الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليس بالمال وحده..

30 ديسمبر 2012 20:34
أين بالضبط يكمن سحر التجربة الثقافية التي تجترحها دولة الإمارات العربية المتحدة وتتواتر الإشادات بها من هنا وهناك؟ سؤال يطرح نفسه ليس فقط في حضرة الحصاد السنوي الذي اعتادت وسائل الإعلام أن تقوم به مع نهاية كل عام، وإنما كلما نجحت الإمارات في اجتراح فعل ثقافي مؤثر وفاعل. لقد وضعت الإمارات نصب عينيها أن تكون مركزاً إقليمياً للثقافة والفنون. لم يكن الأمر حلماً أو أمنية فقط.. بل قراراً استراتيجياً رصدت من أجل تحقيقه الطاقات والأموال. فأطلقت أبوظبي المبادرات والمشاريع الثقافية التي تدعم توجهها الاستراتيجي في أن تكون جسراً للتواصل الحضاري مع العالم، وعملت على بناء شراكات استراتيجية ثقافية وعلمية وفنية مع العديد من الدول والمؤسسات الإقليمية المعنية بالثقافة، وتبنت مشروعات رائدة وانفتحت على ثقافات العالم ولم تنس في غمرة ذلك أن تطلع العالم على ما لديها من موروث ثقافي وتاريخ قديم، وما نجاحها في مضمار تسجيل تراثها المادي وغير المادي على قوائم اليونسكو سوى مؤشر على أنها لم تكتف بدور المستورِد على صعيد الثقافة. هل حدث ذلك بسبب وفرة المال كما يبدو في ظاهر الأمر؟ هذا يستدعي الحديث عن البداية الصحيحة منذ لحظة التأسيس، وبشكل أدق عن العقل الذي وراء المشهد. عن حكمة الباني المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” الذي جعل المال في خدمة الإنسان. العقل الذي أنجز “مصالحة” بين الفكر والثروة ودفع بهما معاً باتجاه البناء والتقدم وتعمير الأرض. بسبب هذا العقل، الذي كان يرى أن الإنسان هو الثروة الحقيقية التي ينبغي تنميتها والحرص عليها، بل أكثر من ذلك، كان يرى الشجرة ثروة لا ينبغي قطعها أو إهمالها، نهضت هذه البلاد على النحو الذي جعلها بكل صدق مثالاً يتمناه الكثيرون. بالعقل والفكر وحسن استخدام المال وتوظيفه.. بالحكمة والبصيرة، ثم بسبب الإدارة الواعية، المنظمة، التي سهرت على وضع الاستراتيجيات ثم تنفيذها بات المال سبباً للنهوض الثقافي..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©