هناء الحمادي (الشارقة) - زيارة منى جاسم طالبة جامعية إلى مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض، كانت من أجل مشاهدة حيوان الطهر العربي، بهدف التعرف إلى هذا الحيوان الذي يعد من أصغر أنواع الطهر في العالم. وتقول إن المعلومات التي تعرفها عن حيوان الطهر العربي لم تكن كافية، لكن من خلال تلك الرحلة والتي استمرت قرابة الساعتين، اكتشفت معلومات وافية عن الطهر العربي، والذي يقتصر وجوده على الإمارات وسلطنة عُمان في شبه الجزيرة العربية.
ومن جهته، يحرص مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض التابع لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، على الاهتمام بإكثار الحيوانات المهددة بالانقراض، حيث تقول في هذا السياق، مدير عام هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بإمارة الشارقة هناء السويدي: «شهد المركز خلال مايو الماضي ويونيو الجاري ولادة اثنين من الطهر العربي النادر في شبه الجزيرة العربية، حيث يتكاثر حيوان الطهر العربي، وعادة تلد الأنثى طهرا واحدا في أوائل الربيع بعد 170 يوماً من الحمل، ويستوطن الطهر جبال الحجر شمال عمان وشمال شرق الإمارات، ويفضل العيش في المنحدرات الشمالية المواجهة لسطح البحر، في ظل وجود مياه دائمة ومرعى، ويوجد أكبر عدد منه في وادي سيرين وفي جبل قهوان في عُمان، وفي الإمارات يمكن العثور على أعداد محدودة منه تعيش في وادي الوريعة «الفجيرة» وجبل حفيت.
ويصل حالياً عدد مواليد الطهر العربي منذ مطلع عام 2013 إلى 29 حيواناً، حسبما قالت السويدي، ليعكس هذا الرقم مدى جهود الخبراء والمختصين في مركز حماية وإكثار حيوانات شبه الجزيرة العربية المهددة بالانقراض، في إكثار الطهر العربي وفق برنامج علمي متكامل تضعه هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة في مجال حماية وإكثار الحيوانات البرية المهددة بالانقراض، حيث يعمل المركز على توفير العناية الصحية المتكاملة التي تلائم حيوانات شبه الجزيرة العربية تحت إشراف فريق طبي متخصص من خلال برنامج الإكثار والرعاية وتطوير القاعدة المعلوماتية عن كل حيوان في جميع الاختصاصات «السلوكية، والبيطرية، والفسيولوجية»، إذ تشكل قاعدة المعلومات الركيزة الأساسية في وضع الاستراتيجية الخاصة بحماية النظم الطبيعية الصحراوية وتنوعها الحيوي.
وتؤكد السويدي، أن الطهر العربي حيوان ذو حوافر، شبيه بالماعز، ويتميز بحجمه المتوسط وإن كان هناك اختلاف كبير بين الذكر والأنثى، ويتمتع بقرنين مسطحين، ولكن تتميز قرون الذكر بأنها أكثر قوة وتميل إلى الانحناء بشكل ملحوظ أكبر من الإناث، كما يمتلك شعراً أحمر مائل إلى البني بالإضافة إلى خط داكن يمتد على طول الظهر، ويلاحظ عند الذكور وجود لبدة طويلة تمتد على كامل عنقها وتستمر بالنمو بتقدم الحيوان بالسن، وتمتلك الذكور الطاعنة في السن لبدات مثيرة للإعجاب وتتميز حوافره بوجود نعل مطاطي يمكنه من الجري والتسلق ويمكنه من التوازن على المنحدرات الصخرية العالية.
وفي السياق ذاته، بينت السويدي أن الطهر العربي يعيش بشكل انفرادي أو في مجموعات عائلية صغيرة تتكون من اثنين أو ثلاثة حيوانات، ويتميز ذكر الطهر العربي بأنه إقليمي ويحدد مناطقه من خلال عمل خدش في التربة بالحوافر الأمامية والقرون ويتحمل الطهر العطش لفترات طويلة قد تمتد في الصيف إلى يومين أو ثلاثة أيام إذا توفرت النباتات الجيدة.
عدد اليوم
