السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جامعة تعز تعود إلـى الحياة من تحـــت الركام

جامعة تعز تعود إلـى الحياة من تحـــت الركام
29 يناير 2017 00:42
أمة الرحمن عبدالله (تعز) بعد أكثر من عام من الانقطاع عن الدراسة.. عاد طلاب جامعة تعز إلى مقاعد الدراسة، بعد أن كانت العملية التعليمية قد توقفت مع اندلاع الحرب في المحافظة في مارس 2015 م وحرمان الطلاب من تأدية امتحاناتهم النهائية للعام الدراسي 2015 - 2016م. وها هم طلاب جامعة تعز يعودون من جديد إلى جامعتهم لخوض امتحاناتهم ومواصلة تعليمهم بعد أن تمكنت قوات الشرعية من تحرير الجامعة من الميليشيات التي حولتها إلى ثكنة عسكرية ودارت فيها مواجهات ومعارك عنيفة. الحرب الدائرة في المحافظة منذ أكثر من عامين تسببت بتدمير الكثير من المنازل والمؤسسات الصحية والتعليمية، حيث طالت نيران هذه الحرب كل شيء داخل المدينة، بما في ذلك جامعة تعز المؤسسة التعليمية التي يبلغ عدد طلابها ما يقارب ثلاثين ألف طالب وطالبة، وتقع في منطقة حبيل سلمان غرب مدينة تعز. وليس الدمار فقط هو ما تعرض له هذا الصرح العلمي، حيث لم يسلم من عمليات النهب أيضاً، ورغم ظروف الحرب والحصار التي تعيشها المدينة، فإن رئاسة الجامعة قررت إعادة فتح أبوابها أمام الطلاب وتدشين عام دراسي جديد في منتصف شهر يوليو من العام الماضي كخطوة تهدف إلى تطبيع الحياة في تعز وإصرار على مواصلة التعليم في ظل وجود الكثير من الصعوبات والتحديات. البداية مع الدكتور محمد الشعيبي رئيس جامعة تعز والذي تحدث لـ «الاتحاد» قائلاً: توقفت الدراسة في جامعة تعز لعام بسبب الحرب، لكن ما إن تحررت الجامعة تم استكمال إجراء امتحانات الفصل الثاني لجميع الأقسام، وقد فتحت عدة مراكز في صنعاء ومحافظة إب ومناطق داخل المحافظة للطلاب النازحين من الحرب وغير القادرين على الدخول إلى مدينة تعز والوصول إلى الجامعة، ومن ثم تم استئناف الدراسة في الجامعة مع إلغاء جميع المراكز الأخرى باستثناء مركز الحوبان الواقع شرق المدينة. وأضاف الشعيبي: تعرضت كليات جامعة تعز لأضرار كثيره من تحطيم ودمار واضح للمباني وجميع النوافذ والأبواب والقاعات الدراسية، إضافة إلى تعرض المعامل إلى السرقة ونهب الأجهزة والمعدات التعليمية. ولفت إلى أنه تم دعم الجامعة من بعض المنظمات والسلطة المحلية حتى يتم إصلاح ما دمرته الحرب بشكل نسبي، لكن ذلك لم يكن كافياً، حيث لا تزال الجامعة بحاجة إلى مبالغ كبيره لإعادة إصلاح الأضرار التي لحقت بها. ويوجه الشعيبي دعوة لـ«الهلال الأحمر» الإماراتية ومركز الملك سلمان للإغاثة للالتفات لجامعة تعز بما يخص عملية إصلاحها، مشيراً إلى أنه ولأول مرة تكون نسبة الالتحاق بالجامعة هذا العام من الطلاب الذكور أعلى من نسبة الإناث، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم توافر خدمات المواصلات وتلف باصات الجامعة، إضافة إلى عدم وجود سكن طالبات بعد أن تعرض المبنى للدمار وأصبح غير صالح للسكن. أضرار جسيمة ويقول الدكتور مهيوب البحيري نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب إن هناك العديد من الأضرار الجسيمة لحقت بالجامعة ومازال الطلاب يعانون هذه الأضرار التي لحقت بمعظم مرافق وكليات والمراكز العملية التعليمية الجامعية. ويضيف البحيري: من ذلك غياب معظم الخدمات الأساسية التي كانت تقدمها نيابة شؤون الطلاب للطلبة والتي منها توفير وسائل المواصلات، حيث تسببت الحرب الدائرة بإحراق كافة الحافلات التابعة للجامعة والتي كانت تعمل على نقل الطلبة من وإلى الجامعة. أنس عبدالحكيم أحد طلاب قسم الإعلام بجامعة تعز يقول عن معاناته وزملائه في ظل ما تعيشه المدينة من حرب وحصار: على الرغم من عودة الدراسة إلى جامعة تعز، الأمر الذي مثل بارقة أمل لنا وأعاد الحياة نسبياً إلى تعز، فإننا نواجه بعض الصعوبات والتحديات المتمثلة في عدم توفر العدد الكافي من الكادر التدريسي من المتخصصين في الجامعة بسبب نزوح الكثير منهم، وكذلك مشكلة انقطاع الرواتب، معتبرا أن المشكلة الأخيرة تؤرق الكثيرين بدرجة أساسية خصوصاً الطلاب. ويتابع.. دخل أسرتي يعتمد مثل أغلب أسر زملائي على الراتب، وعدم توفر المال الكافي للطالب يقلل من نشاطه ورغبته للدراسة، خاصة إن كان يحتاج لشراء مواد وأدوات دراسية، أو القيام بأنشطة وإنتاج أعمال وخلق أفكار جديدة وتطبيقها، ويتابع أغلب الذين لم يتوافر لديهم المال الكافي تخلو عن الدراسة واتجهوا لكسب المال. ويلفت إلى أن استمرار الحرب داخل المدينة والقصف العشوائي من قبل الميليشيات الحوثية على الأحياء السكنية يؤرق الأسر ويخيف الطلاب ويحرمهم من الجو التعليمي. مخاوف وصعوبات انتصار شجاع الدين - مستوى رابع قسم إدارة أعمال - تقول عن معاناتها في ظل فترة توقف الدراسة في الجامعة: أدى توقف الجامعة إلى اضطراري للذهاب إلى محافظة إب والامتحان هناك ومن ثم العودة إلى تعز عند معرفتي بأن الجامعة قد فتحت أبوابها أمام الطلاب للالتحاق بها. وتقول: لا تزال هناك مخاوف وصعوبات تهدد استكمال الدراسة، منها عدم توافر الكوادر التعليمية بشكل كامل والخوف من الإضراب الذي يهدد به الموظفين ودكاترة الجامعة بسبب عدم صرف رواتبهم. رغم ما خلفته الحرب من إعاقات جسدية لبعض الطلاب الذين التحقوا بصفوف المقاومة والجيش الوطني في جبهات القتال، فقد عادوا إلى الجامعة لاستكمال تعليمهم متحدين إعاقتهم التي لم يجعلوها عائقاً أمام مستقبلهم الذي ينشدونه. وهو ما يعكس الصورة الإيجابية لتعز التي عرفت بعاصمة العلم والثقافة. إذا هو الإصرار على مواصلة التعليم رغم الواقع المرير، والنهوض من تحت أنقاض الركام لإيمانهم بأن مستقبل أي بلد يكمن بالتعليم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©