الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طرابلس تتهم «الناتو» بقصف حي سكني وقتل 9 مدنيين

طرابلس تتهم «الناتو» بقصف حي سكني وقتل 9 مدنيين
19 يونيو 2011 23:49
اتهمت الحكومة الليبية حلف شمال الأطلسي “الناتو” بشن غارة جوية ليل السبت الأحد على حي سكني، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 18 آخرين بينهم طفلان و5 من عائلة واحدة، بحسب حصيلة نقلها الناطق باسم النظام الليبي موسى إبراهيم. وأدانت ليبيا أمس، القصف وحملت الأمم المتحدة المسؤولية عما وصفته بـ“الانتهاكات”، في حين قال متحدث باسم الناتو إن الحلف يأخذ الأنباء التي تتحدث عن سقوط ضحايا من المدنيين بجدية بالغة وإنه يحقق مما إذا كان سلاح من الحلف هو الذي قصف المنطقة السكنية مما تسبب في مقتل المدنيين، مؤكداً أنه سيكون “شديد الأسف” إذا ما ثبتت صحة ذلك. وفي حادث آخر، أقر الأطلسي بأن طائرات تابعة له هاجمت بالخطأ في 16 يونيو الحالي طابور عربات عسكرية تابع للمعارضة الليبية بمنطقة البريقة فيما قال الثوار إنه أسفر عن إصابة 16 من مقاتليها. وفي جبهة أخرى من الصراع الدائر منذ 4 أشهر في ليبيا لإطاحة العقيد معمر القذافي، قال طبيب قرب خط الجبهة في الدفنية الواقعة إلى الغرب مباشرة من مصراتة إن 8 من مسلحي المعارضة قتلوا وأصيب 36 في قتال مع القوات الحكومية. في حين أفاد مراسل من رويترز أن 4 مقاتلين معارضين قتلوا أمس، إثر تعرض مواقعهم الى الغرب من مدينة مصراتة لنيران مدفعية القوات الحكومية، مبيناً إنه شاهد القتلى والجرحى أثناء نقلهم إلى المستشفى في شاحنات صغيرة. وقال المتحدث موسى إبراهيم “إن حصيلة قصف الناتو للمنطقة السكنية، ارتفعت إلى 9 قتلى بينهم 5 من أفراد عائلة واحدة و18 جريحاً”. وأضاف أن “الأشخاص الأربعة الآخرين، قتلوا فيما كانوا يعبرون أمام المنزل عند وقوع الغارة”. وأوضحت السلطات أن المبنى من طابقين الذي تقيم فيه 5 عائلات دمر بفعل القصف في حي عرادة شرق طرابلس. وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس أن أضراراً لحقت أيضاً بمنزلين مجاورين آخرين على الأقل. وفي الساعات الأولى صباح أمس، اصطحب مسؤولون بالحكومة الليبية صحفيين إلى منطقة سكنية في حي عرادة بمنطقة سوق الجمعة في طرابلس وشاهدوا جثتين تنتشلان من تحت أنقاض مبنى مدمر. وفي مستشفى محلي عرض على الصحفيين 3 جثث إحداها لطفل وقال مسؤولون حكوميون إنهم بين 9 قتلوا في الغارة الجوية. وفي مستشفى طرابلس تمكن الصحفيون من رؤية جثث طفلين على الأقل لا يتجاوز عمرها السنتين وكذلك سيدة من عائلة واحدة بحسب السلطات. واتهم إبراهيم الحلف الأطلسي بارتكاب أعمال “وحشية” مستهدفاً “عن عمد المدنيين”. وقال خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي للصحفيين في مكان الحادث إن هناك استهدافاً مقصوداً ومتعمدا للمباني المدنية. وأضاف أن هذه علامة أخرى على وحشية الغرب. وليست هناك طريقة يتمكن بها الصحفيون من التحقق من أن كل الجثث التي عرضت عليهم من ضحايا قصف المبنى. ويتلقى مراقبون دوليون في بعض الأحيان مزاعم الحكومة الليبية بسقوط ضحايا من المدنيين في ضربات جوية لحلف الأطلسي بتشكك. وفي إحدى المرات قدم مسؤولون ليبيون طفلة مصابة باعتبارها ضحية لغارة جوية لكن أفراد فريق العمل الطبي مرر رسالة إلى صحفي أجنبي يقولون فيها إنها أصيبت في حادث سير. وقال مايك براكن المتحدث باسم قائد الجناح بحلف الأطلسي للخدمة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية “سيكون حلف شمال الأطلسي آسفاً للغاية بالطبع إذا خلصت مراجعة هذا الحادث إلى أنه سلاح من الحلف”. وأضاف “لكني أطلب منكم أن تطلعوا على سجلاتنا خلال هذه العملية على مدى الأشهر الثلاث الماضية واستخدام الأسلحة الدقيقة لتجنب سقوط قتلى من المدنيين”. وأكد براكن أن “الأطلسي يحقق في الأمر.. لقد قام الحلف بعمليات في طرابلس الليلة الماضية ( السبت الأحد) حيث شن غارات جوية ضد هدف عسكري شرعي”. وإذا ما اتضح أن غارة جوية من حلف الناتو هي السبب في سقوط القتلى فسيكون أول حادث معترف به من نوعه في هذه الحملة وربما يضعف عزيمة بعض الدول في الحلف. ويقصف الحلف أهدافاً في ليبيا منذ أشهر فيما يقول الحلف إنها عملية لحماية المدنيين الذين ثاروا على حكم العقيد معمر القذافي المستمر منذ 41 عاماً. وهناك توترات فيما بين الدول الأعضاء في الحلف مع طول فترة الحملة أكثر مما توقعه أغلب مساندي الحملة وبقاء القذافي في السلطة والذي ظهر منذ أيام في لقطات كان يلعب فيها الشطرنج مع أحد الزائرين الروس. ويحاول مقاتلو المعارضة من مصراتة على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس التقدم غرباً في اتجاه العاصمة طرابلس لكنهم تكبدوا أمس خسائر بشرية فادحة عندما تعرضوا لقصف من قوات القذافي. وقال طبيب في مستشفى ميداني قرب خط الجبهة في الدفنية وهي منطقة تقع إلى الغرب مباشرة من مصراتة، إن 8 قتلوا وأصيب 36 آخرون. وذكر مراسل لرويترز في المستشفى الميداني أنه شاهد القتلى والجرحى أثناء نقلهم إلى المستشفى في شاحنات صغيرة. وقال مقاتل بالمعارضة يدعى محمد الصويلحي “كانت قوات القذافي موجودة تحت الأرض (في مخابئ). كنا نحرس المنطقة ونصبوا لنا كميناً”. وكانت جثة صديقه مصطفى إحدى جثتين وصلتا من الجبهة على متن شاحنة. ومضى يقول “أصيب ابن عمي السبت. وقتل صديقي الأحد. نحن جميعاً أصدقاء مقربون في مجموعتي”. وفي خبر لاحق مساء أمس، أفادت مصادر المعارضة بمقتل 9 من الثوار والمدنيين، وإصابة 51 في معارك عنيفة بين قوات نظام القذافي والثوار في منطقة مصراتة. وفي الأسبوع الماضي أسقطت طائرات حلف شمال الأطلسي منشورات حول منطقة الجبهة محذرة قوات القذافي من استهدافهم بطائرات هليكوبتر ما لم يلقوا أسلحتهم. لكن مقاتلين يقولون إنه ليست هناك مظاهر تذكر على وجود الحلف. وقال الطبيب الذي يدعى نوري والذي كان يرعى المصابين في المستشفى الميداني “لا نعلم ما الذي يفعله حلف الأطلسي”. وبعد 4 أشهر من الصراع في ليبيا، أصبحت المعارضة تسيطر على أغلب أجزاء شرق ليبيا والمنطقة المحيطة بمدينة مصراتة وأغلب أجزاء منطقة الجبل الغربي الممتدة إلى الحدود مع تونس. لكنهم ما زالوا بعيدين عن السيطرة على معقل القذافي العاصمة طرابلس وما بعدها رغم الدعم الجوي من حلف الأطلسي.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©