الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"حرام" جديد السعودي عبدالله ثابت

"حرام" جديد السعودي عبدالله ثابت
6 فبراير 2008 02:01
صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت كتاب للسعودي عبد الله ثابت حمل عنوان (حرام C.V)، وجاء في 180 صفحة، وهو كتاب غير مصنف كجنس ادبي، حيث يأخذ صفة التجريب منذ غلافه وعنوانه، إلى النصوص التي يحتويها، وحتى استخدام الصفحات يبدو جديدا من حيث توظيف أسلوب الرسائل الإلكترونية وصفحات الإنترنت ورسائل الموبايل· فمنذ الغلاف الأول نجد اسم المؤلف موضوعا في وضع مقلوب تحت العنوان الغريب، وعلى الغلاف الأخير معادلات وأرقام وعناوين بريد إلكتروني، وهكذا· بين الغلافين يفاجأ القارئ بنصوص غرائبية تجمع الواقع اليومي بقدر كبير من الانزياحات إلى جموح كبير في الخيال وفي استخدام اللغة على نحو غريب، فالنصوص تتوزع بين السرد وبين الجملة الشعرية المكثفة والقصيرة، بعضها في وصف جوانب من الحياة والبعض الآخر تأملات في مسيرة الإنسان الفرد وعلاقاته· يبدأ الكتاب بـ''تحذير صحي: النيكوتين سبب رئيسي لسرطان الرئة وأمراضها وأمراض القلب والشرايين· قطران 8 مج، نيكوتين 6,0 مج، أول أكسيد الكربون 8 مج''· وفي النص الثاني ينقلنا المؤلف إلى عالم الإنترنت حيث العنوان "Download" والنص القصير المكثف يعبر عن رغبة في بياض النص ''أف·· كيف سأحصل على الكلمات الممحوة!''· وكما يكتب ثابت عن الأشياء والموضوعات الساخنة والراهنة، فهو يكتب بلغة حارة غير مألوفة، سواء أكانت سردا للمألوفات أم تكثيفا للغموض في حياتنا، لغة تقوم من داخلها علاقات غريبة، فتقوم على تشبيهات واستعارات جديدة، ولها مفرداتها القادمة من عوالم التهميش والقهر ''لا أضيق من جوفي الشرس/ المثقل باتساعاتك/ وأوهن ما في الهواء من لذات/ وأثخن ما في الهواء من خيبات/ لا أوعر من أحشائي الموبوءة بالصفر/ وأصغر فاصلة''· هي نصوص شديدة التشاؤم حياتيا ووجوديا، يطغى فيها شعور الاغتراب عن المكان والزمان، يعبر عن ذلك في صور كثيرة تتدفق متتابعة كشلال، نقرأ ''احزم يديك بحبل فرسك/ واركل جنبيها بقسوة لتركض/ تركض فهذه الأرض ليست لك، ولا ولدت بها''، ويتابع بعد ذلك بضمير الغائب ''كدس أحلامه الفارس على ظهر مهرته/ لكن المهرة لا تعدو/ تبرك بأورامه الداكنة''· بمثل هذه السوداوية يستمر ثابت في نبش دهاليز حياته/ حياتنا المحتشدة بصور البؤس، بؤس الهندي العامل في المطعم الذي اضطر ''بطل'' الكتاب لأن يأكل فيه، والسخرية من ترفع هذا الشخص على الهندي واعتبار الهنود أقل مستوى، بؤس الوحدة التي يعيشها الكائن· فيقول ''صبرا يا رفاقي الأيتام/ ولنتدرب على الوحدة والعيش بلا آخرين''، فربما كان ''الآخرون هم الجحيم''· بل هو يذهب أبعد من ذلك حين يقول ''ما عدت أحس أني غريب عن هذا الكوكب فحسب، إني غريب عن الموت الذي بعده/ إنني الغريب الذي لن يعرفه الموتى ذات يوم''· وبدلا من البشر يختار هذا ''الكائن'' البراري ويصاحب الطبيعة وعناصرها، فنراه ''في عامه الأول ولحظة بزوغ فضته الشرسة غادر إيوانهم الفسيح إلى بريته، ولاذ بصداقة العشب الحرام، والجدران الرديئة النائية''، ونرى أن حلمه ليس هو حلم الناس العاديين، فهو يتساءل في واحد من نصوصه ''إلى متى سأحلم بمنحة الدكتوراه في أسبانيا/ وبصورة تذكارية مع راؤول قونزاليس/ كم أتمنى تلك الأرض الجامحة/ وتلك الخيول المهجنات''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©