الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أقدم إرهاب على الأرض.. بين ابني آدم قابيل وهابيل

أقدم إرهاب على الأرض.. بين ابني آدم قابيل وهابيل
18 يونيو 2015 20:30
أحمد محمد (القاهرة) يؤكد الباحثون والمؤرخون أن الإرهاب ظاهرة قديمة قدم العلاقات الإنسانية على وجه الأرض، ترتبط بوجود علاقات اجتماعية بين بني البشر، وبوجود الصراع بين الحق والباطل ولذلك فإن هذه الظاهرة ليست نشاطاً بشرياً طارئاً أو مفاجئاً، بل قديمة قدم البشرية. فلم يخل زمن أو عصر من «شذوذ» في تصرفات الإنسان، ومن ظهور من يتمرد على السلطة ويبغي على السلطان، من الناقمين على المجتمع بالخروج على نظمه وقوانينه، فنجد الظاهرة منذ أقدم حادثة إرهاب ظهرت على وجه الأرض بين ابني آدم قابيل وهابيل. وتسجل كتب التاريخ أن هذه أول حادثة يتمثل فيها أول عمل يحتسب من الإرهاب على وجه الأرض في مفهومه الواسع فأول عنف وعمل إرهابي ما حدث بين ابني آدم إذ قتل قابيل أخاه هابيل بسبب الغيرة والحسد قال الله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، «سورة المائدة: الآيات: 27 - 30». وكان التعليق القرآني: (... أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ...)، «سورة المائدة: الآية 32». أبناء البطن الواحد وتشير كتب التفسير إلى أن الصراع الذي دار بين ابني آدم كان عاطفياً، ناشئاً عن عدم رضا الأخ الأكبر قابيل بالزواج من شقيقة الأصغر هابيل لعدم اقتناعه بجمالها، ولرغبته في الزواج من شقيقته الجميلة فقد كانت حواء تنجب في كل بطن توأما من ذكر وأنثى، وكان محرماً على أبناء البطن الواحد الزواج ببعضهما البعض. نشأ الاختلاف بين الأَخوين، وقررا أن يقربا قرباناً إلى الله ليظهر بقبوله من منهما الذي يستحق الزواج من الشقيقة الجميلة، فقام قابيل وكان صاحب زرع بتقريب حفنة من طعام رديء، وقام هابيل وكان راعياً بتقريب أفضل ما عنده من الغنم، فنزلت نار من السماء فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فقتل أخاه حسداً وغيرة. ويؤكد العلماء أن الفعل «طوعت» يدل على التطرف الديني عند القاتل لأنَّه فعل مشتق من الطاعة، ومعناه أن نفسه قد صورت له أن قتله لأخيه من أعمال الطاعة. وهذه القصة من القصص المعبرة والمثيرة التي قصها علينا القرآن الكريم، جرت وقائعها مع بداية الوجود الإنساني على هذه الأرض، والتي انتهت أحداثها بقتل الأخ لأخيه، حسداً وعدوانا. الأخيار الأبرار وذكر سبحانه حاصل أحداثها في موضع واحد من كتابه الكريم، ويستفاد منها أن الناس في كل زمان ومكان فيهم الأخيار الأبرار وفيهم الأشرار الفجار، وهذا ما عبرت عنه الآية الكريمة، ويمثل هابيل صنف الأخيار الأبرار، ويمثل قابيل صنف الأشرار الفجار، وأن العنف أساس العمل الإرهابي، حيث لم يقتصر على جماعة أو منطقة معينة من العالم، بل هو ظاهرة عامة نابعة من ذات الإنسان. والقتل هو الاعتداء على الناس بإزهاق أنفسهم بلا مبرر شرعي، وهو من أعظم الجرائم بعد الشرك بالله وقد جرم القرآن فاعله، وغلظ في النكير عليه، ولذلك أوجد الله القصاص للمحافظة على حرمة النفس من تطاول الإنسان، وقد أشار إلى القتل وسفك الدماء على الأرض بسبب الصراع حيث قال سبحانه: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، «سورة البقرة: الآية 30». ويشير القرآن الكريم لهذه الحادثة الإرهابية التي استوجبت غضب الله تعالى واستحق فاعلها سخطه، وتشريعه لسنة سيئة عليه وزرها ووزر من اقترفها بعده، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه كان أول من سن القتل». عقوبات وللقاتل خمس عقوبات جزاء جرمه، ذكرها سبحانه في قوله: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، «سورة النساء: الآية 93». والقتل من السبع الموبقات قال صلى الله عليه وسلم: «لا يزال المؤمن في فُسحة من دينه، ما لم يُصب دما حراماً» وقال: «أول ما يُقضى بين الناس في الدماء. وحفاظاً على النفس المسلمة البريئة أن تُزهق بغير حق، نهى صلى الله عليه وسلم عن الإشارة إلى مسلم بسلاح، قال: «لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار». وقال ابن عمر إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©