الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مدينة بريدة تراهن على التمور للتحول إلى مركز تجاري إقليمي

مدينة بريدة تراهن على التمور للتحول إلى مركز تجاري إقليمي
14 سبتمبر 2010 22:09
في زاوية نائية من المملكة العربية السعودية تأمل مدينة متربة ذات حياة خشنة ومعتقدات جامدة أن تحول نفسها إلى مركز تجاري جديد لسلعة صحراوية قديمة “التمر”. ويأمل المسؤولون أن يؤدي التوسع في تجارة بلح النخيل في بريدة الواقعة في محافظة القصيم الداخلية النائية في تحسين اقتصاد منطقة أقل تطوراً من بقية مناطق أكبر بلد مصدر للنفط في العالم. وقال خالد القيدات وهو مسؤول محلي يشرف على توسع السوق، حيث يفرغ المزارعون التمر من شاحنات صغيرة استعداداً للمزاد، إن سوق التمر ذات أهمية هائلة للمنطقة وتساعد الشبان السعوديين في العثور على وظائف. وبلغ معدل البطالة في السعودية 10,5% العام الماضي وفي مناطق مثل القصيم يوجد القليل من الصناعات التي تقدم وظائف. ويمثل توفير وظائف للسكان السعوديين البالغ عددهم 18 مليون نسمة والذين يتزايدون بسرعة تحدياً أساسياً للمملكة. وعلى عكس دول خليجية أخرى، مثل الكويت، حيث يحق للسكان الحصول على وظائف حكومية، فإن كثيراً من السعوديين يضطرون للعمل كحراس أمن أو سائقي سيارات أجرة. لكن يبدو أن الأمور تتحسن في بريدة. ففي كل يوم يأتي ما يصل إلى 1500 شاحنة صغيرة محملة بالتمور من مزارعين أو تجار في أنحاء المملكة أو دول مجاورة مثل الأردن أو الكويت أو قطر حسبما يقول القيدات. وتعتزم السلطات بناء مجمع تخزين للسماح بالتجارة على مدار العام، حيث تقتصر حالياً على موسم أغسطس - أكتوبر بل إن هناك خططاً لإدخال التجارة الإلكترونية للوصول إلى مشترين في أوروبا وآسيا. ومع توافد عدد متزايد من تجار التمر، شيدت موفينبيك فندقا فاخراً وتقوم الحكومة ببناء فندق آخر ضخم في وسط البلدة. وفي حين تشتهر المملكة باحتياطياتها النفطية، فإن إنتاج التمر ينهض منذ سنوات بعد الدمار الذي لحق بالقطاع جراء العنف في العراق المجاور الذي كان بلداً مصدراً رئيسياً في السابق. وبناء على أرقام 2008 لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) فإن المملكة تعد الآن ثالث أكبر منتج للتمور بعد مصر وإيران. وتقول المنظمة إن الإنتاج السنوي زاد إلى 986 ألف طن وهو ما يزيد بمقدار الثلث عنه قبل عشر سنوات. وفي حين يقوم أجانب بمعظم العمل الشاق لجني التمر من النخيل بدأ السعوديون ينضمون إلى العمل في هذا القطاع. وقال عبد العزيز التويجري المدير العام لشركة هضيم للتمور إن مزيداً من السعوديين يطلبون العمل وإن العدد يزيد كل عام. وتعتزم شركته زيادة الإنتاج إلى 16 ألف طن سنوياً في الأعوام القادمة من 5600 طن حالياً. ويقدر التويجري أن حوالي نصف العاملين في السوق وعددهم ثلاثة آلاف شخص، من تجار ومزارعين وإداريين وسائقين، هم سعوديون. وسيقتصر العمل بالسوق الإلكترونية المزمعة على السعوديين. ويوجد الآن بأحد المصانع قسم للنساء الراغبات في العمل. وتأتي مبادرة بريدة في إطار برنامج حكومي أوسع نطاقاً للحد من الاعتماد على النفط وبناء صناعات لإتاحة فرص عمل لثمانية عشر مليون سعودي 70 بالمئة منهم دون سن الثلاثين. وينصب أحد محاور الاهتمــام على تطوير شركات الصناعات الغذائية إلى جانب البتروكيماويات والبنوك. وفي البورصة السعودية، ارتفع مؤشر قطاع الغذاء والزراعة عشرة بالمئة هذا العام وأصبحت شركات مثل “المراعي” و”صافولا” لاعبين إقليميين. وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي إن صناعة التمر لم تسهم سوى بنسبة 0,4% في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2009، لكنها تنطوي على فرص كبيرة كما أن التمر يحتاج ماء أقل من منتجات أخرى مثل منتجات الألبان. وقال “تمـلك السـعودية ميزة واضحـة في إنتاج التمور بكل الأشكال والأنواع لأنه يتلاءم مع الأوضاع الطبيعية للمناخ واستهلاك المياه”. والتمور في سوق بريدة التي تبلغ القيمة اليومية لتجارتها نحو سبعة ملايين دولار بحسب التجار ليست سوى البداية لخط إنتاج آخذ في التوسع، فهناك أيضاً عصير وشراب التمر والحلوى والكعك وتوجد شركة محلية تنتج بوظة التمر (آيس كريم التمر). وتجتذب تجارة التمر في بريدة بعض العملاء الدائمين مثل سلطان سليل موظف الحكومة الكويتية الذي يجاهد لجعل صوته مسموعاً وسط ضجيج المزادات ويقول إنه يأتي إلى هنا في كل زيارة يقوم بها إلى السعودية. ويقول “إنها سوق جميلة. يستمتع المرء بالشراء هنا”.
المصدر: بريدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©