السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحية «السفر» التونسية تعرض في جوتنبورج وتحظى بقبول الجمهور السويدي

مسرحية «السفر» التونسية تعرض في جوتنبورج وتحظى بقبول الجمهور السويدي
14 سبتمبر 2010 22:25
“فرقة آرتيس التونسية تعرض مسرحية “السفر” في مدينة جوتنبورج”. هذا الخبر وحده استرعى الانتباه، فكيف ستصبح الحال إذا أضفنا إليه أن المسرحية قدمت باللغة العربية إلى الجمهور السويدي. فهذا أمر نادر الحدوث في الحياة الثقافية السويدية، وهو ما أثار فضولنا لمقابلة مخرج العمل سليم الصفهاجي وسؤاله عن خطوته هذه، وما إذا كان فيها شيء من المغامرة الفنية؟ فقال “إذا نحينا المغامرة جانبا، فماذا يتبقى من طعم الحياة.. عندما تتمكن من وسائل عملك، أي عندما تكون محترفا، وتؤمن بعملك وصادقاً فيه لا يهم أين تعرضه؛ في السويد أو في أي مكان آخر. فنحن نعمل بآليات وآلات كالموسيقى، فالمسرحية عمل متعارف عليه عالميا، وهذا ما يجعلنا نتسلى بعملنا، نتسلى بالمعنى الإيجابي للكلمة ونفرح كثيرا حين نشاهد جمهورا سويديا يستقبلنا بالحماس ويقبلون على فرقة مسرحية تونسية هي نكرة بالنسبة اليهم، ثم تراهم يقفون تحية ويصفقون في نهايتها لمدة عشر دقائق دون توقف.. فنقول إذن: نحن نسير في الطريق الصحيح”. شخصيات العمل ثلاث؛ امرأة ورجلان، كلهم في عمر الشيخوخة. يلتقون في متنزه عام، يثرثرون ويتخاصمون حول قضايا ليست ذات معنى. إنهم يقتلون الوقت بعد أن فقدت الحياة معناها الحقيقي بالنسبة لهم. ولهذا تراهم يذهبون في أحاديثهم إلى مناطق كانت ذات يوم حيوية بالنسبة لهم، لأنها ببساطة كانت تكسب حياتهم معنى، أما اليوم فلا أحد يلتفت إليها ولا إليهم. في “السفر” نقد مبطن لموقف الناس والمؤسسات من الذين اقتربت أعمارهم من الشيخوخة. والمسرحية بطابعها الكوميدي سمحت بإخفاء حدة النقد ولكنها أبرزته ضمن حوارات عامة كانت تغمز بقناة المجتمع ومؤسساته الاجتماعية والسياسية. واللافت أن الجمهور السويدي كان يتفاعل بشكل كبير مع الممثلين الذين كانوا يتحدثون العربية ولكنهم كانوا في الوقت ذاته يتكلمون لغة عالمية قوامها حركة الجسد. المسرحية عرضت في فضاء ضيق لا يتسع لجمهور كبير ولا لحركة أكبر للممثلين وعن هذا العائق قالت الممثلة صباح بوزويتة، والتي لعبت دورا رئيسيا في “السفر”: “الفضاء لم يكن عائقا أمامنا. وحتى في تونس لم يتوافر الفضاء المثالي الذي نريده. نحن نلائم دوما الفضاء مع العمل والعكس صحيح”. المسرح التونسي له تجارب كثيرة في أوروبا، لمسناها من خلال حوار الممثل نعمان حمدة الذي حضر قبل أربعة عشر عاما إلى جوتنبورج مع المخرج التونسي الفاضل الجعايبي وقدم عرضا مسرحيا في المدينة نفسها. عن الفرق بين تجربتيه الأولى والثانية وكيف وجدها بعد كل هذه السنين قال “جئنا إلى جوتنبورج بعد 14 عاما وبعد جولات كثيرة في أوربا والعالم، قدمنا خلالها عملا لا يعتمد على الكلمة، أي النص، بل يعتمد على روح الكلمة، ولهذا كان الجمهور يتقبلها باللغة الأصلية المنطوقة بها. كثيرا ما كان الأوربيون يأتون إلينا بعد العرض ويقولون لنا.. لقد فهمنا مسرحيتكم وشخوصها. واليوم في جوتنبورج حدث نفس الشيء تماما. لأن لغة المسرح عالمية وقوة توصيل “السفر” كانت كافية ليستقبلها الناس بهذا الترحيب المفرح”.
المصدر: جوتنبورج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©