السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات البرلمانية... تحدي أفغانستان المقبل

14 سبتمبر 2010 22:22
العنف الذي تبتلي به أفغانستان، وشلل المؤسسات السياسية في كابول، والاحتمال الكبير لأن تشوب انتخابات البلاد المقبلة عملياتُ تزوير وشراء للأصوات مرة أخرى، كلها أمور قد تبدو كافية لتنفير الشباب الموهوب عن السياسة هنا. وعلاوة على ذلك، فإن الترشح للبرلمان، في الانتخابات المقررة في الثامن عشر من سبتمبر، باهظ وخطير؛ والمؤسسة التشريعية، في النظام الذي ساعدت الولايات المتحدة على إنشائه بعد غزو 2001، لا تتوفر على قوة حقيقية مقارنة مع مؤسسة الرئاسة. غير أنه بالاستماع إلى "جنان موسى زاي"، وهو مرشح شاب في الثلاثين من عمره مفعم بالنشاط والحماس وحاصل على شهادة جامعية في العلوم السياسية من جامعة كارلتون الكندية، فإن الكفاح من أجل مستقبل أفغانستان يبدأ الآن، ويبدأ في صندوق الاقتراع إذ يقول: "صحيح أن البرلمان تم تحييده سياسياً تقريباً، وعمليات التزوير التي شابت الانتخابات غيرت إرادة الناخبين؛ ولكنني مازلت أعتقد أن مستقبلا أفضل ممكن، وأن على البرلمان أن يصبح بديلًا ذا مصداقية لحكومة فشلت في تقديم رؤية شاملة لمستقبل أفغانستان خلال الثماني سنوات الماضية". التحدي في هذه الانتخابات، هو إنشاء برلمان يراقب الجهاز التنفيذي ويراعي مصالح الناخبين في سياسات أفغانستان؛ غير أن التشكيك كبير بين الأفغان العاديين – الذين يعتقدون عموما أن البرلمان الحالي مليء برجال ونساء همهم الوحيد هو تحقيق الأرباح. وفي هذا الإطار، يحاول "موسى زاي" تمييز نفسه عن قرابة 2500 مرشح يتنافسون على 249 مقعدا في البرلمان. وفي إقليم كابول، وهو الدائرة التي يترشح فيها، يتنافس أكثر من 600 شخص على واحد من 33 مقعداً؛ غير أن قلة قليلة منهم تتوفر على برنامج انتخابي، ويُعتقد أن الكثير منهم مدعومون من قبل المصالح التجارية وزعماء الحرب الذين اغتنوا بفضل تجارتي الأفيون والخدمات الأمنية منذ سقوط نظام "طالبان". ولئن انخرطوا في حملة ملصقات محمومة عبر أرجاء كابول -حيث بات أمراً مألوفاً أن يستيقظ أصحاب المتاجر ليجدوا وجوه مرشحين مختلفين ملصقة على أبواب محالهم- فإن الناس العاديين يبدون حائرين ولا يعرفون أي المرشحين يصدقون. ويقول بعض المراقبين هنا إنهم يتوقعون عمليات تزوير أقل مقارنة مع الانتخابات الرئاسية التي أعادت كرزاي إلى السلطة العام الماضي، وتسببت في توتر قصير مع الداعمين الدوليين. ولكن أفغانستان باتت أكثر عنفاً اليوم، وبات لدى العديد من المرشحين مسلحون خاصون بهم. وفي هذا السياق يقول "نادر نادري"، رئيس "مؤسسة انتخابات حرة ونزيهة" في أفغانستان: "لدينا ارتفاع في الترهيب والهجمات ضد المرشحين، ومعظم التهديدات مصدرها طالبان، ولكن في بعض مناطق البلاد زعماء الحرب المحليون هم الذين يدعمون المرشحين". ويفيد مسؤولو الانتخابات في كابول بان نحو 15 في المئة من مكاتب التصويت من المرجح ألا تفتح أبوابها بسبب التهديدات. كما بدأ مسؤولون غربيون يخفضون توقعاتهم، مجادلين بأنه إذا كانت عمليات التزوير في الانتخابات المقبلة أقل من تلك التي أعادت كرزاي إلى السلطة، فينبغي أن يُنظر إليها كنجاح. يذكر أن النظام الذي ظهر منذ تعيين كرزاي في 2001 ركز معظم السلطات في الجهاز التنفيذي؛ ولئن كان البرلمان يقوم أحياناً بتعطيل تعيينات حكومية، فإنه يلعب دوراً صغيراً في تحديد الميزانيات وتوجيه الإنفاق. وعلاوة على ذلك، فإن عملية التصويت تخضع لاعتبارات عرقية حيث يصوت أبناء قومية الهزارة للهزارة، وأبناء قومية البشتون للبشتون، وهكذا دواليك. كما يعتقد معظم الأفغان أن بيع الأصوات متفش داخل البرلمان الحالي. أول مهمة بالنسبة لموسى زاي -في حال تم انتخابه- ستكون إنشاء كتلة من المشرعين ممن لديهم أفكار ورؤى مماثلة لرأب الانقسامات الإثنية، والنأي عن الفساد، والدفع في اتجاه هيئة تشريعية قوية وذات صلاحيات أوسع. غير أن دبلوماسياً غربياً في كابول، طلب عدم الكشف عن هويته، يجادل بأنه إذا كان من شبه المؤكد أن الانتخابات ستشوبها عمليات تزوير، فإن الرهان ليس كبيراً إذ يقول: "البرلمان لا يهم في الواقع... ويمكنك أن تقول من ناحية إن إنشاء رئاسة قوية مثل هذه هي الخطيئة الأولى في أفغانستان خلال عهد ما بعد طالبان". ويقول موسى زاي إنه يريد أن يعمل على بناء أحزاب سياسية حقيقية من أجل الدفع في اتجاه محكمة دستورية تستطيع تفسير البنود الغامضة في الدستور الحالي. ولكنه يدرك أن التغيير لن يتأتى بسهولة، وينتقد نظاماً يقف في طريق تشكيل أحزاب سياسية - يذكر هنا أن الأغلبية الساحقة من المرشحين يتنافسون في هذه الانتخابات كمستقلين – نظام ركز سلطات كثيرة جدا في يد كرزاي. يقول موسى زاي: "إن الأحزاب السياسية الوطنية أساسية بالنسبة لمستقبلنا... لماذا لم تظهر خلال السنوات الثماني الماضية؟ إنه فشل الزعامة الأفغانية". ويستطرد قائلاً إن الولايات المتحدة تتحمل جزءاً من المسؤولية، متحدثاً عن "قرار أميركي في بداية الغزو باتباع سياسة تحالفات قصيرة الأمد تنم عن قصر النظر مع تجمعات سياسية- عسكرية عبر البلاد بدلًا من الاستثمار في مجتمع مدني قوي". دان مرفي كرباخ - أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©