السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغزالي الغيور على الإسلام

الغزالي الغيور على الإسلام
18 يونيو 2015 20:25
أحمد مراد (القاهرة) في 22 سبتمبر من العام 1917، ولد محمد الغزالي في قرية «نكلا العنب» التابعة لمركز «إيتاي البارود» بمحافظة البحيرة «شمال مصر»، وكان والده تاجراً وحافظاً للقرآن، ومحباً للتصوف ورجاله، وفي مقدمتهم الإمام أبو حامد الغزالي، ومن هنا جاءت تسميته هذا الاسم.? وفي بيئة متدينة وأسرة ميسورة الحال تربَّى محمد الغزالي ونشأ بين سبعة إخوة، هو أكبرهم، دفعه والده إلى حفظ القرآن الكريم في وقت باكر، حيث ألحقه بكُتّاب القرية، فحفظ القرآن، ولم يكمل العاشرة من عمره، ومنذ صغره أحب القراءة، وكان يقرأ كل شيء، ولم يكن هناك علم معين يغلب عليه، بل يقرأ وهو يتحرك، ويتناول الطعام.? وعندما أنهى الغزالي حفظه للقرآن الكريم في كُّتاب قريته، فكر والده في إلحاقه بمعهد أزهري، ولكن لم يكن في البحيرة - مسقط رأسه - معهد، فباع والده كل ما يملكه، وسافر ليلحقه بمعهد الإسكندرية الديني الأزهري، وهو ابن العاشرة، وذلك في العام 1927، ومن هذا المعهد حصل على الابتدائية بعد أربع سنوات، ثم حصل على شهادة الكفاءة بعد ثلاث سنوات، ثم الثانوية وكان قد تأخر عاماً عن الدراسة، بسبب فصله من المعهد لمشاركته في نشاط الطلاب ضد الاحتلال الإنجليزي، ودخل السجن، وأفرج عنه بغرامة مالية.? وبعد الانتهاء من الثانوية سافر إلى القاهرة ليلتحق بجامعة الأزهر، فحصل على شهادة العالمية في كلية أصول الدين العام 1941، ثم التحق بكلية اللغة العربية، وحصل على شهادة العالمية مع إجازة التدريس في الدعوة والإرشاد.? بعد التخرج تولى الغزالي عدة مناصب في مجال الدعوة الإسلامية، حيث بدأ كإمام وخطيب بأحد المساجد، ثم مديراً عاماً للإدارة العامة للتدريب بوزارة الأوقاف المصرية، ثم مديراً عاماً للدعوة والإرشاد، ثم مستشار المساجد، ثم وكيل وزارة الأوقاف.? كما عمل أستاذاً بجامعتي قطر وأم القرى بالسعودية، وعين رئيساً للمجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر ثم مشرفاً عاماً عليها، كما عيِّن أميناً لأمناء الجامعة الإسلامية بباكستان، فضلاً عن أنه قام بالتدريس في جامعة الأزهر.? وعرف الشيخ الغزالي بالجرأة في الإعلان عن آرائه، وعدم التستر على العيوب والأخطاء، فكان كثيراً ما ينتقد الانحلال الغربي والتفسخ الأخلاقي، ولكنه كان يذكر أن القوم أصدق منا في كثير من الأمور، وأن ما توصلوا إليه من تقدم كان نتيجة تخطيط وجهد وتعب.? ورغم أن الشيخ الغزالي اشتهر بأنه كان رقيق القلب، سخي الدمع، فإن غيرته على الإسلام، وخوفه من إبرازه في صورة مشوهة، جعلته يخرج عن رقته في بعض الأحيان.? وكان مقدراً لعلماء الأمة، وينهل من علمهم ويشيد بفضلهم، ويستطير غضبه حين يسمع من لا فقه له ولا علم يطعن في الأئمة، وكان يرى أن عدم احترامنا لعلمائنا من أسباب سقوط حضارتنا، ويشيد بأن الأمم الأخرى تحترم أصحاب نظريات فارغة، فما بالنا لا نحترم سادة الأمة من العلماء. وترك الشيخ الغزالي ثروة من الكتب تزيد على الخمسين كتاباً، وجميع مؤلفاته تعالج أوضاع الأمة.، كما اهتم بالتربية وإعداد الدعاة .?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©