الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة المزورعي تسرد شيئاً من حياة قديمة في روايتها الأولى «زاوية حادة»

فاطمة المزورعي تسرد شيئاً من حياة قديمة في روايتها الأولى «زاوية حادة»
30 يناير 2010 21:07
أصدرت الكاتبة فاطمة المزروعي مؤخراً روايتها الأولى بعنوان “زاوية حادة” وتقع في 126 صفحة من القطع المتوسط، وهذه المجموعة الصادرة عن دار العين للنشر في مصر، سوف تصدر في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يقام في مارس المقبل مترجمة إلى اللغة الانجليزية. وقد أنجز ترجمة الرواية إلى الإنجليزية المترجم السوري عدنان محمد، وستصدر عن دار “المحاكاة للدراسات والنشر” السورية. يشار إلى أن الكاتبة فاطمة المزروعي تكتب في أكثر من حقل أدبي، حيث لها مجموعة قصصية بعنوان “وجه أرملة فاتنة” صادرة عام 2008 عن مشروع “قلم” التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كما أنجزت نصين مسرحيين هما “طين وزجاج”، فاز بجائزة التأليف المسرحي عام 2008 التي تنظمها جمعية المسرحيين وعرضت في مهرجان دبي لمسرح الشباب في دبي، والثاني بعنوان “حصة “ وفاز بالمركز الثاني في مسابقة التأليف المسرحي لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عام 2009. كما كتبت سيناريو فيلم “تفاحة نورة” الذي عرض كفيلم في مهرجان الخليج السينمائي 2009 في دبي. ومن أجواء روايتها “زاوية حادة” نقتطف التالي: كانت أول مرة تمتد يدي لتسرق شيئاً ما حينما نزلت مع زميلاتي إلى البقالة، لقد أعجبني منظر الحلوى وأنواعها، ولم يكن الدرهمان في جيبي يأتيان بشيء، لقد غافلت صاحب البقالة، وسرقت بعض الحلوى ودسستها في جيبي، وسارعت بعدها بالركض إلى منزلنا، وقلبي يخفق بقوة، خشيت أن يصيدني البائع، فيبلِّغ الشرطة، ركضت كثيراً، وساقاي تهرولان بي بعيداً، وأحسست بالخوف والرعب، ولكنني لم أحاول أن أنظر إلى الخلف، كانت نظراتي باتجاه باب بيتنا، وعندما وصلت تنفست الصعداء، وأخرجت الحلويات، وزعتها على أخواتي، ولكن ظل تأنيب الضمير والإحساس بالجريمة يسيطران عليّ، وكانت تلك السرقة وما شابهها من أشياء، تشعرني بتصدع أو تشقق في الأعمدة التي كانت تقوم عليها طفولتي، ولكن.. سرعان ما خف هذا الإحساس مع الوقت. كان هناك ضجيج لا أفهم معناه في رأسي، كنت أقرب إلى العالم المعتم بحكايات جدتي، التي اعتادت الجلوس معنا، وسرد حكاياتها، كانت حكاياتها جميلة، وعالمها نقياً طاهراً بالنسبة لي، على الرغم من خلافها المستمر مع جدي، ربما عالمها المملوء بقصصها التي كانت تقولها لي بشغف، فأغرق فيها، أفضل بكثير من عالم والدي المزري الذي أضاف لي جرحاً لا يمكنه أن يندمل مع الوقت، كان عميقاً بحيث ظل ينزف في داخلي قرابة سبعة وعشرين عاماً، هي عمري الحالي، عيد ميلادي القادم يقترب رويداً، أريد أن أفعل شيئاً لنفسي، فالوقت يمضي، ولا تسعفني سوى حكايات جدتي، وأتذكر حضنها الدافئ، يديها الكبيرتين وهي تتلقفني عائدة من المدرسة بحقيبتي الحمراء، تحضنني، وأذهب معها إلى المطبخ، مطبخنا الصغير، أجلس بجوار الموقد، وهي تعد الطعام بكل حنان، تدفع إلىّ بصحن فيه بقايا من الفطور، بيضة وبعض جبن “الكرافت” وقطعة خبز صغيرة، وكوب حليب كرك، تعده بكل إتقان، ليس لي، إنما لبقية إخوتي أيضاً، تطبخه في الصباح على نار هادئة، تسكبه بكل بساطة في الدلة القديمة، تحضر الأكواب الزجاجية، تسكب في إحداها، وتطلب مني أن أشربه بهدوء. - لا تسرعي يا بنت سوف يحرق لسانك. أشرب الشاي المخلوط بالحليب والهيل والسكر على عجل، يحرق لساني، آه كم هو مؤلم هذا الحرق؟ شاي جدتي أحلى شاي في الدنيا، أنظر إلى لساني في مرآة الغرفة بسرعة، وحقيبتي على ظهري، جدتي وحكاياتها تتعمق في داخلي، وتصل إلى الجذور، تمشي مع دمائي وتختلط بتربيتي، كنت قريبة منها، أشعر في كثير من الأوقات أنها مزجت شخصيتها بي: الصبورة القوية المكافحة .. وحبها للحكايات، حكايات جدتي أحملها في مخيلتي، أحكيها لصديقاتي، فيستمعن لي بإنصات مستغربات من هذا العالم الذي تقوقع في داخلي، كثيرات كن يحسدنني على قدرتي على سرد الحكايات بتسلسل جميل ونقي، كانت هذه الحكايات تشبه عالماً من الأسرار، أخفيه بين دفتي ذاكرتي التي راحت تختزنه بكل نهم، حكاية البنت التي عاقبتها زوجة والدها وحرمتها من الحياة، فجاء إليها الثعبان وأنقذها من براثن الحياة الصعبة، لينقلها إلى عالم مملوء بالحب والحنان، وتحول إلى بشر عادي بعد أن حوّلته الساحرة الشريرة إلى ثعبان، فحمل حبيبته وانطلق معها إلى عالم بلا منغصات أو عقبات، بعد أن انتشلها من القسوة والحرمان
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©