يقول الإمام الشافعي : “إني لأبغض الرجل أراه مشغولاً في أمر لا ينفعه في دينه ولا ينفعه في دنياه!”
ذكر هذه المقولة الدكتور طارق السويدان في حلقة علو الهمة من برنامج “علمتني الحياة 1”.. و كنت أفكر كثيرا في هذا الأمر مؤخراً .. مسألة الاهتمام بالوقت والاهتمام بالإنتاج وعدم مرور اليوم من دون الاستزادة والإفادة عن الأمس، وهو أمر مهم قد تضاءل اهتمام الشباب به في هذا الوقت..
أصبح مألوفاً أن تجلس على movie أو playstation أو أمر آخر غير مفيد .. ولم يعد مألوفاً أن تقرأ كتاباً أو تتابع برنامجاً مفيداً أو تتعلم مهارة جديدة. يحز في نفسي أن أرى هذا الأمر بينما نستطيع أن نستمتع ونستفيد من وقتنا بأمر مفيد آخر أو حتى أن نقوم بتقسيم أوقاتنا للروح وللعقل وللترفيه وهكذا
لا تقل مازلنا صغاراً على ذلك.
إنها مجموعة عادات نتعلم منها يومياً دون أن نشعر بالأمر، كونك تشاهد يومياً فيلماً أو لعبة وتقضي معه وقت فراغك كاملاً أو جزءا كبيرا منه، فستتعود دون أن تشعر بأن إضاعة الوقت في أمر غير مفيد شيء عادي وستصبح عادة مع الوقت، و لكن عكس ذلك إن أصبح استغلال وقتك بشكل إيجابي أياً كان حجمه فستتغير مع الوقت وستقدر قيمة الوقت وستصبح عادة تقوم بها بشكل دائم دون أن تشعر أيضاً. لنحسن اختيار عاداتنا فلنذهب إلى المكتبة و لنبحث عما نهوى، سنجد أنفسنا بين أحد هذه الكتب..
لتشاهد برنامجاً غنياً مفيداً.. ستجد معلومة ما مكانها في نفسك.. ولربما غيرت فيك الكثير لتكون أنت التغيير الذي يحتاجه الكثيرون.
رأيت مرة مشهداً لعبدالوهاب الطريري في حديث له حول حياته أيام الصبي مع الدكتور سلمان العودة، لفتت انتباهي في النهاية قصة جميلة ذكرها و درس علمه له الدكتور سلمان، القصة تقول إن عبدالوهاب الطريري ذهب ذات مرة إلى ديار الدكتور سلمان وعند عودته أعطى له شريطاً وقال له استمع إليه في طريق العودة .. وأثناء الطريق قام بتشغيل الشريط ولكنه لم يجد ما توقعه! فائدة أو ذكر أو شيئاً يقضي به وقته في الطريق ! وجد فيه كلاماً مزعجاً وغثاً لا يغني ولايسمن من جوع.. صدم عبدالوهاب بذلك فلربما كان الدكتور سلمان مخطئاً في الشريط!! وفور وصوله إلى المنزل اتصل عليه وقال: ماهذا الذي أعطيتني إياه؟
قال: هذا الذي استمعت إليه هو ما ستسمعه ممن حولك إذا سكت أنت وسكت أنا وسكت من لديه علم ينقله للناس لذا فعبرة الكلام ومقصده هو أنا لا نجعل مجالاً لمن ليس لديهم غير الغث أن يملؤوا حياتنا بها. فإن كان لديك علم فانقله للناس، وإن كانت لديك العزيمة فاعمل، كن منتجاً، كن مفيداً، كن معلماً، كن متميزاً. جرب طعم الإنجاز فلن تعرف لذته إلا إذا جربته واعتدت عليه.
المدونة: www.ialreem.com
عدد اليوم
