الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مجالس الأسرة» برنامج يعزز قيم التلاحم والترابط والتواصل المجتمعي

«مجالس الأسرة» برنامج يعزز قيم التلاحم والترابط والتواصل المجتمعي
17 يونيو 2012
انطلاقاً من رؤية ورسالة مؤسسة التنمية الأسرية ومجالات اهتمامها المتمثلة في تعزيز قيم التلاحم والترابط والتواصل بين أفراد الأسرة، ودعم نظام الأسرة السليمة المبني على الاحترام، وتكامل الأدوار والاستقرار الأسري، وتأكيد مفاهيم الانتماء والهوية الوطنية، تم تصميم برنامج «مجالس الأسرة»، الذي يهدف إلى التعرف على احتياجات الأسرة في إمارة أبوظبي، والذي يسهم في تحقيق الاستقرار الأسري والمساهمة الفعالة في المجتمع. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - برنامج «مجالس الأسرة» انطلق في العديد من المراكز التابعة للمؤسسة، ونفذه مجموعة من الأخصائيين، على فترتين صباحية للنساء ومسائية للرجال، وقدمته كل من الدكتورة نجوى الحوسني في المنطقة الشرقية والتي تضم مراكز العين، الهير، الشويب وسويحان، بينما قدمت الدورة في المنطقة الغربية للرجال والنساء والتي شملت كلا من مدينة زايد، المرفأ، غياثي، السلع ودلما، للمحاضرة هند البدواوي، بينما قدم الدكتور بدر الجابري هذه الدورة في المنطقة الوسطى والتي تشمل مركز أبوظبي، بوابة أبوظبي، الوثبة والشهامة، ونفذت الحلقات النقاشية تحت عنوان «حياتنا والتواصل الاجتماعي» وقدمت هذه الحلقات في تواريخ مختلفة. تأكيد مفاهيم الانتماء وعن هذا البرنامج قال عرفات سيف الكعبي، أخصائي رعاية نفسية مسؤول برنامج مجلس الأسرة، إن تعزيز قيم التلاحم والترابط والتواصل بين أفراد الأسرة ودعم نظام الأسرة السليمة المبنى على الاحترام وتكامل الأدوار والاستقرار الأسري وتأكيد مفاهيم الانتماء والهوية الوطنية يعتبر من أولويات البرنامج، وأضاف: «هو عبارة عن مجالس أسرية ولقاءات للتواصل مع جميع فئات أفراد الأسرة ومنها الطفل، الفتاة، المرأة، الشاب، الرجل، المسن»، وذلك بهدف تحقيق الفهم الأساسي لاحتياجاتهم وتلبيتها عبر تصميم برامج هادفة، وهي تمثل كلمة «مجالس»، ويحمل الشعار البوابة التي تستقبل احتياجات الأسرة والمجتمع، والتي تعتبر من أهم أهداف هذا البرنامج، والتي تتمثل في تنمية علاقات أفراد المجتمع بمؤسسة التنمية الأسرية التي تعنى بشؤون وقضايا المجتمع من أجل المساهمة في تماسك وتلاحم المجتمع، ودعم الترابط الأسري من خلال المشاركة الجماعية لها في هذه المجالس، مع التعرف على احتياجات الأسرة من خلال المشاركة الفاعلة في المجالس، وتوثيق حلقات الاتصال بين المؤسسة ومراكزها المختلفة مع الأسرة بكافة شرائحها في إمارة أبوظبي، وأيضاً تعريف الأسرة وكافة أفرادها بأدوارهم الاجتماعية، أما عن محاور البرنامج، فقال يتضمن تعريف مفهوم المهارات الاجتماعية، وتوضيح أهميتها في التفاعل بين أفراد المجتمع، وكيفية اكتسابها. مفاهيم المهارات الاجتماعية ومن جهتها نفذت نجوى محمد الحوسني المستشارة التربوية، أستاذ مساعد في كلية التربية، جامعة الإمارات، حلقتين نقاشيتين في مركز العين، الفترة الصباحية للنساء، والمسائية للرجال، والتي بدأت بتعريف المهارات الاجتماعية مستندة على تعريفات عالمية موضحة: «نذكر بعض الآراء التي قدمها المربون العرب والأجانب في المهارات الاجتماعية، إذ عرفها «كومبس» Combs و»سلابي» Salaby بأنها القدرة على التفاعل مع الآخرين في إطار اجتماعي محدد، وبأساليب معينة مقبولة اجتماعيا، بينما عرفها «مورجان» Morgan بأنها سلوك مكتسب مقبول اجتماعيا يمكن الفرد من التفاعل مع الآخرين تفاعلا إيجابيا، في حين عرفها «أبو الفتوح» بأنها تتعلق بأساليب التعامل والتفاهم مع الناس والتعاون معهم، وتدعيم العلاقات وحل المشكلات، وعرفها «أحمد اللقاني» بأنها كسب الأصدقاء، والتأثير في الآخرين، والتفاهم والتعاون معهم، وحل المشكلات الاجتماعية. وأضافت نجوى الحوسني» في ضوء ما سبق يمكننا القول بأن جميع التعريفات اتفقت على التركيز على السلوكيات الاجتماعية السوية للفرد وتفاعله الاجتماعي المقبول مع الآخرين، وتساءلت الحوسني عن العلاقة بين المهارات الاجتماعية والمهارات الحياتية وقالت»الآن بعد أن عرفنا المهارات الاجتماعية، نجد السؤال التالي يطرح نفسه بشدة، هل المهارات الاجتماعية هي المهارات الحياتية؟ وبصيغة أخرى ما العلاقة بين المهارات الاجتماعية والمهارات الحياتية؟ للإجابة نقول: كما تعددت تعريفات المهارات الاجتماعية، فقد نالت المهارات الحياتية أيضا اهتماما على المستوى العالمي والمستوى العربي على النحو التالي: إذ عرفتها منظمة الصحة العالمية 1993 World Health Organization بأنها قدرات الفرد على السلوك التكيفي والإيجابي التي تجعله يتعامل بفاعلية مع متطلبات الحياة اليومية وتحدياتها، في حين عرفها «ليبرمان» Liberman على أنها القدرة على حل المشكلات ومواجهة التحديات التي تواجه الفرد والرغبة في تعديل أسلوب حياة الفرد والمجتمع، وتشكل قاعدة المهارات الحياتية كالتعاون، الاتصال الشخصي، والتفكير في حل المشكلات، كما عرفتها «إلين» Ellen بأنها قدرة الأفراد على التعامل بإيجابية مع مشكلات الحياة المتعددة، وتشمل التفكير الإبداعي، اتخاذ القرار، اكتساب المعرفة، المسؤولية مهارة الاتصال، تقدير وفهم الذات، والتفاعل مع الآخرين. مهارات أساسية وتضيف الحوسني» في ضوء ما سبق من تعريفات للمهارات الحياتية يمكن القول إنها مهارات أساسية ضرورية للحياة في أي حقبة حضارية، حيث تمكن الفرد من الاندماج في المجتمع لارتباطها بالمشكلات الإنسانية، وهي تتكون من المهارات التي تساعد الفرد على عيش حياة صحيحة ومثمرة، وحفظ الفرد قوي وصحيح «ولما تعددت تعريفات المهارات الحياتية، تعددت أيضا تصنيفاتها، فقد وضعت عدة تصنيفات للمهارات الحياتية اللازمة للفرد، ويمكن تنميتها من خلال البرامج التعليمية في جميع المراحل الدراسية، وأعم وأشمل هذه التصنيفات ما ذكرته منظمة الصحة العالمية، حيث ذكرت في تقريرها أن هناك عشر مهارات أساسية تعد أهم مهارات الحياة بالنسبة للفرد ومنها مهارة اتخاذ القرار، مهارة حل المشكلة، مهارات التفكير الإبداعي، مهارة التفكير الناقد، مهارة الاتصال الفعال، مهارة العلاقات الشخصية، مهارة الوعي بالذات، مهارة التعاطف، مهارة التعايش مع الانفعالات، مهارة التعايش مع الضغوط، كما صنفت منظمة اليونيسيف (2005) المهارات الحياتية إلى « مهارات التواصل والعلاقات بين الأشخاص» وتضم التواصلَ اللفظي وغير اللفظي، والإصغاءَ الجيِّد، والتعبيرَ عن المشاعرِ، وإبداء الملاحظات، مهارات التَّفاوض والرفض، « وتشتمل على» مهارات التفاوض وإدارة النِّزاع، ومهارات توكيد الذات ومهارات الرفض. «مهارات التقمص العاطفي» أما «مهارات التقمص العاطفي» فهي تفهم الغير والتعاطف معه وتتمثل في القدرة على الاستماع لاحتياجات الآخر وظروفه، وتفهمها والتعبير عن هذا التفهم وهناك أيضا» مهارات التعاون وعمل الفريقِ، ومنها مهارات التعبير عن الاحترام، ومهارات تقييمِ الشخص لقدراته، وإسهامه في المجموعة، وتشمل مهارات الدعوة لكسبِ التأييد، وتضم مهارات الإقناع، مهارات صنع القرار، والتفكير الناقد، ومنها كذلك «مهارات جمع المعلومات»، وتشتمل على مهارات تقييم النتائج المستقبلية، وتحديد الحلول البديلة للمشكلات، ومهارات التحليل المتعلقة بتأثير القيم والتوجهات الذاتية، وتوجهات الآخرين عند وجود الحافز المؤثر، «مهارات التَّفكير النَّاقد» ومنها أيضا مهارات تحليل تأْثير الأقران ووسائلِ الإعلام، ومهارات تحليلِ التوجهات والقيم والأعراف والمعتقدات الاجتماعية، ومهارات تحديد المعلومات ومصادر المعلومات، ومهارات التّعامل وإدارة الذات، «مهارات لزيادة تركيز العقل الباطني للسيطرة»، ومنها مهارات تقدير الذات، ومهارات الوعي الذاتي، ومهارات تحديد الأهداف، ومهارات تقييم الذات، «مهارات إدارة المشاعر»، ومنها مهارات إدارة امتصاص الغضب ومهارات التعامل مع الحزن والقلق، ومهارات التعامل مع الخسارة والصدمة والإساءة، «مهارات إدارة التعامل مع الضغوط»، وتشتمل على مهارات إدارة الوقت، ومهارات التفكير الإيجابي، ومهارات تقنيات الاسترخاء». مهارات إضافية أما على المستوى العربي ، قدم «أحمد اللقاني» تصنيفا آخر للمهارات الحياتية حسب مجالات التعامل الاجتماعي، حيث أضاف بعض المهارات وعنها قالت الحوسني: «منها «مهارة تحمل المسؤولية « «مهارات الاتصال، «مهارات التعامل المالي وإدارة العلاقات الشخصية»، «مهارات اتخاذ القرار»، «حل المشكلات وإدارة الصراع والتفاوض»، مهارات اتخاذ القرار، «مهارات اختيار العمل»، «مهارات استخدام الحاسب الآلي والتعامل مع الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة»، وقصدنا من ذكر التصنيفات السابقة للمهارات هو تأكيد حاجة الفرد الماسة إلى مهارات عديدة ومتنوعة، وأنها مزيج متآلف ينبغي الأخذ بجميع جوانبه لتحقيق التكامل والتوازن والشمول في جميع جوانب شخصية الفرد ومنها العقلية، المهارية، البدنية، الاجتماعية،» حتى يسير هؤلاء الأفراد في المجتمع نحو مستقبل أكثر سلامة وأمانا وإشراقا لمستقبل تنحصر فيه السلبيات، وتزدهر فيه أفكار التقدم والإبداع، حتى نساير ركب العالم المتقدم. وترى الحوسني أن التركيز على المهارات الاجتماعية مهم لما تلعبه هذه المهارات من دور بارز في حياة الفرد، وأضافت في نفس السياق: «بل نستطيع القول، إن الفرد الذي يتمكن من بقية المهارات بسهولة ويسر، ينعكس ذلك على حياته بالإيجاب بصفة عامة، وبهذا يمكن أن نطلق على هذه المهارات بأنها «المهارة الأم» ، ومن هنا تأتي أهمية هذه المهارات»، ويمكننا القول بأن القدرة المعرفية والتكنولوجية وما تمخض عنها من نتائج، قد صاحبها ظواهر متعددة بعضها سلبي خطير وبعضها الآخر إيجابي، وأدت إلى تدهور العلاقات بين الناس أو قوتها، وأخطر تلك الظواهر الشعور بالعداوة تجاه الآخرين وشيوعها بين الناس وعدم احترام الناس لبعضهم البعض وعدم حبهم وتعاونهم» وعلى النقيض التام من هذه السلوكيات والأفعال، تبرز ظاهرة تسمو بالبشر، وهي ظاهرة إقامة وكسب الصداقات على مستوى الأفراد داخل المجتمع الواحد، وتمتد بين المجتمعات والشعوب والأقوام يجمعها عامل السلام والمحبة». سلبيات نقص المهارات تتحدث الحوسني عن نقص المهارات عند الأطفال وانعكاسها على حياتهم فتقول: «عدم تنمية واكتساب المهارات الاجتماعية، تؤدي إلى الانعزال عن الآخرين، ما يؤدي إلى القلق والتوتر والاكتئاب، والفشل في إقامة علاقة اجتماعية سوية، مواجهة الفرد لصعوبات تتعلق بتبادل التعامل، التفاعل مع الآخر، المشاركة في الاستماع، التعاطف، التداخل في اهتمامات الآخرين، الاحتفاظ بالتواصل، صعوبات تكوين علاقات شخصية قوية، السلوك العدواني وتفشيه، كما أن نقص المهارات الاجتماعية يؤدي إلى خلل اجتماعي ويتمثل في الانحراف والتسرب من المدرسة، الأمراض النفسية، الإدمان، السلوكيات غير الاجتماعية». وتضيف الحوسني، أن إهمال المهارات الاجتماعية كما أكدته الأبحاث والدراسات السابقة، ينتج عنه سوء سلوك التلاميذ والطلاب داخل الفصول والمدارس، الأمر الذي يجعل عملية التدريس صعبة إن لم تكن خطيرة، لذا يمكن القول إن السلوك الاجتماعي مهم للدراسة الأكاديمية، ومن أجل ذلك يعتبر تحسين السلوك الاجتماعي اتجاها ضروريا وهاما للتعلم في المدرسة».. ونادت الحوسني بضرورة أن تحتوي العملية التعليمية على جوانب اجتماعية جنبا إلى جنب مع الجوانب الأكاديمية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©