أبوظبي (الاتحاد)- يطلق مجلس أبوظبي للتعليم العام الدراسي المقبل مشروع “سكرابل” باللغة العربية كأحد مصادر التعلم الخارجية، مزمعاً تطبيقه على طلبة الصف السادس بجميع المدارس الحكومية بالإمارة، وذلك ضمن مبادرات المجلس لدعم تعلّم اللغة العربية وتعليمها، ورفع الحصيلة اللغوية للطلبة، وتحسين مهاراتهم الكتابية، وزيادة مستوى الدافعية لديهم.
ومشروع “سكرابل”، عبارة عن لعبة تستعمل فيها مربعات لوح متفاوتة من حيث القيمة في تكوين كلمات متشابكة على غرار الكلمات المتقاطعة، وذلك باستخدام رقائق حروف تتفاوت في قيمة نقاطها، والفائز يحصد أعلى الدرجات، ويمكن أن يكون التنافس في اللعبة فردياً بين لاعبين أو ثلاثة لاعبين أو أربعة، كما يمكن أن يكون بين فريقين كل منهما مكون من لاعبين.
وخضع المشروع للتجريب قبل إطلاقه، بتطبيقه خلال الفصلين الدراسيين الثاني والثالث من العام الدراسي الجاري، على ست مدارس في أبوظبي والعين والغربية، روعي فيها التنوع من حيث الجنس والمناطق والحلقات الدراسية الثلاث، لقياس مدى تأثير اللعبة في تحسين المهارات الكتابية للطلبة.
وقالت الدكتورة كريمة المزروعي مدير إدارة المناهج في مجلس أبوظبي للتعليم: إن اعتماد مصادر تعلم متنوعة في المناهج الدراسية يأتي ضمن الخطط الطموحة التي يطبقها المجلس في تطوير التعليم في الإمارة، وإن السمة البارزة في مشروع (سكرابل) أنه يحبب المادة إلى متعلميها، ويجعل البيئة الصفية أكثر جاذبية، ويركز على الأنشطة التي تثير الفكر وتنمي المهارة، لافتة إلى أنه تم التركيز على الأداء الكتابي لإمكان قياسه بشكل علمي، علاوة على كون الكتابة تعكس المستوى اللغوي للكاتب شكلاً ومضموناً، كما أن المجلس سيعمم المشروع على طلبة الصف السادس تزامنا مع تطبيق النموذج المدرسي الجديد على الصف نفسه العام الدراسي المقبل، على أن يتم التوسع في المشروع تدريجياً ليشمل مدارس الحلقتين الثانية والثالثة لاحقا.
وأوضحت المزروعي أن المشروع يهدف إلى إكساب الطالب مفردات لغوية كثيرة تسهم في تحسين أدائه الكتابي والشفوي، وتمكنه من اكتساب مهارة بناء الكلمات حسب النسق اللغوي العربي السليم، كما يهدف إلى تطوير المهارات القرائية للطالب فهماً للنصوص وتذوقاً لها، فضلاً عن كونه يقوّي الصلة بين الطالب ومنابع الفصاحة قرآناً وشعراً، وينمّي اعتزازه باللغة العربية.
وخلال تطبيق المرحلة التجريبية من المشروع تم تدريب منسقي اللغة العربية بالمدارس الست المشاركة في التجربة على استراتيجيات اللعبة وقوانينها، وتضمن التدريب منافسة حية بينهم، كما تم إجراء اختبارين للطلبة، الأول قبل ممارسة اللعبة، والثاني بعد أشهر من ممارستها؛ وذلك لقياس مدى تأثير اللعبة في تحسين مهاراتهم الكتابية.
وحظي المشروع خلال المرحلة التجريبية باهتمام كبير وتجاوب من قبل الطلبة والمدارس حيث شكِّلت في المدارس نوادٍ لسكرابل، وأخذ الطلبة يلعبونها وفق أُطُرٍ زمانية ومكانية تختلف من مدرسة إلى أخرى، وضمن مجموعات ثنائية ورباعية متنافسة تحت إشراف المعلم، وفي ظل وجود معجم يحتكم إليه عند الاختلاف، طبقاً لقوانين اللعبة عالميا، وتم التنافس محلياً على مستوى المدارس، وكذلك على مستوى المناطق.
عدد اليوم
