا تأمل عزيزي القارئ في ما تفكر به في كل لحظة في أمور حياتك، ووازن بين قطبي مغناطيس عقلك وافعل الجانب الإيجابي دائماً، واستفد من هذه القوة التي أودعها الله في دماغك، وحقق الجذب والتوافق الذبذبي للأمور الإيجابية في حياتك. د.عبد اللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©