الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شبح خروج اليونان من الاتحاد الأوروبي يخيم على مباحثات وزراء مالية اليورو

شبح خروج اليونان من الاتحاد الأوروبي يخيم على مباحثات وزراء مالية اليورو
18 يونيو 2015 20:35
أثينا، لوكسمبورج (أ ف ب) بدأ وزراء مالية منطقة اليورو أمس محادثات حاسمة حول اليونان تأتي بعد تحذيرات عدة من خروج أثينا من منطقة اليورو، وحتى الاتحاد الأوروبي إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق مع دائنيها. وازدادت حدة المفاوضات الأسبوع الحالي بين أثينا ودائنيها المتمثلين بالاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي حول الجزء الأخير من خطة المساعدات المخصصة لليونان وقيمته 7,2 مليار يورو، وحتى وصل الأمر ببعض المسؤولين لطرح فكرة احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو. والأربعاء، وقبل يوم واحد من اجتماع لوكسمبورج لدول منطقة اليوروالـ 19، حذر البنك المركزي اليوناني للمرة الأولى من أن فشل المفاوضات سيؤدي إلى تعثر اليونان من سداد ديونها وخروجها من منطقة اليورو و» على الأرجح» من الاتحاد الأوروبي. وفي إشارة إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي بدأوا بالفعل يبحثون احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو، قال رئيس البنك المركزي الألماني جينز ويدمان إن من شأن ذلك أن «يغير من طبيعة الاتحاد المالي»، ولكن لن يدمره. وتابع في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية وإيطالية وإسبانية أنه «سيكون من الصعب السيطرة» على نتائج الخروج من منطقة اليورو بالنسبة لأثينا. أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقالت أمس إنها ما زالت مقتنعة بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع اليونان، مشيرة إلى أن «جهود ألمانيا موجهة لإبقاء اليونان في منطقة اليورو». وبالرغم من التحذيرات، واقتراب المهلة المحددة لليونان لسداد ديونها لتسديد 1,6 مليار دولار لصندوق النقد الدولي بحلول نهاية الشهر الحالي، قال وزير المالية اليوناني ينيس فاروفاكيس إنه لا يتوقع أن يتم التوصل خلال المحادثات الجديدة إلى اتفاق حول سلسلة الإصلاحات الاقتصادية التي من شأنها أن تتيح صرف الجزء الجديد من القروض. وردا على سؤال حول هذا الأمر، قال فاروفاكيس خلال زيارة إلى باريس الأربعاء «لا أعتقد ذلك... الأمر يعود الآن إلى القادة السياسيين للتوصل إلى اتفاق». وفي إشارة إلى تزايد القلق على صعيد دولي من الأزمة القائمة مع اليونان، حذرت رئيسة الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) جانيت يلين الأربعاء من أن الاقتصادين الأميركي والعالمي مهددان بالتعرض لـ»اضطرابات» إذا لم تتوصل أثينا ودائنوها إلى اتفاق. وقالت يلين في مؤتمر صحفي «في حال لم يحصل اتفاق، أتوقع اضطرابات ممكنة قد تطال الآفاق الاقتصادية في أوروبا والأسواق المالية في العالم». ولم تنجح الجهات الدائنة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة اليسارية في اليونان حول الإصلاحات التي يجدر بها اتباعها في ما يتعلق بنظام التقاعد وزيادة الضرائب مقابل حصولها على الجزء الأخير من خطة المساعدات لتفادي تخلفها عن سداد ديونها. وحذر رئيس الحكومة اليونانية ألكسيس تسيبراس الأربعاء من أن إصرار الاتحاد الأوروبي على الاقتطاع من نظام التقاعد قد يطيح بأي احتمال للتوصل إلى اتفاق. وقال تسيبراس «إذا أصرت أوروبا على نظام التقاعد (إحدى نقاط الخلاف في المفاوضات) فعليها تحمل الثمن»، مشددا على أنه «ليس هناك مكان لأي اقتطاعات إضافية من دون أن تؤثر على صلب نظام» التقاعد. ومن المفترض أن تسدد اليونان لصندوق النقد الدولي مبلغ قيمته 1,6 مليار دولار بحلول 30 يونيو فضلا عن رزمة من الدفعات المترتبة عليها هذا الشهر أيضا، بالإضافة إلى 6,7 مليار يورو للمصرف المركزي الأوروبي في يوليو وأغسطس المقبلين. وظهرت إمكانية تخلف اليونان عن سداد ديونها بعد فشل جولة جديدة من المحادثات يوم الأحد. وأصدر البنك المركزي اليوناني تقريرا حذر فيه من فشل المفاوضات على اعتبار أنه من شأن ذلك أن يؤدي إلى تعثر اليونان في السداد وخروجها من منطقة اليورو و»على الأرجح» من الاتحاد الأوروبي. وجاء في التقرير السنوي حول اقتصاد البلاد أن «العجز عن التوصل إلى اتفاق سيكون بداية طريق أليم سيقود أولا إلى تخلف اليونان عن السداد وفي نهاية المطاف إلى خروج البلاد من منطقة اليورو وعلى الأرجح من الاتحاد الأوروبي». وشرح أن من شأن ذلك إدخال البلاد في حالة تقشف قاسية وتراجع في العائدات وارتفاع نسبة البطالة. وللمرة الأولى بعد فشل المفاوضات الأسبوع الماضي، أجرى تسيبراس اتصالا هاتفيا برئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي اتهم رئيس الحكومة اليوناني بتضليل الناخبين اليونانيين حول ما يجري في المحادثات. وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية اليونانيين يؤيدون الاستراتيجية التي تتبعها الحكومة في التفاوض على الرغم من تراجع نسبة دعمها. وتظاهر حوالي سبعة آلاف شخص في أثينا الأربعاء للاعتراض على طلبات الدائنين فرض إجراءات تقشف إضافية، وحملوا لافتات كتب عليها «أنهوا التقشف» و«ديمقراطية، وليس ابتزازا». لاجارد : اليونان لن تمنح فترة سماح لتسديد ديونها لوكسمبورج (أ ف ب) قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد أمس إن اليونان لن تحصل على فترة سماح، وعليها أن تسدد في 30 يونيو 1,5 مليار يورو للصندوق، وإلا اعتبرت متخلفة عن السداد. وقالت لاجارد خلال مؤتمر صحافي في لوكسمبورغ قبل اجتماع لمنطقة اليورو مخصص لليونان «لدي استحقاق في 30 يونيو، ليس هناك فترة سماح، إذا لم يتم التسديد في الأول من يوليو، فهذا يعني أنه لم يتم التسديد». وأكدت «ليست هناك فترة سماح لشهر أو اثنين كما سمعت» متحدثة عن «تخلف عن السداد». ويتوقف مصير اليونان على اتفاق حول الاقتطاعات المالية والإصلاحات للحصول على 7,2 مليارات يورو من دائنيها، وهم الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، حتى تتمكن من سداد الدين لصندوق النقد. وذكرت وسائل الإعلام الاقتصادية خلال الأيام الماضية أن اليونان قد تحصل على فترة سماح. وتتعثر المفاوضات بين اليونان ودائنيها حول مرتبات التقاعد، وبهذا الشأن قالت لاجارد: «إنها منفتحة على الحوار». ميركل: اتفاق اليونان ما زال ممكناً إذا أبدت أثينا الإرادة برلين، أثينا (رويترز) قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إن التوصل لاتفاق بين اليونان ودائنيها لا يزال ممكنا إذا أبدت أثينا الإرادة اللازمة وسط تشاؤم متزايد من أن البلاد التي تعاني من التقشف قد تخرج من منطقة اليورو. ولم يبد أي طرف علامة على تغيير موقفه إذ يصر الدائنون على أنه على اليونان تقديم تنازلات من أجل إبرام اتفاق على تقديم تمويلات نقدية مقابل إجراء إصلاحات كي يتسنى للحكومة سداد أقساط الديون التي يقترب أجل استحقاقها وتجنب التعثر عن السداد الذي قد يترتب عليه تداعيات كارثية. وبعيدا عن تقديم تنازلات شن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس هجوما جديدا على المقرضين في مقال بصحيفة ألماني، وانتقد ما وصفه بأنه «إصرار أعمى» من جانبهم على خفض معاشات التقاعد التي قال إنها ستزيد من حدة أزمة بلاده. وبدأ الزعيم اليساري زيارة إلى روسيا تستغرق يومين لحضور منتدى اقتصادي في سان بطرسبرج، بينما يجتمع وزراء مالية منطقة اليورو في لوكسمبورج لمناقشة الأزمة. وفي ظل استبعاد أثينا تقديم اقتراحات جديدة للنقاش تبددت الآمال في تحقيق انفراجة في الاجتماع. وقال بيير موسكوفيتشي مفوض الشؤون الاقتصادية بالاتحاد الأوروبي للصحفيين لدى وصوله إلى اجتماع لوكسمبورج إنه لا يريد أن تتحول أزمة الديون إلى تكرار لمعركة واترلو في ذكرى مرور 200 عام على الهزيمة التاريخية لفرنسا. وقال موسكوفيتشي «اليوم تاريخ مهم ولا رغبة لدي أن أرى عودتنا إلى عصر واترلو عندما اصطف الأوروبيون جميعا ضد دولة واحدة.» وفي علامة على التوتر المتزايد بين كثير من اليونانيين بشأن مصير بلادهم يعتزم أنصار اليورو تنظيم مسيرة في وسط أثينا للدعوة إلى إنهاء الأزمة. يأتي ذلك بعد يوم من تجمع محتجين مناهضين لإجراءات التقشف دعما للحكومة، واعتراضاً على سياسات المقرضين. وقالت ميركل لمشرعين ألمان «ما زلت مقتنعة أنه إذا كانت هناك إرادة فسيكون هناك سبيل» في تجديد لرسالة من الأسبوع الماضي. وأضافت: «إذا استطاع المسؤولون في اليونان إبداء الإرادة فإن التوصل لاتفاق... لا يزال ممكنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©