عواصم (وكالات) - لقي 52 سورياً حتفهم بأعمال العنف المتفاقمة بينهم 10 عناصر للقوات النظامية قضوا بانفجار ضخم ناجم عن سيارة مفخخة استهدف ليل الأحد الاثنين أحد الحواجز الأمنية بمحيط مطار المزة العسكري أكبر المطارات العسكرية في البلاد الواقع غرب دمشق والذي تتولى حمايته الفرقة الرابعة أقوى الفرق العسكرية بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس الحالي. بينما تحدث أعلن الإعلام الرسمي عن محاولة «إرهابية» لاستهداف مطار المزة دون تقديم تفاصيل إضافية أو حصيلة للقتلى والجرحى. وفي الوقت نفسه، استهدف مقاتلو الجيش الحر مطار الناصرية الحربي بمنطقة القلمون المضطربة، مستخدمين الصواريخ ومدافع الهاون، مؤكدين وقوع إصابات مباشرة داخل المطار.
في الأثناء، استمرت عمليات القصف الواسعة بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة وسلاح الطيران في الأنحاء السورية المتفرقة، حيث حصدت مجزرة ناجمة عن قصف شنه الطيران الحربي على قرية الوضيحي بريف حلب الجنوبي، بينما هز انفجار عبوتين ناسفتين حاجزاً أمنياً تحت المتحلق الجنوبي بحي الميدان في دمشق، موقعاً عدداً من القتلى والجرحى، بحسب الهيئة العامة للثورة. كما أكد ناشطون ميدانيون أن الجيش الحر قتل العديد من القوات النظامية ودمر دبابة باشتباكات اندلعت على أطراف بلدة معرة الارتيق بضواحي حلب التي يحاول الجيش النظامي اقتحامها منذ أيام. كما شن مقاتلو المعارضة هجوماً بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة مستهدفاً حاجزي الحماميات وأبو شفيق في ريف حماة الشمالي بعد إحكام الحصار عليهما. وبالتوازي، قال مصدر عسكري نظامي إن الجيش الحكومي فكك عدداً من الألغام بعضها إسرائيلي وعبوات ناسفة زنة الواحدة 30 كيلوجراماً زرعها «إرهابيون» في محيط دوار جلين في درعا بقصد تفجيرها عن بعد، مشيراً إلى أن وحدة عسكرية تصدت لمجموعة «إرهابية» مسلحة حاولت الاعتداء على إحدى النقاط العسكرية عند الدوار نفسه وألحقت بها خسائر كبيرة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الحقوقي «قتل 10 عسكريين من القوات النظامية وأصيب 10 آخرون على الأقل بتفجير سيارة ملغومة وقع ليل الأحد الاثنين بمحيط مطار المزة». وأوضح عبد الرحمن أن دوي التفجير سمع في أرجاء عدة من العاصمة، وتبعته أصوات انفجارات صغيرة يعتقد أنها ناجمة عن صواريخ محلية الصنع أطلقها مقاتلون معارضون باتجاه المكان. وأشار عبد الرحمن إلى أن مطار المزة، وهو أكبر المطارات العسكرية في سوريا، «يوازي من حيث الأهمية مطار دمشق الدولي. إنه المطار الذي يستخدمه الرئيس بشار الأسد في تنقلاته وكذلك كبار مسؤولي النظام والقادة العسكريين». وتتولى حماية المطار قوات النخبة ممثلة بالفرقة الرابعة في الجيش السوري التي تعتبر من أقوى الفرق العسكرية وهي مكلفة بحماية دمشق ومحيطها ويقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس، مدعومة بالمخابرات الجوية.
وأشار عبد الرحمن إلى أن «زجاج مساكن الفرقة الرابعة القريبة من المطار تحطمت بسبب قوة التفجير». وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المجمع الذي يمثل قاعدة رئيسية لقوات النخبة التابعة للأسد. وأظهرت لقطات فيديو صورها نشطاء ألسنة اللهب تتصاعد من المنطقة. من جهتها، قالت قناة «الإخبارية» التلفزيونية الرسمية إن الانفجار نجم عن محاولة لاستهداف مطار المزة العسكري، بينما ذكر نشطاء أن قوات الأسد قطعت الطرق المؤدية إلى المطار العسكري بعد الانفجار. ويستخدم المطار الذي تحرسه قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والمخابرات الجوية كمطار خاص لعائلة الأسد. ومنذ بدء الانتفاضة، يستخدم المطار قاعدة للمدفعية والصواريخ لاستهداف المعارضة المسلحة في مدن داريا ومعضمية الشام والمزة وأحياء دمشق الجنوبية، والأحياء السنية على أطراف العاصمة.
من جهة ثانية، تعرضت أحياء جنوب دمشق لقصف مكثف بالطيران الحربي والمدفعية التابعة للقوات النظامية. وأكد المرصد أن الطيران قصف مرات عدة «مجمع القدم الصناعي»، تزامناً مع تعرض حي الحجر الأسود المجاور للقدم لقصف مدفعي من القوات النظامية صباحاً، بعد ساعات من اشتباكات بين مقاتلين معارضين وقوات نظامية في حيي جوبر شرق العاصمة وبرزة (شمال) اللذين تعرضا للقصف. وبعد الظهر، أفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة على أطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق. كما أشار إلى سقوط قذيفتي هاون على ساحة العباسيين القريبة من حي جوبر شرق دمشق. وتضم الأحياء الواقعة على أطراف العاصمة السورية جيوباً لمقاتلي المعارضة، وتتعرض بشكل يومي للقصف تزامناً مع اشتباكات في محاولة من القوات النظامية للسيطرة عليها بشكل كامل. وفي محيط العاصمة، دارت اشتباكات عنيفة في المنطقة الواقعة بين السيدة زينب (جنوب غرب دمشق) وبلدة البحدلية القريبة منها، بحسب المرصد. وأكدت التنسيقيات المحلية والهيئة العامة للثورة أن الجيش الحر استهدف بالهاون مقرات لـ«حزب الله» في السيدة زينب ومعامل الدفاع بالبحدلية من جهة طريق المطار الدولي حيث تصاعد الدخان منها. من جهته، أفاد التلفزيون الرسمي بأن القوات النظامية «لاحقت الاثنين مجموعة (إرهابية) جنوب السيدة زينب باتجاه البحدلية في ريف دمشق»، مما أدى إلى مقتل عدد من أفرادها.
عدد اليوم
