السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجاح إعادة إطلاق مجموعة جديدة من صقور الحر والشاهين

نجاح إعادة إطلاق مجموعة جديدة من صقور الحر والشاهين
17 يونيو 2012
أتمت هيئة البيئة - أبوظبي عملية إطلاق مجموعة جديدة من صقور الحر والشاهين، ضمن برنامج بحثي طموح للحصول على معلومات تتعلق بمسارات الهجرة، وقدرة الطيور على التكيف والاندماج مرة أخرى في الطبيعة؛ بهدف المحافظة عليها وحماية موائلها، وذلك ضمن برنامج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، لإطلاق الصقور، والذي يكمل عامة السابع عشر، حيث وصل عدد الطيور التي تم إطلاقها منذ بداية البرنامج في عام 1995 إلى 1363 صقراً. موزة خميس (دبي) - تمت عملية إطلاق الصقور خلال هذا العام في الفترة من 26 إلى 28 مايو الماضي، بحضور محمد أحمد البواردي العضو المنتدب لهيئة البيئة - أبوظبي، والدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم. ويأتي ذلك ضمن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبرعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة - أبوظبي، وقد تمت بنجاح عملية الإطلاق الثامن عشر، بإطلاق 66 طائراً منها 44 من صقور الشاهين، و22 من صقور الحر، وذلك في فضاء كورشوم في كازاخستان، وبذلك يصل العدد الإجمالي للطيور التي تم إطلاقها منذ عام 1995، إلى ألف وثلاثمائة وثلاثة وستين صقراً. رياضة نبيلة وقد استطاع برنامج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لإطلاق الصقور، أن يثبت نجاحه خلال الأعوام الماضية في تأكيد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة، واهتمامها بحماية رياضة الصيد بالصقور والحفاظ عليها، باعتبارها رياضة نبيلة لاحتوائها على أسمى معاني النبل والارتباط بين الإنسان والطبيعة، إلى جانب مساهمته بزيادة أعداد الصقور الطبيعية، فقد ساهم البرنامج كذلك في دعم البحوث العلمية حول الصقور خاصة أنواع الحر والشاهين، والتي تعتبر من الصقور الرئيسية المستخدمة في رياضة الصيد بالصقور، وذلك من خلال توفير أكبر قدر من البيانات لمساعدة العلماء في الحصول على المعلومات المتعلقة بهذه الأنواع. من التقاليد العريقة ويقول محمد أحمد البواردي العضو المنتدب للهيئة، إن تنفيذ برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، يتم سنويا بإشراف هيئة البيئة - أبوظبي، وبدعم طبي من مستشفى أبوظبي للصقور، ويعد أكبر مستشفى للصقور في العالم، ويعد برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور من التقاليد العريقة التي أرساها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال حماية الأنواع، حيث اتبع رحمه الله تقليداً بإعادة إطلاق العديد من صقوره إلى البرية في نهاية موسم الصيد، لإتاحة الفرصة لها للتكاثر واستكمال دورة حياتها بما يساهم في دعم أعدادها في البرية. وأضاف البواردي أنهم يسعون جاهدين للمحافظة على هذا الإرث من خلال الاستمرار في تنفيذ برنامج الإطلاق، لإعادة توطين الصقور في بيئاتها الطبيعية، وزيادة أعدادها الموجودة حالياً في الطبيعة والمحافظة على رياضة الصيد بالصقور، كتراث هام في المنطقة العربية للحفاظ على الأنواع، وضمان عدم تعرضها لخطر الانقراض، لتحقيق الموازنة بين متطلبات رياضة الصيد بالصقور، واستدامة وبقاء الصقور وطرائدها في البرية، خاصة أن الصيد بالصقور رياضة تراثية تذكرنا بتاريخ الأجداد وأهمية الحفاظ عليها، ونقلها للأجيال القادمة لربطهم بتراثهم الوطني والرياضات الأصيلة للدولة، التي نشأ الجميع فيها على مبادئ ومفاهيم الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية. مزودة بأجهزة تتبع ويضيف البواردي: تم تزويد 9 صقور من مجموع الصقور التي تم إطلاقها ومنها أربعة من الصقر الحر وخمسة من الشاهين، بأجهزة إرسال ليتم تتبع تحركاتها وتحديد مساراتها بعد الإطلاق، وخلال الأيام الثلاثة الأولى بعد إطلاق الصقور، وصل عدد من الصقور المزودة بأجهزة تتبع لمسافة تصل إلى 50 كم، في حين أن بعضها الآخر وصل إلى مواقع أبعد تصل إلى حوالي 200 كم، ولا يزال البرنامج في عامه الثامن عشر، يستخدم أحدث الأدوات والتقنيات لدراسة أنماط هجرة الصقور، ما ساهم في المحافظة على هذه الأنواع من الانقراض، كما ساعد في التعرف على المزيد من المعلومـات عن الصقور وتحركاتها، وتحديد مسـارات هجرتها، وكذلك تحديد المناطق الأكثر أهمية لهذا البرنامج، وقدرة الطيور على التكيف والاندماج مرة أخرى في الطبيعة. ويوضح البواردي: تبدأ الاستعدادات للبرنامج من خلال اتخاذ إجراءات بيطرية صارمة حسب الإجراءات المتبعة دوليا في برامج إطلاق الطيور، حيث يتم اختيار الصقور التي سيتم إطلاقها ويتم وضعها في العزل تحت المراقبة الدقيقة لمدة شهر في مستشفى أبوظبي للصقور، بغرض فحصها للتأكد من خلوها من الأمراض أو أي التهابات جرثومية أو طفيلية، حتى يتم اختيار الصقور التي أثبت الفحوص سلامتها، ولرفع اللياقة تخضع الصقور المعدة للإطلاق لتمارين يومية تستمر لأربعة أسابيع، حيث يتم خلالها تزويدها بغذاء متكامل لزيادة وزنها، الأمر الذي قد يزيد من فرص بقائها حية خلال الفترة الحرجة، التي تقوم فيها الصقور بإعادة تكييف نفسها مع الطبيعة. دعم البحث العلمي وذكرت رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة -أبوظبي، أن البرنامج يسعى بصورة أساسية إلى دعم جهود البحث العلمي حول الصقور وخاصة الحر والشاهين، من خلال توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بمسارات الهجرة، وقدرة الطيور على الاندماج في البراري، وقد استطاع البرنامج أن يثبت نجاحه خلال الأعوام الثمانية عشر وحتى الآن، فمنذ إطلاقه في عام 1995م نجح في إعادة 1363 صقراً إلى مسارات هجرتها ومواطنها في قارة آسيا، ما يؤكد استمرار البرنامج في تحقيق أهدافه خلال الأعوام السابقة، في ظل إيمان الدولة بقضايا البيئة والمحافظة عليها، وتشجيع ودعم البحوث واستخدام أحدث التقنيات والوسائل العلمية، لإكثار الطيور البرية وزيادة أعدادها في الطبيعة، وقد شملت عمليات الإطلاق السابقة قرغستان وإيران وباكستان وكازاخستان، وذلك ضمن استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على الصقور ودراسة أنماط هجرتها وزيادة أعدادها في الطبيعة. برنامج طويل الأمد تقول رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة -أبوظبي، إن برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، هو برنامج طويل الأمد يساعد في التعرف بشكل أفضل إلى ما إذا كانت الطيور المهاجرة مثل صقور الحر والشاهين، تسلك مسارات الهجرة نفسها التي كانت تسلكها قبل أن يتم استخدامها في رياضة الصيد أم أن هناك تغييرات قد طرأت عليها؟ موضحة أن هذا البرنامج يساهم أيضاً في المحافظة على الصقور ودراسة أنماط هجرتها وقدرتها على التأقلم مع الحياة البرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©